"لوبي أميركي" وراء أزمة القمح الفاسد في مصر

المدينة نيوز- كشفت مصادر حكومية مصرية أن أزمة القمح الفاسد ترجع إلى تضارب المصالح بين مستوردين من الولايات المتحدة من جهة ومن روسيا من جهة أخرى ، مما تسبب فى الجدل المتصاعد مؤخرا حول القمح المستورد من روسيا والذى اتهمه البعض وعلى رأسهم أعضاء بالبرلمان بأنه قمح فاسد.

وقالت تلك المصادر لجريدة "الشروق المصرية" إن هذا التضارب ربما يؤدى إلى ترويج الشائعات الخاطئة فى إشارة واضحة إلى مستوردى القمح الأمريكى ، مشيرة إلى أن واردات مصر من القمح الأمريكى انخفضت بشكل كبير بعد التوجه لاستيراد القمح من دول أخرى مثل روسيا وأوكرانيا.

وأضافت أن نسبة القمح الأمريكى تراجعت من واردات مصر من المحصول الاستراتيجى إلى 25% فقط من إجمالى الواردات من أكثر من 60% قبل سنوات ، الأمر الذى أدى إلى نشوب المنافسة بين الجانبين.

وكان الخلاف السياسى بين الإدارتين المصرية والأمريكية، إبان رئاسة بوش، فيما يتعلق بالحريات السياسية وحقوق الإنسان قد دفع مصر إلى تنويع مصادر إمدادها بالقمح وشرائه مباشرة من السوق العالمية ، مما حولها لأهم مشتر له فى السوق العالمية.

وأعطت الخطوة لمصر ثقلا كبيرا فى تحديد الأسعار العالمية ومكنها من الحصول على أسعار تنافسية من خلال المزادات التى تعلن عنها هيئة السلع التموينية بشكل دورى.

وأعلن على شرف رئيس غرفة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية في وقت سابق أن المستوردين يقودون حملات للتشكيك فى بعضهم البعض.

وأضاف "غربلة القمح قبل الطحن، تنقى القمح من كل الشوائب العالقة به، وعملية تقوم بها كل الدول المستوردة، والقضية ستنتهى بالإفراج عن الشحنة، والدليل أن وزارة الصحة أفرجت عن الشحنة، مما يدل على أن استخدامها لا يضر بصحة المواطنين".

وطالب رئيس غرفة الحبوب هيئة السلع التموينية بالقيام بالاستيراد بنفسها، بدلا من الاعتماد على القطاع الخاص، حتى تنأى الحكومة بنفسها عن المصالح الخاصة، وحرب المصالح الخاصة. وأضاف شرف أن الحكومة تستطيع أن تقوم بنفسها بالاستيراد، من خلال هيئة السلع التموينية، كما أن وزارة التجارة تتبعها شركة كبيرة هى شركة الصوامع، يمكن أن تخزن القمح فيها.

يذكر أن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أعلن خلال زيارته لموسكو في الأيام الأخيرة عن انتهاء الخلافات مع روسيا حول شحنة القمح الروسى التى تم ضبطها فى ميناء سفاجا وأشارت العينات إلى أنها تحتوى على مواد سامة.

وكانت نتائج التحاليل لعينة من شحنة القمح الروسى المتحفظ عليها فى سفاجا المصرية كشفت عن احتوائها على 29 حبة من الحشائش السامة و72 من الخبيثة، موضحة أن عدد الحشائش السامة فى الكيلو جرام الواحد من القمح وصل إلى 101 حبة.

وجاءت النتائج التى توصل إليها المعمل الإقليمى لبحوث الحشائش بإدارة الحجر الزراعى بالقاهرة لتؤكد ما كانت ذكرت صحيفة "المصرى اليوم" في وقت سابق حول وصول رسالتى قمح روسى فاسد إلى ميناء دمياط خلال أسبوع.

وذكر السفير الروسى بالقاهرة ميخائيل بجدانوف أن روسيا تورد حوالي 25 بالمائة من احتياجات مصر من القمح، مؤكداً عدم إمكانية "تسييس" قضية شحنة القمح الفاسد، وقال فى حوار مع "المصرى اليوم" :" نتابع الأخبار المتعلقة بهذه القضية باندهاش لما تتعرض له من محاولات التسييس" ، مشيرا إلى أن القمح الروسى ممتاز ويتم تصدير كميات ضخمة منه للبلدان الأجنبية الكبرى. وأضاف " هناك آلية فعالة للتفتيش، فإذا دخلت مثلاً فواكه مصرية فاسدة إلى روسيا، فإننا لا نقول إن مصر صدرتها إلينا، بل نقول إن الجهات الروسية المسئولة لم تكن على مستوى التفتيش الجيد"، وتابع " فى حالة دخول منتجات فاسدة للأسواق المصرية، فإن المسؤولية هنا تقع على عاتق الجهات المختصة فى مصر".

وكان النائب العام المصري عبد المجيد محمود قرر تشكيل لجنة ثلاثية من أساتذة كلية الزراعة بجامعة القاهرة لكتابة تقرير حول القمح الروسى بأخذ عينات من القمح المتحفظ عليه فى صوامع سفاجا وقنا وأسوان وأسيوط على أن تجرى تحليلها فى معامل القاهرة تمهيداً لكتابة تقريرها وتسليمه للنائب العام.