الطالبات يعتبرن مريول المدرسة "دقة قديمة " والتربية تخشى "البهرجة"

المدينة نيوز ـ متابعة زينة حمدان ـ قال أمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتور فواز جرادات ان الوزارة سوف تنسق قربيا لعقد ورشة عمل لمناقشة تطوير الزي المدرسي.

وخلص بعد تبادل وجهات النظر مع برنامج "صباح المدينة" الذي تقدمه الزميلة ضياء العوايشة على اذاعة صوت المدينة "88.7" وعدد من المستمعين بان الوزارة ستنظم ورشة العمل ستضم كافة الاطراف من طالبات وتربويين ودائرة قسم الازياء والتصميم التابعة لوزارة التربية والتعليم.

وكانت صحيفة الغد في عددها الصادر 3 ايار نقلت وجهة نظر بعض الطالبات في رغبتهن بتغير الزي المدرسي الحكومي .

الطالبة  ليما محمد قالت أنها تشعر بضجر شديد عندما تستعد لارتداء "الزي المدرسي"؛ المريول الأخضر المونس بالأبيض.

مقت ليما للزي يبلغ حدّ أنه بات يدفعها إلى أن تكره المدرسة. وتتساءل "لماذا لا نرتدي زيا شبيها بما ترتديه طالبات المدارس الخاصة؟".

وتعتقد رانيا العبادي (15 عاما) أن "المريول بشكله الحالي يسبب "تشوها بصريا""، مبينة أن كل طالبة تفصله بطريقتها الخاصة، مؤكدة أن "نوع القماش ولونه سيئان للغاية".

"التعليمات المرتبطة بالمريول تزيد من الامر سوءا"، تقول رانيا، مضيفة أنه يجب أن يكون المريول بطول معين، حيث يتم ارتداء البنطال تحته.

وتبيِّن أنه في الشتاء يتم ارتداء "الجرازي" عليه، معتبرة أن ذلك يزيد "المنظر بشاعة"، خصوصا أن لون المريول الأخضر لا يليق مع الألوان الأخرى للجاكيتات أو الجرازي، وفق رانيا.

وفي رده شدد مدير إدارة التعليم العام د. محمد العكور على أن تعليمات وزارة التربية والتعليم واضحة فيما يتعلق بمظهر الطالب وتوحيد الزي المدرسي، مبينا أن التعليمات "جاءت لمنع البهرجة، وضبط العملية التربوية".

ويشير إلى أن اختيار نوع القماش ولونه يعود لـ"سعره الرخيص وقدرة الغالبية العظمى من سكان الاردن على شرائه"، مبينا أن الهدف الأساس "إلغاء الفروقات بين مختلف الطبقات الاجتماعية داخل المدرسة".

إلا أن أمية غازي، الأم لأربع طالبات، تشعر بالأسى لمشهد بناتها وهن يتذمرن المريول، ويبدين رغبتهن بارتداء مراييل "أكثر أناقة ومواكبة للعصر". تجيبهن أن الأمر ليس بالشيء المهم وأن عليهن التأقلم معه باعتباره الخيار الوحيد المتاح أمامهن.

وتقول إن المريول قديم جدا "منذ أن وعيتْ على الدنيا"، وترى أنه "آن أوان تغييره"، معتبرة أن ذلك يساهم "في تغيير نفسية الطالبات".

ويبين العكور أن تاريخ المريول "قديم جدا"، مشيرا إلى أنه لا توجد معلومات دقيقة حول التاريخ المحدد لإقرار هذا الزي.

بيد أن أستاذ علم اجتماع التنمية في جامعة مؤتة د. حسين محادين يرى أن إلزام الطلبة بزي مدرسي "أمر إيجابي يحمل الطالب عبئا اعتباريا"، مشيرا إلى أنه يدفعه للقيام بـ"أدوار ومهمات تعمق الاختصاصية وتجعله ملتزما وقادرا على ضبط ذاته".

ويضيف أن الزي "يُوحِّد الطلبة ويُعمق الإحساس بالهوية ويذكر الناظر إليه بأن له أدوارا اجتماعية يجب أن يقوم بها بنجاح".

"لسنا ضد الزي الموحد" تقول ليما، متمنية أن تتم إعادة النظر في "لون المريول وتفصيله". وتقترح أن يتكون من قطعتين أو ثلاث، وأن تكون الألوان إما كحلي أو أزرق سماوي، أو رمادي مع أزرق فاتح.

ويدعو محادين إلى ضرورة الإصغاء إلى الطلبة في تفضيلهم للألوان والتفصيل، مبينا أنهم يسعون دائما لإظهار الذات والتفرُّد، معتبرا أن مفاضلتهم بين الألوان والأزياء جزء من ذلك.

الطالبة رغد شموط (14 عاما) في إحدى المدارس الخاصة بعمان تشهر كرهها للمريول الأخضر وتقول "عندما نجتمع في الأنشطة المدرسية أو نلتقي في الورشات أو الرحلات نلاحظ ان فتيات المدراس الحكومية يخجلن من زيهن".

العكور يؤكد أن "قماش مراييل المدارس الخاصة باهظ الثمن ويصل سعر المريول الى 80 دينارا"، ويزيد "المهم في الزي المدرسي الموحد أن يحقق هدفه في اخفاء الفروقات والتركيز على الدراسة".

وينفي العكور نية الوزارة تغيير الزي المدرسي في الأعوام المقبلة، موضحا ان التجار استوردوا كميات كبيرة منه ولا يمكن تغيره في القريب العاجل.