باحث أميركي: بن لادن هو الفائز

المدينة نيوز - قال باحث أميركي إن ثمة مؤشرات عديدة بأن الجهاد الإسلامي لا يزال يشكل تهديدا للولايات المتحدة حتى بعد مرور 11 سنة على هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وأوضح الكاتب في نبرة لا تخلو من سخرية أن الرئيس باراك أوباما رد على ذلك التهديد بإعلان دعمه لثورات الربيع العربي التي نصبت أنظمة إسلامية في شمال أفريقيا، وبإيعازه لوزارة العدل في إدارته لتبني مطالب المسلمين الأميركيين باستيعابهم في المشاريع التجارية والمؤسسات التعليمية الأميركية.
وكتب روبرت سبنسر -مدير منظمة جهاد ووتش- في مقال بصحيفة واشنطن تايمز نشرته السبت أن زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن "كان سينظر بعين الرضا لقوانين الشريعة الإسلامية وهي تتبوأ سريعا مكانها باعتبارها التشريع الأوحد في مصر وليبيا وتونس، وللمؤسسة السياسية الأميركية وهي تتبنى موقفا وديا إزاء العناصر التي تؤمن بتفوق الإسلام في المجال السياسي وغيره، حتى إن مجرد الدعوة للتحقق من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في الحكومة قوبلت بالاستهزاء واتهام مطلقيها بالمكارثية"، وهي نزعة سياسية ظهرت في منتصف القرن العشرين تتسم بالعنف وشن حملات التشهير على الأفراد دون تمحيص.
وأشار سبنسر إلى أن أوباما أبدى للتو حماسة تجاه نظام الحكم الجديد في مصر بزعامة الإخوان المسلمين بأن أسقط عن تلك الدولة ديونا بقيمة مليار دولار، "رغم أن ذلك النظام ظل يمضي بخطوات مذهلة نحو تفكيك الديمقراطية التي عرفتها مصر، وإحكام قبضته على السلطة لعقود قادمة".
وزعم أن الربيع العربي في مصر أقام نظاما بدا جليا أنه يعمل على تكريس اضطهاد المسيحيين القائم أصلا، وذلك بفرض مبادئ الشريعة الإسلامية التي تعامل المرأة وغير المسلمين بنوع من التمييز المؤسس، ويضع مصر على طريق حرب مفتوحة مع إسرائيل.
ومضى الكاتب في مزاعمه إلى القول إن أوباما يوشك أن يكرر نفس الأخطاء في سوريا، حيث ستضم أي حكومة في مرحلة ما بعد الأسد عناصر من الإخوان المسلمين على وجه اليقين تقريبا.
وخلص روبرت سبنسر في مقاله بواشنطن تايمز -الصحيفة المعروفة بميولها اليمينية الصارخة- إلى أن الحكومة الأميركية تقدم تنازلات شاملة وتسعى بسذاجة لإرضاء من تسميهم "الجهاديين الإسلاميين" الذين ظلوا يتوعدون الولايات المتحدة بالويل والثبور، على حد تعبيره.
وختم بالقول "يبدو أن بن لادن، رغم وفاته، هو الذي خرج فائزا" من كل ذلك.(الجزيرة)