الإخاء النيابية في وضع حرج بعد تسليم رئيس الديوان رسالة للملك تشكو حكومة الذهبي
المدينة نيوز- راكان السعايدة - وجدت كتلة الإخاء النيابية نفسها في وضع حرج للغاية بعدما تلقت رد فعل غاضب من مرجعيات عليا على قرارها رفع رسالة شكوى على حكومة المهندس نادر الذهبي إلى جلالة الملك عبد الله الثاني.
ولمست الكتلة ردة الفعل في لقاء جمع النواب وصفي الرواشدة وميشيل حجازين الثلاثاء برئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي الذي تسلم الرسالة لكنه بذات الوقت اشر في حديثه مع ممثلي "الإخاء" ان لمجلس النواب قنوات دستورية وصلاحيات ومكتب دائم يمكن أن يكون قناة لنقل أية ملاحظات على الحكومة وأي جهاز في الدولة.
الناطق باسم الكتلة يوسف القرنة حاول تلطيف ردة الفعل بأن أشار إلى أن لقاء اللوزي كان مثمرا وجيدا مع أنه (اللوزي) منزعج من تسريب قرار الكتلة بتوجيه الرسالة إلى وسائل الإعلام قبل أن تصل إلى الديوان الملكي وهو ما يعتبر مخالف لتقاليد مخاطبة الملك، إذ لم تجر العادة أن تسرب رسالة أو فحواها وهي موجهة إلى جلالة الملك قبل أن تصل إليه.
وعلمت "المدينة نيوز" ان الكتلة بصدد إصدار بيان في غضون الساعات المقبلة تشرح فيه موقفها من الحكومة والأسباب التي دفعتها إلى قرار التقدم بشكوى لجلالة الملك.
وتواجه الكتلة مأزق على مستويين الأول: ان حدة الخلاف داخلها تصاعدت بعدما سرب خبر الرسالة مباشرة بعد اجتماع عقدته يوم الاثنين خلافا للقسم الذي أقسمه أعضاء الكتلة بالحفاظ على سرية القرارات التي اتخذت.
ويأخذ المأزق الأول منحى إضافي بعدما أعلن النائب جعفر العبداللات أنه يتحفظ على خطوة الرسالة ، وقال أن هناك آليات دستورية يمكن للنواب بما فيهم كتلة الإخاء اللجوء إليها لمحاسبة الحكومة ونقدها تصل حد طرح الثقة بها.
وبدا من الواضح أن غياب رئيس الكتلة النائب أحمد الصفدي عن اجتماع الاثنين مؤشرا على عدم رضاه عن خط سير الكتلة وهو الحليف المقرب من رئيس الوزراء.
المأزق الآخر الذي تواجهه الكتلة تمثل في ردة فعل نيابية قاسية باعتبار الرسالة التي تزمع الكتلة توجيهها إلى الملك تأتي في ظل هموم كثيرة وكبيرة على المستويين الداخلي والخارجي يتابعها جلالته وما كان يجب أن يزعج بشكوى على الحكومة.
ولسان حال النواب يقول أن جلالة الملك مرجعية للجميع ولا يجب أن يلجأ إليه إلاّ في مفاصل مهمة، على قاعدة أن مثل هذه الشكاوى يمكن حلها بدون إزعاج القصر بها.
ويعتقد نواب أن كتلة الإخاء بموقفها حيال الرسالة تنازلت عن صلاحيات دستورية تخول مجلس النواب أن يصل في مناوئته للحكومة حد طرح الثقة بها.
وتقول النائب حميدة الحمايدة في حورا جرى بينها والنائب جعفر العبداللات أن لكتلة الإخاء طرق كثيرة لاتخاذ موقف من الحكومة لكن الرسالة فيها إشغال للملك المنهمك في قضايا كبرى ولا يجب إزعاجه بمثل هذا الأمر، وكذلك أن الدستور رتب آليات تصل من توقيع مذكرة طرح ثقة بالحكومة إلى استجوابها.
ويعترف العبداللات أن الاجتماع الذي عقد قبل شهر في منزل نصار القيسي عضو الكتلة أمهل الحكومة شهر لترتيب موعد للكتلة مع رئيس الوزراء، وهو ما أكده نائب آخر قال ان مهلة الشهر كانت لتجنب انشقاق داخل الكتلة.
وما يؤكد أن فكرة توجيه رسالة إلى جلالة الملك جلبت ردة فعل غاضبه على الحكومة ورئيسها بالتحديد، ان كتلة الإخاء التي عينت ناطقا جديدا باسمها (يوسف القرنة) خلفا للنائب عبد الرحيم البقاعي جاء في سياق عتب شديد سمعه البقاعي عن تراخيه في إجراء اتصالات مكثفة مع رئيس الوزراء لترتيب لقاء وهو لو تم لجنبت الكتلة الموقف المحرج الآن.
