سياسي مقرب من نتنياهو يطالب أمريكا بموقف أكثر تشددا تجاه إيران

المدينة نيوز - قال مشرع إسرائيلي مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السبت إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يوجه بعد تهديدا عسكريا ذا مصداقية يمكن أن يردع إيران عن السعي لامتلاك أسلحة نووية.
جاء هذا الانتقاد لأوباما من تساحي هنجبي وهو مشرع سابق يحظى بنفوذ ترك حزب كديما المعارض في يوليو تموز الماضي لينضم إلى حزب ليكود ونتنياهو الذي حافظ دائما على علاقة وثيقة معه.
قال هنجبي "لا أرى تهديدا ذا مصداقية بتحرك أمريكي فخطاب الرئيس الأمريكي غامض جدا وغير واضح إلى حد كبير...لا أرى أنها (كلمات أوباما) ستترجم إلى نوايا أكثر واقعية ومن ثم فإن هذا هو السبب على الأرجح في أن الإيرانيين لا يأخذونها مأخذ الجد. إنهم ينتقدونها ويرفضونها."
وتصريحات هنجبي علامة أخرى على نفاد صبر إسرائيل إزاء الولايات المتحدة التي تحث إسرائيل على عدم مهاجمة إيران ومنح الدبلوماسية الدولية مزيدا من الوقت لكبح برنامج إيران النووي.
ويصر أوباما على أنه لن يسمح لإيران بانتاج أسلحة ذرية وعلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة ولكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنهم يريدون ان يسمعوا لهجة أكثر تشددا من الرئيس بخصوص تحرك عسكري أمريكي محتمل.
وفي عام الانتخابات الأمريكية انتقد المرشح الجمهوري ميت رومني أيضا بشدة تعامل أوباما مع إيران على باعتباره غير صارم بالقدر الكافي.
وترى إسرائيل التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة التي تملك ترسانة نووية في الشرق الأوسط أن إيران النووية تشكل تهديدا لوجودها.
وقال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الجمعة إنه يخشى أن إيران لا تصدق أنها تواجه تهديدا عسكريا حقيقيا بسبب الرسائل المتباينة الصادرة عن القوى الخارجية. ولكنه قال في مقابلة مع رويترز في يوليو تموز الماضي إن الولايات المتحدة يجب أن تقود الطريق.
ومضى يقول "نعتقد بالطبع أن الخيار العسكري يجب أن يكون الملاذ الأخير ونعتقد أنه يتعين على طرف آخر أن يقوم بالمهمة. ولكن يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا بأنفسنا."
وقال نتنياهو إنه سيتحدث عن المخاطر التي تشكلها إيران في كلمة يلقيها هذا الشهر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ومن المتوقع كذلك أن يجري محادثات مع أوباما أثناء زيارته لكن لم يصدر بعد إعلان بهذا الشأن. وقال مسؤول إسرائيلي كبير لرويترز الأسبوع الماضي إن نتنياهو سيطلب تعهدا قويا بتحرك عسكري أمريكي إذا لم تتراجع إيران.
وقال تقرير للأمم المتحدة الخميس إن إيران زادت بشدة من عدد أجهزة الطرد المركزي التي لديها في موقع حصين تحت الأرض في فوردو مما يظهر أن إيران مستمرة في توسيع برنامجها النووي على الرغم من الضغوط الغربية وتهديد إسرائيل بشن هجوم.
وقال هنجبي وهو رئيس سابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست في اجتماع بمبنى بلدية في شمال إسرائيل إن تهديدا عسكريا أمريكيا صريحا هو الوسيلة الأكثر فاعلية لردع إيران.
وأضاف "إذا لم يكن هناك تهديد ذو مصداقية بتحرك عسكري فلن يكون هناك على الأرجح وسيلة أخرى لإقناع الإيرانيين بوقف برنامجهم النووي. التهديد الأكثر مصداقية هو التهديد الأمريكي فالقدرة الأمريكية وقوتها هي التي تثير انزعاجا للإيرانيين أكبر بكثير من قدرة إسرائيل وقوتها."
لكنه أضاف أن تحركا إسرائيليا قد يكون فعالا أيضا في دفع إيران إلى التخلي عن طموحاتها في تخصيب اليورانيوم.
وتابع قائلا "هل التهديد الإسرائيلي ذو مصداقية؟ لا يمكنني... أن أكشف للإيرانيين قدراتنا لكن الحقيقة التي اتحدث عنها تظهر أنني لا اعتقد أنها غير واقعية."
وأدين هنجبي في يوليو 2010 بالحنث باليمين بعد محاكمة استمرت ثمانية أعوام مما أجبره على الخروج من البرلمان لكن سمح له بخوض الانتخابات من جديد في الانتخابات القادمة حيث من المتوقع أن يكون على قائمة حزب ليكود.
وأشار هنجبي إلى قيام إسرائيل بتدمير المفاعل النووي العراقي في عام 1981 كمثال على الإجراء الذي دفع نظام صدام حسين إلى التخلي عن طموحاته النووية.
وكان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة يحذر دائما من اتخاذ نهج أحادي لكنه زاد من حدة لهجته الأسبوع الماضي قائلا إن الولايات المتحدة لا تريد أن تتحمل مسؤولية أي مبادرة إسرائيلية.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية الجمعة عن ديمبسي قوله "لا أريد أن أكون مشاركا إذا اختاروا (إسرائيل) أن يفعلوا ذلك" ملمحا إلى أنه سيعتبر هجوما إسرائيليا أمرا يستحق اللوم أو غير شرعي. ( رويترز )