"عشاق عبر الهاتف" يبثون اسرارهم للمدينة نيوز .. والشرع يقول للشباب والفتيات "اتقوا الله"
المدينة نيوز ـ زينة حمدان ـ في الوقت الذي غدا فيه "الحب" عبر الهاتف، واحدا من العلاقات العاطفية الطاغية بين الصبايا والشباب هذه الايام، فقد حرم علماء دين هذه الظاهرة التي باتت الطريق الاسهل لمزيد من الانحطاط الاخلاقي على حد تعبير مختصين اجتماعيين.
فالتطور التقني الذي نظر اليه بانه يخدم الانسانية في اختصار الوقت والجهد مقابل الانجاز. فتداعياته ايضا باتت واضحة في اختصار الزمن والمسافات في جعل العلاقة العاطفية بين الشاب والفتاة، ليست فقط اسرع واعمق، بل يتجاوز فيها الطرفان كل ما هو محظور من "عبارات" في اللقاءات الوجاهية.
والغريب في هذه العلاقات انها تنشأ اما عن طريق اتصال خاطيء أو تجربة الاتصال المتعمّد مع أرقام عشوائية، والتي يكون فيها الطرف الثاني متحفزا لمثل هذه العلاقات.
والملفت للانتباه في هذا الصدد ان كلا الطرفين يوهم نفسه بأنه في المسار الصحيح لبناء علاقة عاطفية قد تنتهي بالزواج، الامر الذي يؤدي الى اتساع مساحات العبث وأسوأ النتائج.
والغالب في هذا العلاقات بحسب اصحاب الاختصاص انها هذه الاتصالات سرعان ما تتحول إلى أوقات للمتعة والتسلية والترفية وإضاعة الوقت، بدواعي الحب والبحث عن النهاية السعيدة.
وفي استطلاع لـ"المدينة نيوز"، لم تنكر بعض الفتيات أنهن مارسن سلوكيات عبثية وبعيدة كل البعد عن القيم والعادات السائدة في سبيل البحث عن التسلية .
و"لانا" البالغة من العمر 21 عاما تحدثت عن مغامرتها في تجربة الحب عن طريق الهاتف الخلوي.
فتقول "كنت أعاني من وحدة وفراغ قاتلين فقررت في أحد الأيام أن أطلب أرقاما عشوائية لمجرد التسلية إلى أن أجابني شاب وبدأت قصتنا التي استمرت لنحو عام كامل فقط عن طريق الهاتف".
وتضيف " كان يعدني بالزواج ويوهمني بحبه لي إلى أن طلبت مقابلته حينها".. صمتت وتابعت قولها " كانت الصدمة الكبرى عندما رايته .. لقد كان اكبر من والدي.. ولذلك لم اعد اثق من وقتها بأي شاب مهما كان صادقا".
أما الشاب أنس 25 عاما فيقول أجد متعة كبيرة في معاكسة الفتيات عبر الخلوي فهو يتصل يوميا بعدد كبير منهن بطلب أرقام عشوائية ويقيم علاقات عابرة عبر هذه الطريقة فهي سهلة من وجهة نظره وبإمكانه تبديل رقمه بأي وقت إذا أزعجته الفتاة.
ويرى أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن دخول التكنولوجيا إلى المجتمعات يؤدي إلى تغيير منظومة القيم الأخلاقية والجمالية فيه حيث أن هذا الاستخدام سيفتح الآفاق على قضايا لم تكن في الحسبان مثل ثورة تكنولوجيا الاتصالات عبر الهاتف وهي احد ابرز أشكال هذا التقدم في عملية الاتصال وذلك لعدة أسباب فكل إنسان يستطيع الحصول على الخلوي وهو جذاب وفيه مواصفات سهلة على كافة الناس والفئات وفيه محسنات كثيرة من ضمنها خدمة إخفاء الرقم كما يستطيع المستخدم أن يستبدل رقمه متى يشاء خاصة إذا لم تكن هناك عملية توثيق له.
ونبه الى ان وجود الخطوط السياحية التي لا تتجاوز صلاحيتها الشهر يؤدي إلى ازدياد هذه المشكلة.
وأكد أن عملية التعرف على الأشخاص تتم بطرق الحيلة والخداع بإخفاء الشخصية الحقيقية. واوضح انه إذا قامت العلاقة تبقى لفترة من الوقت مستترة ويشوبها عدم الصدق ثم تأتي الصدمة بمعرفة حقيقة الشخص المقابل فقد يكون هذا الشخص كبيرا أو صغيرا.
وشدد الخزاعي على أن العلاقات العاطفية التي تنشأ عن طريق الخلوي علاقات مزيفة غير مبنية على واقع حقيقي صادق وخطة مستقبلية هدفها غير نبيل فقد يكون الهدف غريزيا آنيا.
وحذر الخزاعي الفتيات من الوقوع فريسة سهلة بأيدي الشباب من خلال تسجيل أصواتهن عبر الأجهزة الخلوية الحديثة المزودة بأجهزة تسجيل تمكن الشاب من تسجيل أصواتهن وبالتالي تهديدهن وابتزازهن بها مما يوقع الفتاة بمشاكل اجتماعية هي بغنى عنها.
وعن موقف الشرع الاسلامي من هذه الظاهرة اكد عميد كلية الشريعة في جامعة مؤتة الدكتور نائل ابو زيد أن العلاقات بين الفتاة والشاب خارج اطار العلاقة الزوجية والاخوية محرمة شرعا بما فيها الحب عبر الهاتف.
ودلل على كلامه بقوله تعالى "ولا متخذي أخذان"، محذرا من عواقب هذه الظاهرة في الدنيا والاخرة.
ونصح الشباب الذين ينفقون اموالهم على الاتصالات الخلوية مع الفتيات ان يتقوا الله ويدخرون اموالهم لخطبة فتاة تحفظهم من الوقوع في المحظور.