الانفلات الأمني يساعد في تهريب المخدرات

المدينة نيوز - افتتح الدكتور / محمد بن علي كومان ـ الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الاربعاء 3/10/2012 بتونس المؤتمر العربي السادس والعشرون لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات بكلمة أشار فيها بأن المنطقة العربية تتميز بخصائص تجعلها عرضة لآفة المخدرات الفتاكة فالدول العربية تقع جغرافيا بين بلدان الإنتاج وبلدان الاستهلاك، مما يجعلها منطقة عبور للمواد المخدرة. وأغلب الدول العربية بلدان سياحية تحرص على تنمية هذا النشاط الذي يسهم دون شك بقسط وافر في اقتصادياتها، ولكنه يمكن أن يكون وسيلة لتهريب المخدرات وترويجها. والوطن العربي يعاني من استهداف عصابات المخدرات للدول الغنية بالمنطقة. كما تستغل العصابات الفقر والحرمان في بعض المناطق لترويج وإستهلاك المواد المخدّرة.
وأكك سيادته على أن هذه التحديات قديمة عايشتموها وخبرتم سبل التعامل معها. لكن للأسف هناك تحديات جديدة أملتها الظروف العربية والدولية. فالتحولات التي عرفتها المنطقة منذ العام الماضي خلفت اضطرابا في ضبط حدود بعض الدول استفادت منه عصابات التهريب المختلفة بما فيها عصابات تجارة المخدرات. وقد عزز هذا الانفلات الأمني في بعض الحدود الروابط بين عصابات الإجرام المنظم، بحيث باتت تجارة المخدرات ممولةً للإرهاب والمنظمات الإرهابية، راعيةً لتجارة المخدرات، حارسةً لمسالكها المتعددة. وعلاوة على ذلك فقد أدت الأوضاع السياسية والأمنية في بعض المناطق المتاخمة للوطن العربي إلى ظهور مسالك تهريب جديدة للمخدرات وإلى بروز عصابات إرهاب وإجرام منظم متعددة ازدهرت بفعلها تجارة المخدرات وسائر الأنشطة الإجرامية.
وأشارإلى أن هذه التحديات المتجددة المتعلقة بأساليب الإخفاء والتعمية التي ما تفتأ تتبدل باستمرار مستغلة التطور التقني والتقدم في مجال الاتصالات والمواصلات.
وأكد أنه في هذه الحالة لا بد من معالجة المشكلة من جذورها. لا يكفي فقط أن نحارب المخدرات وأن نعمل على خفض المعروض منها في "الأسواق"، بل لا بدَّ من تقليص الطلب عليها بتحصين المواطنين من إغراءاتها وبمعالجة المدمنين وتذليل سبل الإقلاع لهم. وفي اعتقادي أن كلا المسارين يقتضي تعاوناً وثيقاً بين أجهزتكم وبين المواطنين وفعاليات المجتمع المدني، لتكوين جبهة موحدة ضد المخدرات قائمة على وعي بخطورتها، وقناعة بضرورة التكاتف لمواجهتها، وثقة متبادلة نعتبرها شرطا ضروريا لكل شراكة فعالة بين الشرطة والمجتمع.
وفي نهاية كلمته أشار إلى أن جدول أعمال المؤتمر يزخر بالمواضيع الهامة التي يجب معالجتها بكل كفاءة ومسؤولية للوصول إلى نتائج بناءة تسهم في الحد من انتشار المخدرات في الوطن العربي.