بيان صادر عن مجموعة من المواطنين الأرمن السوريين

المدينة نيوز - الأرمن في سوريا ماضون في العيش في سلام ووئام وتآلف مع بقية عناصر المجتمع السوري وهم يراهنون على هذه العلاقة الأخوية الحميمة مثلما فعلوا ذلك طوال فترة تواجدهم على أرض الوطن السوري.
وفي خارج حدود سوريا وفي دول الاستقرار الجديدة، يستمر الأرمن عموماً، وليس فقط السوريين منهم، في رسم صورة ذهنية إيجابية عن سوريا والشعب السوري كوطن للتعايش السلمي والتنوع الخلاق والتسامح الديني والقومي وهم يستمدون إيمانهم بذلك من التجربة التاريخية المتمثلة في إيواء الأرمن على أرض سوريا والذي يبرز كصورة ناصعة لما يمكن أن يبذله الشعب السوري في أيام المحن.
ومنذ اليوم الأول للثورة السورية كان للأرمن حضور شكلي تمثل في إطلاق صفحات الفيسبوك الداعمة لها، كما تواجد عدد من النشطاء الأرمن الذين تعرضوا للاعتقال والملاحقة، وكذلك انخرط عدد منهم في صفوف المعارضة في الخارج. وعلى الصعيد الرسمي أعلن الأرمن في سوريا التزامهم بالحياد وهذا نابع عن قلة انخراطهم في الحياة السياسية والعمومية في سوريا في فترة ما قبل الثورة، إذ كان الأرمن في الأساس من سكان المدن ومن الممتهنين للأعمال والمشاغل الاقتصادية والتجارية الطابع، فجاءت التطورات لتخلق واقعاً جديداً معقداً لم يجد الأرمن فيه موطئ قدم سياسي للأسباب المذكورة آنفاً، فآثروا إعلان الحياد.
ومثل كافة أطياف المجتمع السوري تواجد ضمن صفوف الأرمن أشخاص ممن وصفوا بالشبيحة وهم قلة قليلة، لا يمتون بصلة حقيقية مع أغلبية الأرمن. كما يوجد في صفوف الجيش النظامي عدد من الأرمن المجندين إلزامياً.
وختاماً لابد من الذكر هنا بأنه، بغض النظر عن وجود عدد من الأفراد الأرمن الذين فضلوا الهجرة، لا تزال الأغلبية الأرمنية في سوريا تأمل في توصل الأخوة السوريين إلى حل سياسي جامع ونافذ بأسرع وقت ممكن، كي تصبح سوريا وطناً لكل أفراد المجتمع، يستطيع فيه الجميع، دون استثناء، من العيش بكرامة وحرية وكبرياء وأن يمضوا في نشاطاتهم الاجتماعية والإقتصادية والسياسية لخلق وطن سوري جدير بالفخر والاعتزاز وقادر على استيعاب كل فرد يرغب في المساهمة في بناء الوطن الجديد الواعد.(صوت بيروت)