مفكرون : تفجيرات عمان عززت وعي الاردنيين وحرصهم على امن الوطن ومنجزاته

تم نشره الخميس 08 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 02:41 مساءً
مفكرون : تفجيرات عمان عززت وعي الاردنيين وحرصهم على امن الوطن ومنجزاته

المدينة نيوز -  يتذكر الاردنيون يوم التاسع من شهر تشرين الثاني من كل عام ، تفجيرات ثلاثة فنادق في العاصمة عمان ، تلك الذكرى الاليمة التي راح ضحيتها ابرياء لا ذنب لهم .

وبعد مرور سبع سنوات على تلك الحادثة الاليمة ، يؤكد الاردنيون مجددا حرصهم على المضي قدما نحو مكافحة الارهاب واجتثثاثه ونبذ جميع اشكال التطرف والعنف .

ويقول سياسيون ومفكرون لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان تلك الحادثة شكلت بداخل كل فرد من افراد المجتمع الاردني تحديا وشعورا بالمسؤولية تجاه الوطن ورسخت مفهوم المواطنة وعززت مبادئ الوسطية والاعتدال والوعي الذاتي وزادت الثقة بين المواطن والدولة واجهزتها المختلفة ليكون الاردن دوما حصنا منيعا في وجه كل مخرب او حاقد .

نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الاسبق سعد هايل السرور يقول ان حادثة تفجيرات الفنادق عام 2005 ، حققت اجماعا بين الاردنيين للوقوف في وجه أي اعتداء يهدد أمن الوطن كما وتعد تلك الحادثة الأليمة نادرة يتذكرها الاردنيون بإستمرار لأنهم لم يعتادوا على وقوع احداث تمس أمن الوطن واستقراره .

ويضيف ان الاردن بقائده وسياسته الحكيمة ووعي افراد شعبه واجهزته الامنية ذات الكفاءة المشهودة استطاع ان يبقى آمنا مستقرا ، ولم يشهد ما حدث في بعض دول العالم من حوادث ارهابية عديدة ومن هنا علينا ان نستفيد من تلك الحادثة المؤسفة ، ونبقى حريصين كل الحرص ونرقب كل من يفكر ان يمس الوطن والنيل من استقراره .

ويشير الى ان الاردن لقن هؤلاء الارهابيين دروسا رادعة وافشل جميع خططهم ، وقد عرفوا ان هذا البلد صعب المنال والاختراق وان المواطن الاردني لديه من الوعي الكبير ولن يسمح لأحد ان يساوم على أمن بلده ، كما انه لم ينجر وراء ما يحدث في المنطقة من احداث مضطربة، ويدل على ذلك ان الشعب الاردني يعبر عن آرائه ومطالبه بإسلوب سلمي اخلاقي وضمن القانون وتحت اطار الحرص على الوطن وامنه .

ويبين السرور ان النظام الاردني بجميع مكوناته يعمل بإستمرار لتسير سفينة الاردن نحو شاطئ الأمان اضافة الى ان الشعب الاردني بصفاته واعرافه وتقاليده وافكاره غير ميّال لإراقة الدماء والاعتداء على الآخرين وتركيبته تتصف بالاحترام المتبادل بين الجميع وهذه الصفات لا تتماشى مع الافكار الارهابية ولم تجعل من هذا الوطن مكانا للإرهاب .

وينوه بان هناك مخططات وعلى امتداد سنوات حاولت ان تدس الارهاب وافكاره داخل صفوف الاردنيين لكنها فشلت وواجهها وعي هذا المجتمع ونبذه لفكر العنف ، كما ان المؤسسات الاردنية المدنية والأمنية الرصينة تصدت لجميع المحاولات حتى اصبحت اجهزتنا مثالا في مواجهة الارهاب يشهد لحسن ادائها وانضباطها الكثيرون.

ويقول وزير الاعلام الاسبق الدكتور نبيل الشريف ان هذه المناسبة ورغم انها مؤلمة وتذكرنا بما عانيناه جميعا وما تكبدناه من خسائر وشهداء لكن الوجه الآخر لها هو الحرص والاصرار على استمرار البناء والاستقرار وتجاوز المحنة.

ويضيف: علينا ان لا ننسى ايضا وحدة الصف التي يتسم بها الاردنيون جميعا والذين كانوا وما يزالون صفا واحدا خلف قيادتنا الهاشمية يعلنون وبكل وضوح رفضهم للارهاب وحرصهم على استقرار الوطن ونبذهم لكل مظاهر الفرقة والتشتت .

ويقول ان احداث تفجيرات عمان المؤلمة اظهرت وبصدق نبل المواطن الاردني واصالته اللذين تجليا بتعاضد الاردنيين وتوحدهم في تجاوز المحنة والسير قدما نحو المحافظة على امن الوطن واستقراره بحيث اكدت ردود الفعل الايجابية من الاردنيين حول تلك الحادثة قدرة المواطن على تجاوزه للمحن وتساميه فوق الجراح .

ويزيد : اليوم ونحن نستذكر هذه الذكرى ، ونسأل الله لشهدائنا الرحمة فاننا نؤكد على تمسكنا اكثر من اي وقت مضى باستقرار الوطن وامنه ووحدة صفه .

ويتابع : لا شك اننا نشعر ان هنالك استهدافا لامن الوطن واستقراره ، لكن يقظة اجهزتنا الامنية وتكاتف الاردنيين الذين هم على اعلى درجات الوعي والمسؤولية والاشد حرصا على امن الوطن واستقراره يحول دائما دون النيل من امن وطننا ويحبط جميع المحاولات الواهية التي يخطط لها المغرضون والكائدون .

ويؤكد الدكتور الشريف ان هذه الذكرى لن تزيدنا الا ثقة واعتزازا بقيادتنا الحكيمة وقدرة اجهزتنا الامنية على حماية الوطن واستقراره وبوعي المواطن الاردني الذي يشكل سدا منيعا تتحطم عليه كل محاولات النيل من امن الوطن .

المؤرخ الدكتور بكر خازر المجالي يقول ان القاعدة الاساسية التي ميزت الاردن عن غيره من الناحية الامنية هي ان العلاقة بين الفرد والدولة قائمة على توفير حاجات العدالة والحرية والحياة الافضل وهذه الحاجات متوفرة في الاردن وتسعى الدولة باستمرار الى تطويرها ، وهذا سر تميزنا عن غيرنا من الدول المضطربة والمحيطة بنا والتي يفتقد الفرد فيها للعلاقه الصحية مع الدولة .

ويضيف ان ما يعيشه الاردن من آمان يعود الفضل فيه لسياسة الدولة التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني والقائمة على الاعتدال والوسطية واحترام حقوق الانسان اضافة الى كفاءة الاجهزة الامنية والابتعاد عن سياسة الاعتقال او تغييب الاشخاص او تكميم الافواه والتعامل بشكل مسؤول وحضاري مع احتياجات المواطنين الامر الذي ميّز الاردن عن غيره .

ويبين المجالي ان هناك من يريد النيل من بنية الدولة الاردنية بسبب صراع فكري عقائدي لا يرغب بان تبقى هذه الدولة سدا منيعا ضد اهدافهم فسعوا الى استهداف بعض الاماكن بهدف زعزعة الامن والاستقرار وتشكيك المواطن في قدرة الدولة لكنهم لم ينجحوا ولن ينجحوا بمشيئة الله تعالى وعزيمة ابناء هذا الوطن .

ويشير الى ان الاردن شهد تفجيرات ارهابية على امتداد سنوات كإستهداف العقبة ببعض الصواريخ الصغيرة وصناعة العبوات الناسفة لإستخدامها في مخططات وتفجير في حدود الرمثا عام 1967 وذهب فيه العديد من الضحايا وايضا تفجير رئاسة الوزراء عام 1960 وذهب فيه العديد من الضحايا اضافة الى الكثير من المخططات التي تم كشفها قبل وقوعها وكلها تؤكد ان الاردن مستهدف من قبل البعض وواجبنا الوقوف دوما صفا واحدا في مواجهتهم .

ويوضح ان تفجيرات الفنادق عام 2005 شكلت حالة من التوافق الكبير لدى الشعب الاردني ضد الارهاب واصبحت هناك هبّة اردنية كبيرة لمقاومة الارهاب ورفضه بكل اشكاله ، وكانت درسا تعلم من خلاله كل اردني بانه خفير يحمي الوطن من أي مكان هو به وان أمن الدولة وأمانها كأمن بيته وآمان اسرته .

ويقول ان للاردن سمعة طيبة في مجال مكافحة الارهاب ونبذ اشكال العنف والتطرف جميعها جاءت من اجراءات سياسية ومبادرات ملكية متمثلة باطلاق رسالة عمان والوصول لكل مكان في العالم والدعوة للتسامح والاعتدال وابعاد صفة الارهاب عن الدين الاسلامي .

ويضيف ان المواطن الاردني يتسم بالوعي السياسي والثقافة العالية ويستطيع ان يحلل ما وراء الاخبار والاحداث ويدرك تماما ومنذ تأسيس الدولة حجم الاستهداف الموجه لهذا الوطن ، واستطاع ان يتعامل مع جميع الاحداث المضطربة في المنطقة بكل مسؤولية وادراك العواقب وتعمقت لديه المواطنة بكل معانيها .

اللواء الركن المتقاعد محمود ارديسات يؤكد ان اهم عنصر من عناصر الأمن والاستقرار الذي يتسم به وطننا هو وعي المواطن الاردني وإلتزامه الاخلاقي اضافة الى ان المجتمع الاردني يعد من اقل المجتمعات تطرفا وطائفية واكثرها التزاما بالقانون واخلاقيات المواطنة .

ويضيف ان الاجهزة الامنية الاردنية لديها الكفاءة العالية واحترام المواطن لهذه الاجهزة وثقته بها والتعامل الاخلاقي بينهما زاد هذه الاجهزة قوة وحرفية ومعنوية وعلينا هنا ان نحافظ على هذه الثقة ونعززها وان يستمر الترابط القوي بين المجتمع واجهزته ونبقى صفا واحدا ولا نقف في نقطة معينة في المحافظة على الأمن بل علينا ان نعمل دائما وباستمرار على تعزيزه .

ويبين ان مهمتنا الاولى هي المحافظة على أمن واستقرار الوطن ثم يأتي دورنا الانساني في مساعدة المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب وضمن القانون وهذا الامر مشهود للاجهزة الامنية الاردنية به والتي أكدت قدرتها وامام الجميع على مكافحة الارهاب من خلال حفاظها على أمن واستقرار الدولة الاردنية .

ويوضح ارديسات ان مواقف الاردن المتزنة والمعتدلة ونشرها لمبادئ الوسطية يتضح من خلال رسالة عمان وما نشرته من مبادئ التسامح والسلام وما أدت اليه من توعية افراد المجتمع الدولي لعدم الانصياع وراء الافكار المتعصبة التي لا تمس أي دين من الاديان.

استاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن البراري يقول ادت تفجيرات الفنادق عام 2005 الى تغيرات كبيرة لدى المجتمع الاردني ، وانه اصبح شعبا بأكمله ينبذ الارهاب وفكره وتغيرت الكثير من الانطباعات بعد هذه الحادثة وكان الوعي وحب الوطن والارتقاء والنضوج الفكري والعقائدي لدى افراد المجتمع قد فوت الفرصة امام المخربين والعابثين .

ويضيف ان الاجهزة الامنية الاردنية كانت وعلى الدوام تركز جهودها الاستباقية والتي ضبطت من خلال ذلك الكثير من عناصر التنظيمات وفوتت الفرصة عليهم في الكثير من المحاولات التي تم كشفها والتي ارتقت بالثقة الكبيرة والموجودة اصلا بين المواطن والمؤسسات الامنية .

ويشير الى ان هناك توافقا شعبيا ورسميا بأن الأمن من الخطوط الحمر لا أحد يتجاوزه تحت أي ظرف من الظروف حيث يتسم المجتمع الاردني بالمواطنة بكل ما تعنيه من الالتزام الاخلاقي تجاه الدولة والمؤسسات والافراد ، ولتبقى هذه الثقة وتزدهر وتتعزز فانه لا بد من السير قدما نحو الاصلاح الشامل وتعزيز التكافل الاجتماعي لنبقى في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الافضل .

( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات