بصيرا القديمة : حداثة تطيح ذاكرة بلدة صارت اثرا بعد عين

المدينة نيوز - تندب بيوت بصيرا القديمة حظها بعد أن طواها النسيان وعلا جدرانها الغبار، وتحولت الى مكاره صحية يشكو مجاوروها تحولها الى بيئة لتكاثر الزواحف والقوارض المؤذية، وسط صمت المجالس البلدية المتعاقبة، حسب مواطنون القوا باللائمة على الجهات الرسمية التي لم تبادر الى اجتراح حل لهذه المشكلة العابرة للعقود.
من حجر وطين شيد اهل بصيرا بيوتهم عبر العقود، فصار وسط البلدة اثرا بعد عين منذ هجمة المعمار الحديث وتفوق الاسمنت والحجر والطوب على ما سواها.
ويلح مواطنون وفاعليات محلية على اهمية ابقاء هذه البيوت بصفتها ذاكرة للبلدة لكن بعد ترميمها والمحافظة عليها عبر تنظيفها وصيانتها .
وقال مدير الثقافة في الطفيلة عدنان ابراهيم السعودي ، انَّ البلدة القديمة كانت نابضة بالحياة، والحركة الدؤوبة، فهنا كانت المدارس والمؤسسات ؛ لكن زحف الحداثة اخذ السكان بعيدا عن المكان، الذي لم يبق من سكانه الاوائل سوى نفر قليل .
الطفل أنس مالك الزيدانيين يقول واصفا حال المكان انَّ البيوت المهجورة في بصيرا، صارت ملاذا للكلاب الضالة والثعالب، و حيوانات أخرى، فاصبح الخروج في الليل مخاطرة، فيما البعض منها تحوَّلَ الى زرائب للمواشي تنبعث منها الروائح الكريهة والحشرات والقوارض وحتى الزواحف المختلفة و الأفاعي.
وقال المدرس في جامعة الطفيلة التقنية الدكتور خالد عطية السعودي "ان أهم منطقة في البلدة ؛ وهي منطقة المساكن القديمة تحولت إلى منطقة ميتة، وهذا ما يبعث على الأسى في القلب فمن هنا انبثقت بصيرا الحديثة بناسها واجيالها ابنائها، داعيا اياهم الى الالتفات الى بلدتهم والاهتمام بها لتبقى ذاكرة حية للمكان والانسان.
رئيس بلدية بصيرا السابق ممدوح الرفوع اوضح ان البلدية قامت في 2010 بعملية مسح لمنطقة القلعة؛ التي زحفت عليها الأبنية في العهد العثماني، مما ادى اختفاء بعض شواهد المعالم الأثرية ؛ ولكن ما يزال هناك كثير من الشواهد التاريخية التي لم يمحها الزمن؛ ما يوجب على البلدية وضع دراسات ومخططات لمشاريع سياحية، حيث رفعت الدراسات والمخططات الى وزارة البلديات ومن ثم الى وزارة التخطيط للبحث والدراسة ، لتطوير منطقة القلعة و مساكن بصيرا القديمة، من خلال مشروع كبير لإعادة إحياء أهم جزء من البلدة.
من جانبه لم ينف رئيس لجنة بلدية بصيرا محمد البواليز تحول المساكن المهجورة القديمة في بصيرا إلى مصدر للمكاره الصحية وانبعاث الروائح الكريهة منها، جراء إلقاء البعض مختلف أنواع النفايات فيها ، علاوة على تحويل بعضها إلى زرائب للأغنام ما نجم عنه انبعاث للروائح، ، حيث قامت البلدية بتوجيه مخالفات رسمية لأصحاب تلك الأغنام ، بالإضافة الى عمليات الرش لمكافح الحشرات و القوارض .
وأضاف البواليز ان البلدية خاطبت مؤسسة التطوير الحضري لإستملاكها "كونها منطقة مملوكة بالشيوع أي فيها عشرات المساهمين " وطالبت البلدية المؤسسة بإقامة مدارس وإقامة قرية سياحية فيها على غرار طيبة زمان " جنوب شرق مدينة البتراء الوردية " ف كان رد من المؤسسة بالإعتذار، بسبب "التكلفة عالية وعدم وجود جدوى إقتصادية" .
من جانبه قال متصرف لواء بصيرا عارف كريشان انه يتمنى ان يكون هناك حلول من قبل وزارة السياحة ، ودائرة الآثار العامة ؛ لتحويل تلك المساكن القديمة الى قرية تراثية، لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء. (بترا)