خفايا الاقتراح الاسرائيلي ان يكون "الاردن دولة للفلسطينيين"

المدينة نيوز – كتب محرر الشؤون السياسية - يرى سياسيون اردنيون ان قرار لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي بدراسة مقترح النائب "أرييه الداد" من الاتحاد الوطني باعتبار الأردن دولة للفلسطينيين، ليس اكثر من مشاغبة على واشنطن التي رفضت اقتراح تل ابيب امس بتقديم الملف الايراني على عملية السلام في الشرق الاوسط على اساس انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بحل الدولتين.
وقابلت نخب سياسية تصريحات النائب الداد بإن هذا الطرح من شأنه ضمان أمن دولة إسرائيل والاستجابة لطلب المجتمع الدولي منح دولة للفلسطينيين، بوصف هذا الحديث بانه ليس اكثر من تهريج سياسي ويجر المنطقة الى المزيد من الويلات والحروب.
اما المختصون بالشؤون الاسرائيلية فاشاروا الى ان هذا المقترح سيقود اسرائيل الى اتجاهين لا ثالث لهما، اما خوض حرب جديدة مع ايران عبر حزب الله وحماس في غزة او الهروب من الضغط الدولي بحل البرلمان واجراء انتخابات اسرائيلية مبكرة.
ويعتقد هؤلاء ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بات محاصرا بالزاوية ويبحث عن منقذ يساعده في ترويج اطروحته بان تكون اسرائيل دولة خالصة لليهود.
ويخشى هؤلاء ان ياتي فرج نتنياهو من الجانب الفلسطيني الذي يشهد حوار المصالحة الجاري بين اقوى اطرافه فتح وحماس عددا من المطبات، تؤدي في المحصلة الى انفجار الوضع الفلسطيني الداخلي مجددا وبالتالي تمكين نتنياهو من حجة عدم وجود شريك فلسطيني لعملية السلام.
ويجمع المتتبعون لحراك اليمين الحاكم في اسرائيل تجاه عملية السلام بان طرح اقتراح الاردن دولة للفلسطينيين في الكنيست الاسرائيلي ليس اكثر من تعبير عن غضب عبري تجاه موقف واشنطن الجديد والذي تعتبره تخلي عن تل ابيب.
والملاحظ ان هذا الاقتراح يتزامن مع زيارة نتنياهو الى البيت الابيض وخروجه بخفي حنين من لقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما مقابل مكاسب سياسية كبيرة حصدها الملك عبدالله الثاني في زيارته الاخيرة الى واشنطن لا سيما تاييد الادارة الامريكية للراي العربي في احلال السلام.
ولذلك فان بعض النخب الاردنية قرات في الاقتراح الاسرائيلي ما يفهم بانه رسالة الى الاردن لتغيير موقفه من مبادرة السلام العربية خاصة بعد تصريحات الملك عبدالله الثاني الاخيرة بان تغيير مضمون المبادرة مرفوض.
كما قرأت فيه مقدمة لعدوان شامل على الفلسطينيين في الضفة الغربية بهدف تهجيرهم الى الاردن.