حكومة الذهبي في غرفة الانعاش.. والحباشنة وعوض الله إلى الواجهة !

المدينة نيوز - طارق ديلواني - كل المؤشرات تنبئ برحيل قريب لحكومة الذهبي وان المسألة باتت مسألة وقت فقط ، والأردنيون لا تشغلهم هذه الأيام أنباء رحيل الحكومة بقدر ما هم مهتمون بالأسماء المطروحة لخلافة الذهبي .
تشكيل الحكومات في الأردن ، طفرة سياسية تبدأ غالبا بالشائعات وطالما أصابت بعض هذه الشائعات كبد الحقيقة ، لكن المسألة هذه المرة ليست بحاجة إلى بورصة مرشحين ولا الى شائعات، فهي محسومة بين اسمين اثنين لكل منهما حظ وافر في تشكيل حكومة مقبلة .الأول سمير الحباشنة وزير الداخلية السابق والثاني باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي الأسبق ، ولكل منهما أسبابه وظروفه ومعطياته التي قد تدفع به الى الواجهة .
غير ان سمير الحباشنة قد يكون أوفر حظا لاعتبارات عديدة. أهمها ان الرجل هاجم بهدوء مشروع الأقاليم المثير للجدل ووصفه بأنه قفزة للمجهول ولم يبد أي اعتراض على فكرة الأقاليم التنموية على أساس المحافظات بل كان احد منظريها .
الحباشنة مرشح رئاسة للحكومة بامتياز فهو على الأقل غير محسوب لا على تيار الليبراليين ولا على تيار الحرس القديم ويمثل فكرا جديدا قد ينهي حالة الاستقطاب والتأزم التي تعصف بالمشهد السياسي الأردني منذ فترة .
وإذا كان بالإمكان اعتبار الموقف من مشروع الأقاليم مقياسا لرجل الدولة المطلوب او المرغوب، فالحباشنة امسك العصا من المنتصف وهي سياسة تبدو أنها الأكثر رواجا لمواصفات رئيس الحكومة المقبل حيث لا حظوات سياسية ولا إعلامية .
الحباشنة القادم من خلفية سياسية حزبية قد تشكل أرضية لمدرسة سياسية جديدة يرغب البلاط الملكي في ترسيخها..على اعتبار ان العودة والاحتكام مرة أخرى لأي من رموز الليبراليين والحرس القديم محكوم اما بالفشل او بالنقمة الشعبية .
هكذا ، قفز إلى المنافسة .. السياسي الذي قال لا للأقاليم وواظب على نقد المشروع ، متمسكا برؤيته لتطوير الحكم المحلي في إطار المحافظات وهو الرأي الذي تبناه الملك في النهاية، الامر الذي جعل البعض يرون في ذلك مؤشرا على استحسان جلالته لرؤى الحباشنة وطريقة تفكيره وإدارته للأمور .
في مقابل ذلك كله، فان الأسباب التي فد تدفع بعودة متوقعة لرئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور باسم عوض الله قد تبدو اقل منطقية وأضعف حجة ..إلا أنها واردة .
فالرجل بحسب ما يتواتر من أنباء رافق جلالة الملك في كثير من زياراته وجولاته الأخيرة ولا زال مطلا بنحو او بآخر على مفاصل المشهد السياسي والداخلي الأردني وخلافا لتوقعات كثيرين فان عوض الله لم ينزو او يبتعد عن الساحة تماما.
والملف الاقتصادي الذي فشلت حكومة الذهبي في التعاطي معه بدوره احد مبررات عودة عوض الله إلى الواجهة رئيسا للوزراء هذه المرة . فالرجل لا تنقصه الرؤية ولا الأدوات لخلق واقع اقتصادي جديد قادر على التعاطي مع تداعيات الأزمة المالية العالمية.
والاهم ان الملك عبد الله الثاني في خطاب إعفاء عوض الله من منصبه في البلاط الهاشمي أوعز إليه بأنه في فترة راحة وان منصبا جديدا ينتظره بعد حين.فهل آن الأوان ؟