سياسيون وأكاديميون:الخطاب الملكي نبراس للخروج من الازمة السورية

المدينة نيوز - غطى الخطاب الذي القاه جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة الاسبوع الماضي معظم قضايا المنطقة خاصة تداعيات الاحداث في سورية وانعكاساتها الخطيرة ما وضع المجتمع الدولي مباشرة امام مسؤولياته بهذا الصدد .
وقال سياسيون واكاديميون لوكالة الانباء الاردينة "بترا"، ان خطاب جلالته يشكل نبراسا يهتدى به لجهة الخروج من الازمة ،حيث اكد جلالته انه لا بد من الوقف الفوري للعنف هناك، والبدء بعملية انتقال سياسي للسلطة ما يؤدي لوقف سفك الدماء واعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة الاراضي السورية وضمان سلامة الاشقاء هناك وحفظ كرامتهم .
واشاروا الى ان جلالته " حذر في خطابه كذلك من تداعيات المعاناة المأساوية للاخوة السوريين وتنامي حجم المخيمات التي تزدحم بالعائلات المستضعفة مع قرب حلول شتاء الصحراء القارس، حيث دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الى التكاتف والتعاون البناء للحؤول دون وقوع مأساة إنسانية".
وقالوا ان جلالته اعرب في ذات الوقت عن امتنانه لتجاوب الحكومات والمنظمات والهيئات الدولية في تقديم المساعدات بهذا الخصوص .
واضافوا ان جلالته عرض كذلك للانعكاسات الانسانية الخطيرة للازمة السورية على الاردن في ظل التدفق الكبير للاشقاء السوريين الى المملكة والخدمات التي تقدمها لهم على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الاردن وشح موارده وخاصة المائية منها، الا ان الاردن وبالرغم من كل ذلك استمر بتحمل تلك الاعباء انطلاقا من واجبه العربي والقومي والاسلامي والانساني .
** العين الدكتور عوض خليفات وقال العين الدكتور عوض خليفات ان خطاب جلالة الملك في الامم المتحدة اكد اهمية الحل السياسي للازمة في سورية والوقف الفوري للعنف والانتقال الى عملية سياسية يقرر خلالها الشعب السوري مصيره ، مشيرا الى ضرورة عدم تكرار النموذج الليبي هناك .
واضاف خليفات ان انجاح مهمة المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي في سورية والذي يعرف الواقع السوري جيدا ضرورة ملحة للحفاظ على وحدة الاراضي السورية وكرامة الشعب السوري ووحدته ،لافتا الى روابط الجوار والاخوة التي تربط الاردن بسورية ومصلحة الاردن في استقرار الوضع هناك .
وزاد ان التدخل الدولي من مختلف الاطراف في الشأن السوري يعيق امكانية الوصول الى حل سياسي للازمة السورية ليقرر خلالها الشعب السوري مستقبله .
** الدكتور عادل زيادات وقال عميد كلية الصحافة في جامعة الزرقاء الدكتور عادل زيادات ان مضامين خطاب جلالة الملك امام الجمعية العامة للامم المتحدة وما اشتمل عليه من رؤى للمرحلة الراهنة وكيفية التعامل مع التحديات مهد الطريق لاعادة الأمور الى نصابها وفي سياقها الطبيعي الذي يجب ان تكون عليه والتحذير الحاسم من مخاطر استمرار الاوضاع في المنطقة على ما هي عليه .
واضاف ان جلالته عبر عن القلق الكبير من تدهور الاوضاع في سورية وارتفاع وتيرة العنف ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة وخطيرة من الدمار، والتحذير من أن عدم التوصل إلى مخرج للازمة السورية سيدفع بالأمور الى تصعيد خطير الامر الذي يؤكد أهمية الحل السياسي للخروج من الازمة ووضع حد ينهي معاناة الشعب السوري ويضع حدا لإراقة الدماء ويحافظ على وحدة سورية أرضا وشعبا ولا يأتي ذلك الا بتكاتف جهود المجتمع الدولي .
واشار زيادات الى ان جلالة الملك حذر في ذات الوقت من الوضع الانساني المتدهور يوما بعد يوم على الساحة السورية وضرورة أن تساهم الهيئات والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي ككل في تحمل مسؤولياته في مساعدة الاردن على تحمل استضافة ما يزيد على 200 الف لاجئ سوري يحتاجون الى رعاية كبيرة خاصة مع قرب حلول موسم الشتاء والذي سيزيد من معاناتهم ، عارضا جلالته للاعباء والضغوطات الكبيرة التي يتحملها الاردن نتيجة لاستقباله الموجات المتزايدة من اللاجئين السوريين خاصة في ظل محدودية امكاناته الاقتصادية وشح موارده ولاسيما المائية منها .
وقال زيادات ان جلالة الملك اكد في خطابه كذلك دعم الاردن للجهود التي تبذلها الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في التوصل الى حل سلمي للأزمة السورية واستعداد الاردن لتقديم كل دعم لإنجاح مهمة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابراهيمي إلى سورية ما يفضي في النهاية الى حل ناجع للازمة السورية .
وتابع ان جلالته اعاد التأكيد ان انشغال المنطقة بتداعيات الربيع العربي والتحديات التي تمر بها المنطقة لن يشغلنا عن القضية الفلسطينية التي هي جوهر الصراع في منطقة الشرق الاوسط ، مطالبا بوضع حد لسياسة استثناء الفلسطينيين من الوعد الذي انشئت الأمم المتحدة من أجله، وكما قال جلالته ليس هناك شيء يسبب قهرا أكبر من أن نقول لشعب بأسره أنكم مستثنون من العدل الدولي ، وإن الصيف العربي لن يؤتي ثماره إلا عندما يصل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى نهاية عادلة وتقوم الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل آمنة في المنطقة بأسرها .
وخلص زيادات الى القول ان خطاب جلالة الملك من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة جسد وبكل وضوح قضايا المنطقة ووضع زعماء الدول الاعضاء في الامم المتحده والمجتمع الدولي امام مسؤولياتهم ما يتطلب تكاتف جهود الجميع لحل هذه القضايا والخروج بنتائج يتحقق على اساسها الامن والاستقرار لشعوب المنطقة ودولها ويلبي التطلعات بحياة فضلى وكريمة .
*الدكتور حسين محادين.
وقال استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة مؤتة ومدير إذاعة صوت الكرك الدكتور حسين محادين..ان الحل لما يجري من سفك للدماء والكم الهائل من الدمار والخلافات على ارض سورية الشقيقة يستوجب الحوار بالحسنى مع الاشقاء والمجتمع الدولي للخروج بحل سياسي للازمة وهذا ما نستنتجه من خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني .
وتابع الدكتور محادين ان المحور والمدماك الاساس هو ما ينعكس حاليا على بلدنا من تأثيرات سلبية جراء استمرار تدفق اللاجئين السوريين وضبابية المشهد في سورية، خصوصا اننا في اقليم عربي اوسطي يمتاز بانه لم يحسم خياراته منذ منتصف القرن الماضي لان القضية الفلسطينية ، والموقف في سورية اثر على الاردن كدولة متأثرة اكثر من كونها مؤثرة .
وزاد ان الحل السياسي لما يجري في سورية لا يعني ارضاء كل الاطراف ، لكن الاهم هو وقف نزيف الدم هناك ومن ثم دعوة الاشقاء السوريين الى ممارسة حقهم في تقرير المصير، ولكن ما يجري في المنطقة ليس بمعزل عن منظومة جديدة يعاد تشكيلها في الاقليم وان عنوان الربيع الاردني ينطبق عليه ما قاله جلالته "ان لكل ربيع عربي ملامحه الخاصة وذلك حرصا على استمرار حالة التوافق الاردني من جهة واستشراف المستقبل الذي يبقى ضبابيا لما تؤول اليه الامور في سورية وسعيا من جلالته لاعادة الاضواء الى مركزية القضية الفلسطينية التي تمثل النواة لما يجري في المنطقة " .
وتابع لقد نجح الاردن في ان يتخذ موقفا متوازنا نسبيا مما يجري في سورية دون ان يتخلى عن دوره العروبي للاشقاء الذين هاجروا من ديارهم واستقبالهم بكل ما يحمل ذلك من معاني التكافل والقيام بالواجب القومي في دولة عربية اسلامية تتألم لما يجري للاشقاء السوريين وهم الذين يرتبطون معنا عملا ومصيرا مثلما يرتبطون معنا بالقيم البشرية .
*اسامة بنات .
وقال امين عام حزب دعاء اسامة بنات..ان جلالة الملك عبدالله الثاني اكد في خطابه ثوابت الدولة الاردنية والتي تنطلق من الثوابت الوطنية والسياسية تجاه قضايا الأمة بأكملها وبالتالي جاء موقف الاردن كما هو متوقع متوازنا ومحافظا على وحدة الامة العربية وقوتها وأمنها .
واضاف بنات ان خطاب جلالته غطى معظم قضايا المنطقة خاصة تداعيات الاحداث في سورية وانعكاساتها الخطيرة ما وضع المجتمع الدولي مباشرة أمام مسؤولياته بهذا الصدد خاصة اذا ما نظرنا الى الوضع السوري الحالي المعقد . واشار الى وجود عوامل خارجية وداخلية متنوعة ومتشابكة فجاءت الرؤية الملكية الثاقبة التي تنم عن وعي سياسي كامل اذا اخذنا بعمق كل اطراف المعادلة السياسية في سورية ، فقدمت الحل الذي لا بد ان يعود اليه الجميع اذا ارادوا حلا حقيقيا لبلدهم .
واوضح انه مهما طالت او قصرت الايام فلا بد من الرجوع الى هذه الرؤية الملكية للتوصل الى مخرج سياسي من خلال حوار علمي ممنهج يهدف الى حل الوضع بشكل نهائي قائم على التوافق الوطني السوري بما يخدم المصلحة السورية العليا.
وتابع بنات جاء هذا الطرح من جلالته انطلاقا من حرص الدولة الاردنية على وحدة الاراضي السورية ومنع التقسيم بذرائع مختلفة وقطعا للطريق على أطماع بعض القوى التي تريد استغلال الاوضاع لتنفيذ مخططات التقسيم ما بين ابناء الشعب السوري ، وكأن جلالته يرغب بوضع حد لمعاناة الأشقاء السوريين ووقف سفك الدماء فهي في النهاية دماء سورية عربية وهو ما لا يقبله اي عربي حر بأي حال من الأحوال ومن هنا جاءت مناداة جلالته في خطابه بضرورة الاحتكام الى منطق العقل والحكمة بدلا من منطق الاقتتال حفاظا على أمن واستقرار سورية بما ينعكس ايجابا على أمن المنطقة كلها.
وتمنى بنات أن يكون خطاب جلالة الملك في الامم المتحدة رسالة ايجابية وصلت الى كل القوى المتصارعة في سورية خصوصا الى الشعب السوري الشقيق بمختلف ألوانه وأطيافه وشرائحه وقواه السياسية والوطنية ليعملوا بما تضمنه الخطاب كحل يكفل خروج سورية الشقيقة من هذه الأزمة بأمن وسلام وان تعود الى الصف العربي اكثر قوة وعطاء.
وأشار الى ان جلالة الملك حذر في خطابه كذلك من تداعيات المعاناة المأساوية للاخوة السوريين وتنامي حجم المخيمات التي تزدحم بالعائلات المستضعفة مع قرب حلول شتاء الصحراء القارس، حيث دعا جلالته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية الى التكاتف والتعاون البناء للحؤول دون وقوع مأساة إنسانية، كما عرض جلالته للانعكاسات الانسانية الخطيرة للازمة السورية على الاردن في ظل التدفق الكبير للأشقاء السوريين الى المملكة والخدمات التي تقدمها المملكة لهم على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الاردن وشح امكاناته وموارده خاصة المائية منها، الا انه وبالرغم من ذلك اصر على الاستمرار بتحمل هذه المسؤولية رغم كل الظروف .
**المهندس علي الشرفا.
وقال أمين عام حزب العدالة والتنمية المهندس علي الشرفا ان خطاب جلالته يعد خارطة طريق يعتد بها لتجاوز ما تمر به المنطقة من تحديات وبالتالي اعادة الأمن والاستقرار الى المنطقة مجددا .
واضاف الشرفا ان جلالته أعاد التأكيد ان التحديات التي تمر بها المنطقة يجب ان لا تشغلنا عن القضية الفلسطينية التي تعد جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط ولذلك يجب على كل الدول ان تلقي بثقلها مجتمعة لوقف المزيد من الأعمال العدائية وانعدام الأمن وحل الصراع بالطرق السلمية وصولا الى تسوية عادلة وشاملة ونهائية ويجب ان تعي إسرائيل جيدا وأن تنظر إلى المستقبل الذي نتشارك به وأن تصل إلى السلام العادل والدائم مع الفلسطينيين.
وزاد ان جلالته تطرق الى الوضع المأساوي في سورية وتداعياته مؤكدا أنه لا بد من الوقف الفوري للعنف هناك والبدء بعملية انتقال سياسي لانه ليس هناك بديل عن الحل السياسي الذي يوقف سفك الدماء ويعيد الأمن والاستقرار ويحفظ وحدة سورية الشقيقة وكرامة ابنائها .
واشار الى ان جلالة الملك أعاد التذكير الى أن لجوء ما يزيد على 200 ألف سوري إلى المملكة اضاف ضغوطا كبيرة على موارد الاردن واقتصاده ، الا انه ورغم كل ذلك ما يزال الاردن وكدأبه دائما لا يتنصل من مسؤولياته وواجباته تجاه أمته وفتح بيوتنا ومدارسنا للأخوة السوريين حتى يتحقق لهم الامن والسلام والاستقرار وتعود سورية الشقيقة الى ممارسة دورها بقوة وتميز .
**الدكتور رشدي حسن.
وقال رئيس جامعة الزيتونة الاردنية الدكتور رشدي حسن ان خطاب جلالته كان شاملا ووضع الدول الاعضاء في الامم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية أمام مسؤولياتها فيما يتعلق بقضايا المنطقة وضرورة ان تتكاتف جهود الجميع لتصب في ايجاد حل لما تعانيه المنطقة خاصة ما يتعلق منها بما يجري من سفك للدماء ودمار لا مثيل له في سورية الشقيقة .
واضاف الدكتور حسن ان جلالته ركز في خطابه على ضرورة الخروج من الازمة السورية بحل سلمي يقوم على الحوار البناء الذي يفضي وبسرعة الى وقف سفك الدماء ويحفظ كرامة الاشقاء هناك ويوقف الدمار فيها ويوفر سبل الحياة الكريمة للاشقاء السوريين لتعود سورية كما كانت أكثر قوة الى صفها العربي.
وزاد ان تركيزجلالته على ضرورة حل القضية السورية سياسيا وانتقال السلطة سلميا بما يرضي كل الاطراف السورية يعبر بوضوح عن رؤية ثاقبة تهدف الى تجنيب المنطقة المزيد من التوتر واعادة الهدوء اليها مجددا وهو ما يؤيده كل انسان حر ينتمي الى أمته وعروبته ، اضافة الى أن سورية الشقيقة هي من اقرب دول الجوار لنا ونتألم لما يجري فيها .
وأشار الى أن جلالة الملك ركز كذلك في خطابه على معاناة الأشقاء السوريين اللاجئين الى الاردن واعدادهم المتزايدة ما رتب على الاردن المزيد من الاعباء خاصة في ظل امكاناته الاقتصادية المتواضعة وشح موارده خاصة المائية منها ما يوجب على المنظمات والهيئات الدولية الوقوف الى جانب الاردن وتمكينه من توفير ما يلزم لهؤلاء اللاجئين واداء رسالة الاردن الانسانية تجاههم خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء والذي يزيد من معاناتهم .
وقال..ان جلالته ركز على القضية الفلسطينية ومركزيتها وانها محور الصراع في المنطقة وان ما يجري في المنطقة من أحداث لن يشغلنا عنها وضرورة الحل العادل لها هو السبيل لاعادة الاستقرار الى المنطقة وتجنيبها المزيد من التوتر والصراع.
( بترا )