مواطنون يدينون اللجوء للعنف والتخريب في التعبير عن الرأي

المدينة نيوز- استوقف احد موظفي ديوان المحاسبة مركبة لوكالة الانباء الاردنية ( بترا) كانت في جولة في (مخيم الحسين وجبل الحسين) ،لاستطلاع آراء المواطنين حول موضوع رفع الاسعار واهمية التعبير السلمي الحضاري دون اللجوء الى العنف والتخريب .
موظف ديوان المحاسبة كان يقوم بواجبه بمراقبة تواجد المركبات الحكومية في اماكن التسوق وغيرها، وطلب من السائق إذن الحركة وذلك تنفيذا لقرار مجلس الوزراء الذي اتخذ عدة إجراءات بهدف خفض الإنفاق الحكومي، شملت سياسات الانضباط المالي ومن ضمنها تنظيم صارم لاستخدام السيارات في العمل الرسمي.
حركة السير ظهر اليوم السبت في منطقة جبل الحسين ومخيم الحسين وحركة البيع والشراء تسير بشكلها الطبيعي والاعتيادي بل ان عددا من المواطنين استثمروا الاجواء الخريفية المعتدلة للجلوس على المقاعد التي تلف دوار فراس العجلوني وسط جبل الحسين.. وغالبيتهم من كبار السن والمتقاعدين ممن اعتادوا على الجلوس في هذه المنطقة والالتقاء بالأصدقاء وزملاء العمل.
السيدة ام سامي التي التقتها (بترا) في سوق مخيم الحسين، قالت "اعتدت على شراء احتياجاتي من هذه السوق منذ اربعين عاما، فجميع الخضراوات والفاكهة والمواد الغذائية متوفرة هنا وبأسعار جيدة.. الاسعار اليوم معتدلة باستثناء الزيتون الذي حل موسمه ونبحث عنه لغايات الكبيس، بصراحة لم نعتد على سعر الكيلو بدينار ونصف الدينار او اكثر".
المواطن محمد العمايرة يبحث في السوق ايضا عن الاسعار المعتدلة، لديه من الابناء اربعة وهو في الخامسة والاربعين من عمره، قال "لا احد ينكر ان الحال الاقتصادية صعبة ولكن اتساءل هل تخريب الممتلكات العامة وتكسير المحال سيفيد في وضع حد لارتفاع الاسعار..".
وتابع "لنتق الله تعالى في وطننا وابنائنا.. سأتقدم للحصول على الدعم الذي اعلنت عنه الحكومة مع انه لا يكفي، ولو خرجت للتعبير عن رأيي فلا يمكن ان ادخل نفسي في حراك غير سلمي وغير حضاري".
بدر وعمر محمود الجعبري شقيقان لم ينهيا الخامسة عشرة من عمريهما ينويان يوم غد الذهاب مبكرا الى المدرسة، يجولان المخيم بحثا عن اقلام ودفاتر بأسعار ارخص مما هي عليه في الاسواق خارج المخيم ، يتوقعان الذهاب الى المدرسة ولقاء زملائهما يوم غد والانتظام بالدراسة التي اشتاقوا لها بعد عطلة اسبوعية وعطلة بمناسبة رأس السنة الهجرية .
وسام برهم صاحب محل عطور في مجمع مكسيم على دوار فراس العجلوني ، وصف ما حدث يوم امس وامس الاول في منطقة جبل الحسين من احداث ، بقوله "ان من شاهدهم يقومون بافتعال المشكلات والكر والفر ليسوا من مرتادي السوق او من سكان جبل الحسين او المخيم.. انهم غرباء لم ارهم سابقا ".
وقال "الممتلكات العامة والخاصة ليس مباحا الاعتداء عليها لأي سبب ومن اي كان ، واذا اعتقدنا اننا نعاقب الحكومة لأنها رفعت الاسعار فنحن نعاقب انفسنا بالتخريب والتكسير.. ونحن كتجار واصحاب محال في هذه السوق متعاهدين على ان لا نسمح لأحد بالتخريب او استغلال الفرصة للتأثير على محالنا او زبائننا".
واضاف في بداية الامر وفي ساعات النهار كان المشاركون يجوبون الشوارع ويتجمعون ويتظاهرون بطريقة سلمية وحضارية حتى انهم كانوا حريصين على ان لا يتسببوا بإزعاج المارة او إلقاء مخلفات الطعام او الشراب.. حقيقة من هو مسيس وحزبي في اي تنظيم كان يتصرف بمنتهى التحضر، اما المشاغبون فنحن شهدناهم ملثمين وهمهم كان التخريب فقط وهم لا يمثلون اي مواطن اردني شريف.
عمار ابو عاشور صاحب محل سمكرة عمل به بعد والده الذي افتتحه قبل 58 عاما قال "الحركة اليوم عادية جدا ومثل السبت الماضي صحيح هناك ارتفاع في الاسعار ولكن اقبال الناس في الحدود الطبيعية".
واضاف "يوم امس وامس الاول شهدنا وسمعنا عن مظاهرات واحتجاجات على ارتفاع الاسعار وهذا مشروع، ولكن ما ذنبي انا كصاحب محل ارغب بافتتاح محلي صباحا والحصول على رزق شريف نظيف.. ما ذنبي اذا تعرض محلي او محل جاري لنوع من التخريب هذا خسارة لي وللمواطن وللوطن".
وقال نعبر بسلمية وبأسلوب حضاري ولا احد يعترض وهذا ما كنا عليه منذ نحو عامين، اما التخريب والتكسير فليس من مصلحتنا ولا من مصلحة الوطن بصراحة الفقراء والمحتاجون وذوو الدخل المحدود هم الأكثر خسارة من عمليات التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.. وطننا بحاجة للعقلاء الآن".