انتهاكات متزايدة للمقدسات في سوريا

تم نشره الخميس 04 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 01:17 صباحاً
انتهاكات متزايدة للمقدسات في سوريا

المدينة نيوز - تعدّ الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات والرموز الدينية في سوريا مؤشرا لقراءة مستوى التوتر في ذلك البلد الذي تعاقبت عليه حضارات وتعايشت فيه ديانات عبر آلاف السنين من التاريخ.
 
ولم تعد تلك الانتهاكات سرا يخفى على أحد، فالعالم بأسره يشاهد المآذن وهي تقصف وتتهاوى، ويرى مقاطع الفيديو المسربة للمعتقلين الذين يجبرون على السجود لصور الرئيس السوري بشار الأسد وتأليهه، ومن خلال جولة في دمشق وريفها والتحدث إلى بعض الناس يمكن ملاحظة التصاعد في استفزاز المشاعر الدينية للسوريين.

صفحة الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحدثت عن أكثر من 240 مسجدا شملها القصف في أنحاء سوريا منذ بداية الثورة، بعضها تم تدميره.

ووقفت الجزيرة نت على حال بعض المساجد المتضررة بقذائف ولم يتم تعهدها بالترميم مع أن بعضها أصيب منذ أشهر، فعند المدخل الجنوبي لـدمشق حيث توجد تعزيزات عسكرية كثيفة من دبابات ومدرعات وجنود تبدو آثار القذائف على واجهة جامع الحسن البصري الذي لم تكتمل كسوته بعد.

وبعد أقل من خمسة كيلومترات يقع مسجد الإمام مالك بن أنس الذي أصيب أيضا بقذيفة أحدثت فجوة في جداره بمساحة نصف متر مربع تقريبا.

أما في المدن المحيطة بدمشق مثل دوما وداريا وجوبر، فتزداد أعداد المساجد المنتهكة والمتضررة من القصف بشكل كبير، وكان آخرها مسجد الروضة بدوما الذي استُهدف صباح أمس الثلاثاء.

إهانة المعتقدات
إلياس أحد الذين تحدثوا للجزيرة نت، ولم يكن يستطيع إخفاء غضبه واستفزازه وهو يسترجع تلك الحادثة عندما وقع بين أيدي عناصر من الأمن السوري والشبيحة وانهالوا عليه ضربا وطلبوا منه أن يتشهد.

وقال "أخبرتهم أني لست مسلما، أنا مسيحي، فقالوا لي نقصد الشهادة الأخرى قل لا إله إلا بشار"، يتحشرج صوت إلياس وهو يوضح أنهم استمروا في ضربه إلى أن استسلم ونطق بما يريدون.

واستطاع إلياس أن يفلت من قبضتهم يومها دون أن يصل الأمر إلى حد قتله، إلا أن الكثيرين غيره تعرضوا لإهانة معتقداتهم ودينهم وتأليه الأسد، لكن ضمن ظروف بالغة الوحشية وتحت تعذيب انتهى بوضع حد لحياة الضحايا بطرق مأساوية.

بعض تلك الحالات صورها المعتدون بكاميرات هواتفهم الجوالة للاحتفاظ بها للذكرى أو لبيعها فيما بعد، لتخرج تلك القصص التي لا يمكن تصديقها من أقبية المعتقلات السورية إلى شبكة الإنترنت، في حين أن آلاف السوريين يوميا يعاينون بأنفسهم الانتهاكات التي شملت الأماكن المقدسة في مدنهم من مساجد وكنائس وحتى مقابر.

وذكر شبان من مناطق سورية مختلفة للجزيرة نت أنهم كانوا شهودا على أنواع شتى من الانتهاكات تعرضت لها المساجد والكنائس.

مساجد وكنائس
فقد قال الناشط الإعلامي خالد أبو صلاح للجزيرة نت "قلما تجد مسجدا في حمص القديمة لم يقصف، بما فيها المساجد القديمة التي يفوق عمرها الألف عام".

وأشار إلى الخراب الذي حل بالعديد من الكنائس والمساجد هناك وقام بتصويره بنفسه، حيث تعرضت كنسية أم الزنار وكنيسة الأربعين -التي تعد أقدم كنائس المدينة- للقصف، وكذلك مسجد الفضائل والسراج ودار السلام والكثير غيرها.

وأوضح أن إحراق المصاحف والانتهاكات التي تشمل الأماكن المقدسة "أمر مستفز جدا"، مشيرا إلى أن تلك الممارسات بدأت منذ اندلاع الثورة حيث حاول الأمن بلباسهم المدني فض أول مظاهرة خرجت من مسجد خالد بن الوليد يوم 18 مارس/آذار 2011، ثم اقتحموا حرم المسجد بعد أسبوع واعتدوا على الناس في داخله دون اعتبار لحرمة المكان إلى أن وصل الأمر لإصابة المسجد ذاته بالقذائف خلال الفترة الماضية.

شاب من حلب قال هو الآخر إنه صور بكاميرته القصف بالطيران الحربي الذي استهدف مسجد السيدة آمنة وجامع بلال الحبشي، وذكر أن هجوم الشبيحة والأمن على الناس داخل المساجد في حلب بدأ قبل دخول الجيش الحر.

الموتى بدورهم لم يُتركوا راقدين بسلام تحت التراب، إذ انتهكت حرمة الكثير من المقابر، إذ دمرت الدبابات أسوار العديد من المقابر التي رسم عليها علم الثورة كما في يبرود وداريا، ووثقت عدسة أحد الشبان في داريا دبابة وهي تدمر سور المقبرة ثم تتراجع إلى الوراء لتصوب قذائفها على القبور.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الأسد برر في أكثر من ظهور إعلامي هذه الحوادث بكونها أخطاء فردية ولا يجب أن تحسب على المؤسسة الأمنية والعسكرية كلها، كما حاول مناقشة نوع القذائف مستبعدا أن تكون مدفعية من واقع خبرته العسكرية، دون أن يقدم اعتذارا أو يتحدث عن إجراءات واضحة بحق المسؤولين عن تلك الانتهاكات.(الجزيرة)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات