الصادق المهدي: القوى التي أشعلت الثورات العربية لم تحمل رؤية بديلة

المدينة نيوز - قال رئيس المنتدى العالمي للوسطية الإمام الصادق المهدي إن القوى الشعبية التي أشعلت الثورات العربية، لم تحمل رؤية بديلة، حيث فوجئت بسرعة سقوط الأنظمة دون توفر البديل الحقيقي لها.
وأضاف خلال ندوة عقدت بفندق القدس مساء السبت بدعوة من المنتدى العالمي للوسطية/عمان ان الدساتير القائمة هي التي حلت محل الانظمة، الى جانب الاسراع في الانتخابات التي افرزت قوى اكثر حضورا، مشيرا الى ان القوى الديموقراطية الجديدة واجهت تحديات حقيقية.
وأوضح الامام المهدي ان ثمة تحديا يواجهه الإسلاميون في الحكم يتمثل بالحفاظ على المرجعية الإسلامية بمنطق قادر على استيعاب الواقع والطرح الاسلامي في آن معا.
وقال ان المحافظة على الوحدة الوطنية يعد تحديا آخر يواجهه الإسلاميون في الحكم، الى جانب التعامل مع المحيط الدولي والقوى العلمانية، لاسيما وأن الدولة تحتضن مكونات عدة، لافتا الى خطورة فشل التجربة الإسلامية وما سيجره من فوضى كبيرة.
واضاف ان هناك واقعا جديدا تتعامل معه القوى الاسلامية الحاكمة، وان مقتضيات هذا الواقع هو الإقرار في المعاهدة الاسرائيلية كما هو الحال في الدولة المصرية، مشيرا الى الواقع الجديد، يضع الحكومات الإسلامية في مرمى الاتهام، ونعتهم بالخيانة.
ولفت الامام المهدي الى ان التغيير هو ضرورة حياتية وهو جزء من حتميات التاريخ، خصوصا إذا ما انتج ديموقراطية متكاملة ثقافيا واجتماعيا، فانها ستلقي بظلالها التي ستعمم في هذه المنطقة.
من جهته قال مؤسس حزب النهضة التونسي الشيخ عبدالفتاح مورو ان الغرب وبعد الاستقلال ارادوا صنع مؤسسات ديمقراطية شكلية في تونس، مشيرا الى ان الشعب ادرك ان الديمقراطية التي ينشدها موكولة الى نواب لم يؤتمنوا عليها.
واضاف ان الثورة تستدعي تجدد الفقه الإسلامي من اجل الواقع والحاضر، والانسجام بين الاسلام والمعاصرة، مشيرا الى ان ذلك لم يتحقق الا اذا اعتبرنا ان الحرية مناط التكليف والوكالة للانسان بخلافة الله في الأرض، وتحقيق الامن الاجتماعي واحترام العقائد والالتزام الفردي والجماعي.
واضاف مورو ان الاسلام لم يعرف القهر والديكتاتورية ولم يعاقب او يلزم، لكننا نحن من نقهر انفسنا ونعطل احكامنا، مؤكدا ان البقاء للاصلح ولكن بالاختيار دون ان نفرض على الاخر ما يصلح.
(بترا)