ساسة وحزبيون : خطاب الملك غير مسبوق وأجاب على تساؤلات الشارع

المدينة نيوز - قال ساسة وحزبيون ان جلالة الملك وضع الجميع في خطابه الأخير إمام مسؤوليتهم لتحمل متطلبات المرحلة وبناء الوطن، مثلما ان الخطاب تضمن إجابات واضحة لقضايا يتحدث فيها العامة ولم يجر مناقشتها من قبل.
وأضافوا لوكالة الإنباء الأردنية (بترا) ان خطاب جلالة الملك أمس، غير مسبوق لكونه تضمن إجابات مهمة عن تساؤلات الشارع، مثلما وضع المواطن الأردني بصورة ما يمر به الوطن من تحديات وظروف فرضتها أوضاع سياسية واقتصادية، مثلما ذكر الجميع بمشروع الدولة الأردنية القائم على التسامح والحوار وكرامة الإنسان.
ورأى هؤلاء ان الوطن بحاجة إلى عقول وسواعد البناء، وان الإصلاح بمختلف مراحله هو مشروع لا رجعة عنه ويحظى بدعم رأس الدولة جلالة الملك.
وشددوا على ان التغيير المنشود لا يمكن ان يجري دون وجود سلطة تشريعية، رغم ان الشارع له تأثيره، لكن الوصول إلى البرلمان والمشاركة بالانتخابات هو السبيل الوحيد لإحداث أي تغيير سواء بالقوانين أو حتى تعديلات دستورية.
وأكدوا ان شعار إسقاط النظام هو مرفوض بين أبناء الوطن بأكمله وأن رفعه يمثل رعونة، علاوة على كونه تخريبيا وتدميريا يتنافى مع مسيرة البناء لهذا الوطن التي قامت على أكتاف المخلصين من هذا البلد.
منصور: الحركة الإسلامية لا تريد إسقاط النظام.
الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور أكد "الحركة الإسلامية لا تريد إسقاط النظام ولا تريد ذلك لكنها تريد إسقاط الفساد والاستبداد".
وقال"الحركة الإسلامية كانت وستبقى عامل استقرار وتوحد وتنمية في هذا الوطن وهي حركة واقعية موضوعية".
وبين منصور أن الحركة رفعت شعار أصلاح النظام وفسرت ذلك بإصلاح المؤسسات الدستورية أي السلطات الثلاث بما يليق بشعب حضاري كالشعب الأردني.
وأشار إلى ان جلالة الملك أعطى أكثر من رسالة في خطابه، ويفترض في مؤسسات الدولة ان تلتقطها وتتعامل معها بمسؤولية وطنية عالية ومن هذه الرسائل ان الملك يقف على مسافة واحدة من الشعب الأردني فهو ليس للموالاة دون المعارضة وليس للمعارضة دون الموالاة.
وقال ان على الحكومة والأجهزة الأمنية ان تدرك ذلك وان يعيها بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام والصحف الذين انتهجوا سياسية التحريض والتعبئة ضد المعارضة وفي مقدمتها الحركة الإسلامية.
وبين منصور ان الرسالة الثانية هي ان جلالته أشاد بدور المعارضة الوطنية الملتزمة التي يضمها هذا الوطن واعتبرها أولوية.
غير انه عاد ليشر إلى "أننا في الأردن أهدرنا فرصتان كان يمكن ان تؤسس لمرحلة جديدة مهمة، الأولى حل مجلس النواب إذ كنا نتمنى ان لا يحل قبل التواصل إلى توافق وطني على قانون انتخاب ديمقراطي وعلى إصلاحات يتفق عليها الأردنيون.
والفرصة الثانية كما يقول القيادي الإسلامي هي "تشكيل الحكومة على برنامج الحكومة السابقة في وقت كنا نتمنى ان تكون الحكومة حكومة إنقاذ وطني تقود توافقا وطنيا في مرحلة صعبة يواجه فيها الأردن تحديات داخلية وخارجية".
أبو زنط: لو ان الصحة تسمح لترشحت للبرلمان.
وقال النائب السابق والسياسي الشيخ عبدالمنعم أبو زنط، ان خطاب جلالة الملك كان محيطا بكل ما يلزم بعناية الوطن ووضع النقاط فوق حروفها، وفي ضوء ذلك أكد على حماية الوطن والشعب والحريات والدستور.
وبين أن جلالة الملك وضح المعاني لمن يفلسفون الأمور في حجة المعارضة، مؤكدا ان ألف مليون مسيرة لا تغني عن قرار لمجلس النواب.
وفي هذا السياق شدد أبو زنط على ان المشاركة بالانتخابات واجب في أعناق الذين يفلسفون الأمور وعليهم ان يسهموا في حماية الشعب والوطن والحريات من خلال المجلس.
وحث الجميع على المشاركة في الانتخابات، وقال "لو كانت صحتي تساعد لخضت الانتخابات وقد سبق لي ان كنت نائبا لمدة12 عاما".
واعتبر ان المشاركة هي تبرئة لذمة كل مواطن في ان يسهم في هذه المسيرة حتى يرضى الله عنه ويرضى عنه الشعب خاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود.
ووجه أبو زنط انتقادا لمقاطعي الانتخابات والمحرضين ضدها، وقال "المقاطعة ليست بديلا وهي قرار سلبي فعندما لا تستطيع الدولة تنفيذ كل ما تطالب فيه المعارضة لأمر ما فهم يقاطعون بطريقة سلبية.
ودعا المعارضة بكل أطيافها ان تبدأ بوضع خطط وبرامج تنسجم مع متطلبات الوطن واحتياجات موطنيه، مؤكدا "أننا نريد خط من المعارضة يتبناه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
القاضي: بعض الجماعات تجاوزت الحدود وتعدت على منجزات الوطن.
وقال وزير الداخلية السابق نايف القاضي ان خطاب الملك كان كافيا شافيا وفي الوقت المناسب وعبر فيه عما يجيش في صدره وفي صدور كل الأردنيين بأطيافهم وأصولهم وأحزابهم وعشائرهم.
وبين ان جلالة الملك حرص على فتح جميع الملفات بأدبه الجم وبأخلاق الهاشميين المعروفة وبصراحة تتلاءم مع الظرف الحرج الذي يمر به الوطن وبلغة واقعية محددة تجيب عل كل التساؤلات حول ظروف المرحلة الراهنة الوطنية والإقليمية والدولية التي نعيشها.
وقال القاضي" مر وقت طويل كاد الأردنيون ان يفقدوا صبرهم أمام التحديات التي رافقت مسيرة البلاد خلال العامين الماضيين حيث تجاوزت بعض الجماعات الحدود وتعدت على منجزات الوطن وكادت ان تشوه تاريخه ورجالاته ورموزه".
وتابع "فما كان من جلالة الملك إلا التصدي بكل كبرياء لهؤلاء ومن يقف خلفهم ووضع النقاط على الحروف بجرأة لا يقدر عليها إلا الهاشميون بناة الدولة ومعهم صفوة الشعب الأردني الكريم الذين بذلوا مع قيادتهم دماءهم من اجل الأردن والعروبة وفلسطين".
وقال ان جلالة الملك بين بشكل جلي وبعيدا عن الالتباس بان الدولة الأردنية لم تكن انجازا لأحد أو جهة بعينها وإنما هي انجاز لكل الأردنيين واستكملت بناءها على أكتاف الأردنيين جيل بعد جيل.
واشار القاضي إلى ان النفر القليل الذي رفع بعض الشعارات المظللة وطالب بإسقاط النظام هم نفر لا يعرفون الأردن ولا يحفظون أسماء رجالاته والتضحيات التي قدمها أبناؤه حتى وصل إلى ما وصل إليه وصمد كل هذا الصمود أمام موجات التحدي والعدوان والتدخل في شؤونه الداخلية.
وأشار إلى ان جلالة الملك فسر بكل وضوح معنى النظام الأردني القائم على المبادئ القومية والإسلامية وعلى حرص الهاشميين على تأمين مصالح الشعب والوطن الذين يشهد تاريخهم لهم قبل وبعد قيام الدولة الأردنية.
وأشار إلى ان جلالة الملك أكد ان المسار الصحيح والطريق الشرعي الذي يريده الأردن والأردنيون هو المسار والطريق الديمقراطي وعبر المؤسسات الدستورية البرلمانية.
وقال إن من يريد "التغيير الايجابي" عليه ان يذهب إلى صندوق الانتخاب الذي يسمح لكل المنخرطين في العملية السياسية العمل من تحت قبة البرلمان الذي هو المنبر الدستوري الوحيد الذي يمكن ان يعبر خلاله نواب الوطن عن مطالبهم ومشاريعهم في بناء المستقبل".
وبين ان جلالة الملك توسع في خطابه في التفريق بين المعارضة والحراك الوطني الايجابي وبين المعارضة والحراك السلبي، مثلما تطرق إلى مواقف بعض الجماعات ممن كان لهم الدور الرئيسي في الحكم وإدارة الدولة وانتقالهم بعد ان استفادوا ولم يفيد إلا أنفسهم إلى صفوف المعارضة.
وأكد أن المطلوب هو الالتفاف الجميع حول مصلح الوطن والشعب والانتباه واخذ الحيطة والحذر.
أبو بكر: التغيير لن يجري دون سلطة تشريعية.
وقال محمد أبو بكر وهو جزء من الحراك الشبابي الإصلاحي ورئيس المكتب التنفيذي للمجلس العربي للقادة الشباب انه لأول مرة يكون جلالة الملك بهذا الوضوح التام الذي استقرأ فيه ما يجري على الساحة الأردنية بكل التفاصيل ودقائق الأمور.
وأكد ان جلالته وضع الجميع أمام مسؤوليات تاريخية للمرحلة المقبلة، واثبت بوضوح بأنه قادر على تحليل ما يجري بدقة وموضوعية بعيدا عن المجاملات حتى لو كان ذلك يخصه بشكل شخصي حيث تطرق إلى موضوع دعوات بعض الحركات الداعية لإسقاط النظام.
وبين ان جلالته تحدث بجرأة وموضوعية تامة وكان واضحا انه انتقد بطريقة غير مباشرة بعض البطانة وكبار المسؤولين السابقين أو الحاليين الذين يقومون بإيصال رسائل مغلوطة وغير صحيحة حول ما يجري على الساحة الأردنية وهي رسالة تؤكد ضرورة الاطلاع بوضوح على ما يجري.
واشار أبو بكر إلى ان التغيير المنشود لا يمكن ان يجري بدون وجود سلطة تشريعية رغم ان الشارع له تأثيره، لكن الوصول إلى البرلمان والمشاركة بالانتخابات هو السبيل لإحداث أي تغيير سواء بالقوانين أو حتى تعديلات دستورية وهو أمر تحدث عنه جلالة الملك غير مرة.
ورأى ان الملفت في حديث جلالة الملك "انه يأتي في وقت تشهد فيه الساحة الأردنية تغييرات عديدة لبعض الأحداث التي مررنا وما زلنا وهذه تستوجب من رأس الدولة ان يكون على تماس مباشر مع الجميع دون استثناء".
ودعا إلى مزيد من التواصل مع الحراك الشبابي الإصلاحي الذي ينادي دائما بتحقيق الإصلاحات بمختلف مجالاتها وبالوسائل السلمية بعيدا عن العنف الذي" ننبذه جميعا وإعطاء الشباب دورا مهما وكبيرا خلال المرحلة المقبلة".