الاستخبارات التركية: 100 جاسوس ايراني دخلوا تركيا خلال اقل من عام

المدينة نيوز - لإيران يد طويلة في زرع الجواسيس في كل انحاء العالم وخاصة في دول الجوار، من الكويت واليمن الى أذربيجان وتركيا.
وفي كل فترة تنتشر الاخبار التي تتحدث عن اعتقال الجواسيس الايرانيين. وفي الاونة الاخيرة اعلنت اجهزة الاستخبارات التركية ان ايران ارسلت الى تركيا نحو 100 جاسوس مدرب منذ اذار (مارس) 2012 وحتى الان.
نشرت ذلك صحيفة "زمان" التركية بعد ان اعلنت اخيرا عن اعتقال 9 جواسيس مشتبه بهم بتهمة التجسس لصالح ايران.
وتقول الصحيفة التركية ان الجواسيس دخلوا تركيا "بصفتهم صحافيين اوموظفين في السفارة الايرانية في تركيا". وهذا يعني ان هؤلاء يستطيعون ان ينشطوا في تركيا تحت ستار النشاط الديبلوماسي وبصورة غير رسمية.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "اغزامينر" ان هؤلاء الجواسيس الايرانيين اتصلوا باعضاء من حزب العمال الكردستاني، "ب ك ك"، وجمعوا منهم معلومات حول المنشآت العسكرية والنازحين السوريين في تركيا، وهم – اي الجواسيس -ينشطون اساسا في المحافظات الواقعة في شرق وجنوب شرق تركيا.
ويشكل حزب العمال الكردستاني المعروف باسم "ب ك ك"، حركة حرب عصابات كردية تقاتل بالسلاح ضد الحكومة التركية وتطالب بحكم ذاتي لكردستان واستقلال ثقافي وسياسي اكبر للسكان الكرد في سورية.
وقد أسس عبدالله اوجلان هذه المجموعة في 27 نوفمبر 1978 في قرية "فيس" بالقرب من منطقة "ليجة" بتركيا.
وفي البدء كانت ايديولوجية حزب العمال الكردستاني، خليطا من الاشتراكية الثورية والقومية الكردية، غير ان اوجلان ومنذ اعتقاله تنحى عن الافكار الماركسية. وتصنف تركيا والاتحاد الاوروبي ودولا اخرى – منها الولايات المتحدة الاميركية – حزب العمال الكردستاني بانه منظمة ارهابية.
وفي تشرين الاول (اكتوبر)، استهدف مكتب احتواء الاموال الخارجية التابع للخزانة الاميركية، القادة الكبار لحزب العمال الكردستاني وفرض حظرا على زعيم الحزب، مورات كارايلان وعلى عدد اخر من قادة الحزب باعتبارهم مهربين دوليين للمخدرات.
وفي ابريل عام 2011 قامت وزارة الخزانة الاميركية، بمطاردة مؤسسي حزب العمال الكردستاني باعتبارهم اعضاء في شبكة دولية لتهريب المخدرات. وقد تم مصادرة اموال الاشخاص التي شملهم الحظر في الولايات المتحدة الاميركية، اذ اعتبرت الادارة الاميركية ووفقا للقوانين الاميركية اجراء اي صفقات معهم، جرما يحاكم عليه.
وقد تم اعتقال المواطنين الايرانيين، محمد رضا اسماعيل بور وشهرام ضرغام في عمليات خاصة فيما كانا يتبادلان المعلومات حول الجيش السوري الحر على الاراضي التركية.
وقد استمرت عمليات المراقبة والمطاردة خلال العام الماضي. اذ اتضح في هذا المجال ان هذه المجموعة كانت تاخذ الصور والافلام من المنشآت العسكرية ومراكز الشرطة بطرق لم يكشف عنها، وكانوا يسلمونها الى اجهزة الاستخبارات الايرانية.
وتمنتع السفارة التركية في واشنطن من الادلاء باي تصريح في هذا المجال.
وتتهم الحكومة التركية، ايران وسورية بدعم العصابات المسلحة التابعة لحزب العمال الكردستاني للقيام بعمليات ضد جنودها وذلك انتقاما من موقفها المؤيد للثوار المعارضين لنظام بشار الاسد. كما تدعي تركيا ان الحكومة السورية سلمت المناطق الكردية في تركيا الى الاحزاب الموالية لحزب العمال الكردستان لتصبح قاعدة ضدها في المستقبل.
فلم تنتهي قصة التجسس الايراني على الجارة تركيا بل اعلنت اليمن وعلى لسان رئيسها عبد ربه منصور هادي قبل فترة عن كشف شبكة تجسس ايرانية تعمل على الاراضي اليمنية منذ سبع سنوات، وقد ادى ذلك الى نوع من التوتر في العلاقات بين البلدين. والان لم تعد العلاقات التركية – الايرانية ايضا علاقات عادية بل يشوبها نوع من التوتر بسبب المواقف التركية المؤيدة للمعارضة السورية واحتضانها لها والمطالبة بتنحية الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة.(النهار)