محافظ المركزي يفتتح الملتقى الثالث للمسؤولية المجتمعية

 
المدينة نيوز - قال محافظ البنك المركزي الدكتور زياد فريز ان موضوع المسؤولية المجتمعية والارتقاء به الى مستوى يضمن الشراكة المجتمعية للوصول الى نسيج مجتمعي متكامل، اصبح يحظى باهتمام متزايد.

وأضاف المحافظ في كلمة افتتاحية لملتقى المسؤولية المجتمعية "الارتقاء من المسؤولية المجتمعية الى الشراكة المجتمعية" اليوم الاثنين، ان الاهتمام بهذا المفهوم ليس لدوره الانساني او المجتمعي بل لأنه عنصر اساسي لتمكين البنوك من بناء نموذج اقتصادي مستدام يحقق لها عائدا اقتصاديا مجديا في الاجل الطويل.

وأكد الدكتور فريز " ان تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية أصبح واجبا ومسؤولية وليس عملا خيريا" ويتوجب على الجهات الوطنية كافة وخصوصا البنوك السعي الحثيث لتعزيز موقعها كشريك اساسي مع الجهات المعنية في بناء الوطن وتبني المبادرات الوطنية في شتى جوانب الاعمال الاجتماعية.

وأشار إلى ان الشراكة المجتمعية تعد توجها تنمويا للبلدان واحدى ابرز مؤشرات التنمية المستدامة التي يتم بناؤها على اساس التفاعل والتكامل بين الادوار التي تقوم بها مؤسسات الدولة بدءا من الحكومة التي توفر البيئة والبنية المناسبة مرورا بالمجتمع المدني ومؤسساته وصولا الى دور القطاع الخاص الفاعل في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية.

وقال ان المسؤولية المجتمعية لمؤسسات الجهاز المصرفي تبدأ من الادارة الفعالة للموارد وتمويل الاقتصاد بصورة كفؤة ومعاملة العملاء بعدالة الامر الذي يسهم في تحسين معدلات النمو الاقتصادية وتحسين مستوى دخل الأفراد من خلال تقديم ودعم البرامج التمويلية وخصوصا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لخدمة الافراد والأسر المنتجة.

وأشاد بالجهود التي تبذلها البنوك الاردنية للمساهمة في العديد من المبادرات الاجتماعية والانسانية، منوها انه في ظل التراجع في اداء الاقتصاد المحلي فان التوقعات من البنوك كبيرة لتضاعف جهودها في مساعدة المجتمع على تجاوز الظروف القائمة ومعالجة التحديات وتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي المستدام.

ودعا المحافظ في هذا الصدد البنوك الى بذل مزيد من الجهود في مجال المسؤولية المجتمعية، وقال " ان المجال لازال واسعا امام البنوك لتجد لنفسها موقعا اكثر وضوحا في مجال المسؤولية المجتمعية والإبداع في هذا المجال، والمركزي على استعداد للتعاون في هذا المجال".

وقال يمكن للجهاز المصرفي رغم ما يؤديه ورغم الظروف من تحقيق نتائج ايجابية وان يكون أكثر فاعلية للمساهمة في المسؤولية المجتمعية.

وقال رئيس مجلس ادارة جمعية البنوك في الاردن، باسم خليل السالم، ان ملتقى المسؤولية المجتمعية يعد مبادرة سنوية من جمعية البنوك سعيا منها لإبراز وتعزيز أدوار المسؤولية المجتمعية للبنوك العاملة في الأردن.

وأضاف ان الملتقى يعد وقفة لمراجعة إنجازات البنوك وتوجهاتها في مجال المسؤولية المجتمعية وبحث سبل تطوير وتفعيل هذه الأدوار بما يعود بالخير والنفع على قطاعات المجتمع كافة.

وأشار الى ان مفهوم المسؤولية المجتمعية يقوم على أساس تحقيق مصالح الجميع من مستهلكين وموظفين ومديرين وكذلك المحافظة على البيئة التي تعمل فيها المؤسسات، ولكي تكون الشركة مسؤولة اجتماعيا يجب ان تكون أدوارها أبعد من تقديم التبرعات الخيرية، لتشمل المشاركة الفعالة في البرامج الوطنية المختلفة من تعليم ورياضة وثقافة وتراث وغيرها، إضافة للالتزام بحماية البيئة والعمل وفق مبادئ الشفافية والمساءلة.

وقال إنه رغم ان الشركات في الأردن قطعت شوطا كبيرا على طريق المسؤولية المجتمعية، إلا ان أدوارها في هذا المجال لازالت دون المستوى المأمول؛ فالقطاع الخاص يشكل العمق الاستراتيجي للاقتصاد الوطني ويعتبر الداعم الرئيسي له، وفي ظل الأعباء الحكومية المتزايدة وتضخم الدين الحكومي والمستويات القياسية لعجز الموازنة العامة، يصبح من الضروري ان يكون القطاع الخاص شريكا للقطاع العام في دعم الأهداف الاجتماعية والتنموية.

وأكد السالم أهمية ان تتحمل الشركات مسؤولياتها تجاه المجتمع من خلال إسهاماتها النوعية في مختلف مجالات المسؤولية المجتمعية.

وأشار الى ان البنوك العاملة في الأردن كانت السباقة في تحمل مسؤولياتها تجاه مجتمعها لتأخذ دورا رياديا وخلاقا في التصدي للتحديات الاجتماعية، ولتقديم الدعم لمختلف فئات وشرائح المجتمع الأردني ضمن إطار مسؤوليتها المجتمعية والذي تبنته كاتجاه مؤسسي وثقافة ونهج متفق عليه، وهذا ما جعل البنوك في الأردن تتربع على عرش الصدارة في مساهماتها المجتمعية مقارنة مع القطاعات الأخرى.

وقال ان البنوك في الأردن تتمتع بأقصى درجات الشفافية والإفصاح وفقا للمعايير الدولية وأفضل الممارسات العالمية وهو ما يؤكد التزام البنوك تجاه جميع أصحاب المصالح من مساهمين ومودعين ومقترضين وموظفين وخزينة ومجتمع محلي.

وأضاف ان البنوك في الأردن تشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني وتعتبر من أكثر القطاعات متانة وقوة، وتسهم في توفير القنوات الرئيسية للسياسة النقدية وبالتالي العمل على زيادة كفاءة وفعالية السياسات الاقتصادية الكلية.

ولفت الى ان البنوك في الأردن تتحمل مسؤولياتها بالمساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة من خلال استقطاب المدخرات وتشجيع الادخار والاستثمار، والعمل على توزيع الموارد الاقتصادية بكفاءة وفعالية، وتقديم التمويل اللازم للمشروعات في القطاعين العام والخاص، والاهتمام بتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، والاهتمام بالتمويل البيئي ودعم المشروعات ذات الطابع الأخضر والصديقة للبيئة، إضافة إلى تقديم ورعاية ودعم مبادرات المسؤولية المجتمعية بكافة مجالاتها.

ونوه السالم الى ان مجموع المبالغ التي أنفقتها البنوك العاملة في الأردن على مبادرات المسؤولية المجتمعية بلغ حوالي 37 مليون دينار خلال عام 2011 شكلت حوالي 9 الى10 بالمئة من صافي الربح السنوي البنوك خلال 2011.

وقال ان نشاطات المسؤولية المجتمعية للبنوك شملت التعليم والتنمية والفقر والطفل والمرأة والأسرة وذوي الاحتياجات الخاصة، والمجالات الرياضية والصحية والمجالات الثقافية والفنية والمهنية والمجالات البيئية والسياحية والتراثية والدينية، إضافة لدعم مؤسسات وطنية ثقافية واجتماعية واقتصادية.

وأكد مدير عام الجمعية الدكتور عدلي قندح أهمية تطوير مفهوم المسؤولية المجتمعية الى الشراكة المجتمعية بمفهومها الشامل بما يضمن ان تعود بالفائدة على شرائح المجتمع كافة.

وقال ان جمعية البنوك دأبت سنويا على تنظيم هذا الملتقى لتسليط الضوء على الدور الذي تقوم به البنوك في مجال المسؤولية المجتمعية والفوائد التي تجنيها مؤسسات المجتمع المدني من هذه النشاطات وسبل تطويرها لخدمة المجتمع على افضل وجه.

بدوره، عرض الرئيس التنفيذي لتوباز انترناشونال الدكتور غسان عبدالله لآلية ومنهجية النسيج المجتمعي المتكامل ودليل المسؤولية المجتمعية للقطاع المصرفي.

ودعا الى عمل مشروعات متخصصة لتكون نواة للتنمية المستدامة والتركيز على حاجات المجتمع وان يكون للمجتمع قرار في نوعية المشروعات التي تنفذ حتى يتفاعل معها المجتمع وتحقق الاهداف في مواجهة الفقر والحاجة.

ويناقش المشاركون في الملتقى تجارب البنوك المحلية لاسيما البنك الاسلامي الاردني وبنك الاسكان والبنك العربي وبنك ستاندرد تشارترد وكيفية استفادة مؤسسات المجتمع الوطني.

وعرضت هذه المؤسسات تجاربها مع برامج المسؤولية المجتمعية للبنوك وابرزها الصندوق الخيري الهاشمي وصندوق الحسين للأبداع والتفوق ومؤسسة سيدة السلام.

(بترا)