الاميرة بسمة : الاردن يولي اهتماما كبيرا بامراض الحساسية والمناعة

المدينة نيوز - قالت سمو الاميرة بسمة بنت طلال ان الاردن وكغيره من دول العالم بدا ومنذ عدة سنوات يولي اهتماما كبيرا بامراض الحساسية والمناعة على الصعيدين الرسمي والشعبي.
واضافت سمو الاميرة بسمة في حفل افتتاح المؤتمر الدولي الاردني الرابع للحساسية والمناعة الذي بدا اعماله في عمان اليوم الاربعاء ان امام المستوى الرسمي ممثلا بوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية, والشعبي ممثلا بنقابة الاطباء وجمعية اطباء الحساسية والمناعة، الكثير مما يمكن عمله خاصة في مجال الوقاية على غرار ما تقوم به دول كثيرة اخرى.
واشارت سموها الى اثر الامراض المزمنة كالحمى الموسمية على حياة الانسان اليومية ان كان في منزله او في مكان عمله وقد تمنعه من التمتع بالعديد من الانشطة التي يعتبرها الاخرون امرا مفروغا منه.
وقالت سموها "ما علينا الا ان نفكر بطفل مصاب بحساسية الجهاز التنفسي ومدى التاثيرات على حياته ان كان في اللعب او الطعام او الدراسة" مشيرة الى ان الحساسية قد تؤدي الى عدم التركيز وضعف التحصيل العلمي وصولا في الحالات الشديدة الى الاختناق عدا عن اثرها المادي المتعلق بكلف العلاج والوضع المالي للمصاب واسرته".
واكدت سمو الاميرة بسمة ان السيطرة على زيادة انتشار هذه الاعراض التي ترتبط ارتباطا مباشرا باسلوب حياتنا الحضرية الحديثة وعاداتنا الغذائية وبيئتنا وخلوها من التلوث اصبحت امرا ملحا يتطلب ان يكون للخبراء والمختصين بامراض الحساسية والمناعة حضورا ورايا في الجهات المعنية بسلامة البيئة والغذاء لتستكمل هذه الجهات عملها في الحفاظ على صحة الانسان ووقايته من الاصابة بهذه الامراض.
وقالت سموها ان امراض الحساسية وضعف المناعة وما ينجم عنها من امراض كثيرة تعد هما مشتركا لجميع المجتمعات في مختلف مناطق العالم وان هذه الامراض اخذت تستحوذ على اهتمام كبير ليس من قبل الحكومات فقط وانما من قبل العديد من المنظمات الاهلية وغير الحكومية التي تستقطب جهود الكثيرين من الاطباء والمتطوعين خاصة وان الاسباب التي تؤدي لها متعددة وكثيرة تبدا بالبيئة والمناخ والغذاء وتنتهي بالعوامل الوراثية.
واشادت سموها بالقائمين على المؤتمر وقالت ان المؤتمر وبتمثيله الدولي الواسع وما يجري على غراره في مختلف انحاء العالم يبين اننا جميعا نتشارك في نفس الهموم والتحديات والطموحات كما يبين في الوقت نفسه مدى اهمية التعاون بين الجميع على اختلاف الاعراق والثقافات للعمل معا على خلق عالم يليق بالانسان اي انسان ويسوده السلام والامل ويكون خاليا من المرض والالم.
من جانبه اكد امين عام وزارة الصحة الدكتور الدكتور ضيف الله اللوزي في كلمة لوزير الصحة عبداللطيف الوريكات اهمية اعداد الدراسات والابحاث العلمية الدقيقة الموثقة حول الامراض بما يسهم في الوقوف على حقيقة الواقع المرضي واتاحة سبل افضل لمواجهته والتخفيف من تداعياته واثاره .
كما اكد اهمية ايجاد سجل وطني يتولى ارشفة الحالات المرضية في القطاعات الطبية كافة ويسجلها للوقوف على حجم المشكلة للخروج من دوامة تداول ارقام واحصائيات دون تنسيق وتبادل للمعلومات حول حقيقة اعداد المصابين ما يؤثر على اتخاذ قرارات ورسم سياسات صحية سليمة مستندة الى الوقائع لا التخمينات.
وفي موضوع الحساسية اشار اللوزي الى الاعباء الكبيرة التي تخلفها امراض الحساسية وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على المرضى واسرهم ومجتمعاتهم.
بدوره اعرب رئيس جمعية اطباء الحساسية والمناعة الاردنية رئيس المؤتمر الدكتور هاني العبابنة عن تطلع الجمعية لتاسيس مركز وطني للحساسية في الاردن وان تشارك الجمعية مع باقي المؤسسات الوطنية المعنية في تنظيم ومراقبة زراعة الاشجار داخل المدن والاشراف على استيراد نباتات الزينة.
كما اكد اهمية بناء قاعدة بيانات وطنية الكترونية للمواد والاطعمة المسببة للحساسية في الاردن وشراء اجهزة تعداد غبار الطلع خصوصا في شهر الربيع ونشر النتائج في وسائل الاعلام مع النشرة الجوية.
وقال الدكتور عبابنة ان الحساسية اصبحت هما وطنيا حيث يبلغ عدد المصابين في الحساسية بجميع انواعها المليون شخص تقريبا يشكلون 18 بالمئة من عدد سكان الاردن وهي بازدياد مستمر وخصوصا داخل المدن لوجود مواد مهيجة ومثيرة للحساسية مثل تلوث البيئة من المصانع وعادم السيارات والتدخين وكذلك انتشار اشجار الزيتون وغيرها بشكل عشوائي داخل المدن خلافا لدول حول البحر الابيض المتوسط المشهورة بزراعة الزيتون خارج المدن.
بدوره اكد نقيب الاطباء الدكتور احمد العرموطي اهمية المؤتمر في الاطلاع على اخر المستجدات العلمية في مجال الاختصاص وتحقيق التواصل مع الاطباء من الاقطار المختلفة بهدف زيادة خبرة الاطباء نظريا وعمليا.
وقال ان نقابة الاطباء تضم 34 جمعية اختصاص مع الطب العام تتولى النشاط العلمي للنقابة في مختلف التخصصات العامة والفرعية من خلال عقد المحاضرات والندوات والايام العلمية، والمؤتمرات المحلية والدولية، مما جعل المستوى العلمي للاطباء يضاهي المستوى العالمي في مختلف التخصصات.
من جهته قال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عادل وهادنة ان المؤتمر سيبحث اخر المستجدات العلمية في مجال الحساسية مع تركيز خاص على الامراض التي تصيب المنطقة، وتوفير فرص لتعليم الاطباء الشباب.
واضاف ان الهيئة المنظمة للمؤتمر وعدت بان لا يكون مؤتمرها هذا عبارة عن مناسبة تنتهي بانتهاء فعالياته، فقد قدمت مراكز عالمية بعثات طبية واستشارات فنية للحالات الصعبة وتم اعتماد مركز المناعة في مستشفى الملكة رانيا العبدالله كمركز ذو خبرة عالية وتحويلي.
من جهته عرض نائب رئيس الاكاديمية الاوروبية للحساسية الدكتور نيكوس ببادوبولوس العلاقة مع الجمعية الاردنية للحساسية بصفتها اول جمعية عربية تنضم للاكاديمية مؤكدا اهمية دور الجمعية في مقاومة المرض والوقاية منه.
وافتتحت سمو الاميرة بسمة المعرض المقام على هامش المؤتمر وجالت في اقسامه التي تشتمل على ادوية ومعدات ومستلزمات طبية متخصصة تعرضها 35 شركة.
ويناقش المشاركون في المؤتمر الذي تنظمه جمعية اطباء الحساسية والمناعة في نقابة الاطباء بالتعاون مع الاكاديمية الاوروبية للحساسية السريرية والمنظمة العالمية للحساسية والكلية الاميركية للحساسية والربو والمناعة 90 ورقة علمية منها 55 محاضرة يقدما 17 طبيبا من الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا والسعودية ولبنان وليبيا وعمان، كما يشارك في المؤتمر 38 محاضرا من مختلف القطاعات الطبية في المملكة من خلال 35 محاضرة.
وتعقد ضمن فعاليات المؤتمر ثلاث ندوات طبية متقدمة حول الربو القصبي وروماتيزم الاطفال المزمن واستخدامات الخلايا الجذعية من الحبل السري.
ويركز المؤتمر على الامراض المناعية وزراعة نخاع العظم، والامراض الروماتيزمية عند البالغين والاطفال واستخدام العلاجات البيولوجية، والربو القصبي والحساسية بجميع انواعها، واحدث العلوم المخبرية في المناعة والحساسية.
بذكر ان جمعية الحساسية والمناعة في نقابة الاطباء تاسست قبل نحو تسع سنوات ويبلغ عدد منتسبيها 190 عضوا، وتعد الجمعية العضو العربي الوحيد في الاكاديمية الاوروبية للحساسية والمناعة.
(بترا)