رئيس الجمعية الاردنية للبحث العلمي يحذر من ارتفاع الانفاق على التسلح على حساب للتنمية

الفمدينة نيوز - اكد رئيس الجمعية الاردنية للبحث العلمي الدكتور انور البطيخي اهمية دور العلوم والتكنولوجيا في الامن والدفاع والتنمية الوطنية وان ما يميز أي وطن ويضعه في مصاف الدول المتقدمة هو مدى تقدم العلوم والتكنولوجيا الموجودة فيه فهي تعتبر نتاج للتنمية التي نحتاجها في حياتنا سواء أكانت في التنمية الصناعية وتقنيتها أو الزراعية أو التنمية البشرية أو الاجتماعية أو الثقافية أو العسكرية أوفي أي من مناحي الحياة.
وقال في حديث ان الإنفاق على التسلح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتسارع كثيرا وأصبحت هذه المناطق تعتبر لاعبا مؤثرا في سوق المنتجات العسكرية العالمي حيث سيصل حجم الإنفاق على التسلح إلى 2ر118 مليار دولار بحلول عام 2015 مشيرا الى ان ما يقلقنا ، إن ارتفاع الإنفاق على التسلح لا تقابله معدلات إنفاق مقبولة على المدخلات التنموية من صحة وتعليم وبحث علمي ورعاية اجتماعية وثقافية ، وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا في ضوء إننا نعتبر هذه المدلولات التنموية مؤشرا مكملا للآمن العسكري والحياتي للدول الذي يجب أن تحافظ عليه.
وبين ان حجم ما أنفقته بعض الدول العربية على الأمن العسكري يفوق كثيرا معدلات الإنفاق على التعليم والبحوث العلمية مشيرا انه لا يريد أن يقلل من شان الإنفاق العسكري ولكن يجب أن يكون هناك توازنا مقبولا.
واشار البطيخي الى ان السعودية أنفقت على التعليم خلال عام 2011ما نسبته2ر27 بالمئة من الناتج القومي مقابل 1ر36 بالمئة على الدفاع والإمارات أنفقت على التعليم 3ر5 بالمئة مقابل 19بالمئة على الدفاع وقطر أنفقت على التعليم 8ر9 بالمئة مقابل 3ر19 بالمئة على الدفاع.
وهنا نجد إن الحلول المطروحة لتطوير البحث العلمي في الوطن العربي هو تعزيز دور الوكالات البحثية بهدف تطوير الأمن القومي ، ومثال على ذلك دور وكالة ناسا الأميركية التي يشهد لها بأنها كانت وما زالت من المؤسسات الاستراتيجية العسكرية بالولايات المتحدة التي قامت خلال الخمسينيات والستينيات بتطوير تكنولوجيا القوات الحربية وتزويدها بالمستجدات الحديثة للشؤون الحربية والاتصالات (الانترنت-الموبايل-الرؤيا الليلية) .
وقال البطيخي ان من أهم المشاكل التي تواجهنا عند التفكير في الواقع العملي للتكنولوجيا المتطورة هو كلفة استيرادها فنحن نقوم بدفع مبالغ باهظة ومتكررة لاستيراد التكنولوجيا المتطورة .
واشار الى انه من خلال مواكبة أحدث الاختراعات والأجهزة العسكرية المطورة ، يصادفنا عقبات أخرى فمثلا نجد أن سعر بيع صاروخ الباتريوت قد يباع في الولايات المتحدة بمليون دولار ويباع لإسرائيل بـ 2 مليون دولار وفي نفس الوقت، يباع لتركيا بـ 7.8 مليون دولار .
وهذا السعر طبعا يعتمد على السياسة الأمنية العسكرية لصانع الجهاز المعني ومشترى الصاروخ، ومدى التقارب بين هذين البلدين كل هذا التفاوت في الأسعار سببه العلاقة السياسية أولا، وتطور الأجهزة السريع ثانيا ، وثالثا إننا ندفع ثمن التكنولوجيا وليس كلفة مواد، حيث استغرق صنع هذه الأجهزة فترات زمنية طويلة من البحوث العلمية وكلفة مالية إضافية بالاستثمار بالبحوث والدراسات العلمية إضافة إلى كلفة عنصر الملكية الفكرية.
كما اشار الى انه بوجود التنمية الوطنية نستطيع توفير تنمية اقتصادية،صناعية، تقنية، وزراعية وتجارية وأمن داخلي، وخارجي ووعي ثقافي وسياسي واجتماعي ،وتنمية بشرية وعلمية .
واكد اهمية البحث العلمي للأمن القومي مشيرا الى أن القوات المسلحة هي أكثر قوة منظمة قادرة على المساهمة في هذا المجال إذ تم تهيئة الأموال والموارد والقدرات البشرية اللازمة لها.(بترا)