توتر بين عمّان وتل أبيب لتجاهلها استحقاقات معاهدة السلام

المدينة نيوز - تشهد العلاقات الأردنية الإسرائيلية "توترًا حادًا"، بحسب ما وصفته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، على خلفية تجاهل تل أبيب لاستحقاقات معاهدة السلام بين الجانبين (اتفاقية وادي عربة)، التي تحل ذكراها الثامنة عشر يوم الجمعة المقبل.

فقد جاء في تقرير للوكالة، نُشر في وقت متأخر من الليلة الماضية على موقعها الإلكتروني، أن المجموعة العربية دعمت بيانًا أردنيًا في "اليونسكو" فيه إدانة شديدة اللهجة للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد المسجد الأقصى وطريق باب المغاربة والأماكن المقدسة في بلدة القدس القديمة.

وأشارت إلى أن ذلك جاء بعد يوم من "المساعدة المفاجئة لإسرائيل"، بحسب وصف مصادر إسرائيلية، من قبل روسيا ودول أخرى مثل سورية والبرازيل والتي أدت إلى تأجيل التصويت على قرارات أردنية وفلسطينية توجه إدانة شديدة للاحتلال من خلال المجلس التنفيذي 190 لليونسكو يوم الخميس الماضي.

ولفتت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية الأنظار إلى أن البيان "جاء وسط توتر حاد بين الأردن وإسرائيل، وكذلك انهيار قرار اليونسكو التوافقي بين الأردن وإسرائيل، بسبب تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى وباب المغاربة وعدم احترام إسرائيل للقرارات التوافقية السابقة علاوة على تجاهل إسرائيل لاستحقاقات اتفاق السلام بين البلدين"، على حد تعبيرها.

وفي السياق ذاته؛ فقد أعرب البيان الأردني عن "الأسف العميق لاستمرار إسرائيل منع خبراء الأوقاف الأردنيين من تأدية دورهم في رعاية المسجد الأقصى ومنعهم من الوصول برفقة موادهم ومعداتهم الأساسية على سبيل المثال إلى المسجد المرواني للقيام بأعمال الصيانة والترميم ومنعهم من تركيب معدات مهمة في الحرم الشريف مثل تلك التي يستوجب تركيبها لنظام مكافحة الحرائق، بالإضافة الى مشاريع أساسية أخرى تعطلها إسرائيل".

وأبرز البيان أن "أعمال الحفر والبناء التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في موقع طريق باب المغاربة، بالرغم من قرارات اليونسكو التوافقية، هي أعمال أحادية تعسفية ترمي لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى".

وطالب البيان اليونسكو بالضغط على الاحتلال "لوقف أعمال التنقيب الأثري السري وغير القانوني إضافة إلى عمليات حفر الأنفاق أسفل وفي محيط المقدسات الإسلامية والتي يقوم بها مجموعات إسرائيلية متطرفة ولا علاقة لها بعمل الآثار المهني. لذا فقد طلب البيان من اليونسكو أن تقوم بتحمل مسؤوليتها وأن تطالب إسرائيل بوقف مثل هذه الأعمال التي تمس الآثار التاريخية وتفرض رواية احتلال ذات طابع إقصائي".

واستنكر البيان، الذي نشرته "بترا"، تشجيع السلطات الإسرائيلية اقتحام مجموعات يهودية متطرفة وبشكل يومي المسجد الأقصى المبارك وبنمط متسارع وممنهج حيث قامت هذه المجموعات المتطرفة بتأدية طقوس تلمودية وباستفزاز المصلين المسلمين وبمنع المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى في مخالفة واضحة لمسؤوليات الاحتلال بموجب القانون الإنساني الدولي وفي محاولة علنية لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى الذي يستمر ومنذ فجر الإسلام مكان عبادة للمسلمين فقط.

كما أدان البيان انتهاكات سلطات الاحتلال المتكررة لـ "عسكرة المسجد الأقصى"، من خلال السماح ومنذ بداية 2012 لجماعات منظمة من الجنود الدخول وبشكل يومي وبزيهم العسكري الرسمي لباحات المسجد الأقصى الأمر الذي يروع المصلين ويعتبر تحدياً صارخاً لأبسط الأعراف الدولية، محذّرا من أن الخروقات الإسرائيلية قد تشعل مواجهات يصعب تخيلها خصوصا وأنها ليست مجرد خروق للالتزامات الدولية بل هي عدوان ديني صارخ"، على حد تعبيره.(فلسطينيو 48 - قدس برس)