اقرأ هذه القصة .. اسامه "والده خاله" ويحلم بدخول الجيش عبر جامعة مؤتة
المدينة نيوز ـ زينة حمدان ـ بالرغم من اختلاف الوانهم ومنابتهم جمعتهم دار رعاية الطفل في مادبا، أطفال تتراوح أعمارهم بين الثانية عشر والثمانية عشر عاما يعيشون تحت سقف واحد ، جمعتهم ظروفهم الخارجة عن ارادتهم .
منهم من كان ضحية لتفكك اسري ومنهم جاء نتيجة غلطة والديه فكان مجهول النسب.
"المدينة نيوز" قضت يوما كاملا في دار رعاية الطفل في مادبا. هذه الدار التي يملؤها الحب والمودة يعيش فيها 25 طفلا يقودها مدير الدار العسكري المتقاعد عايد قطيشات او كما ينادونه الأطفال هناك "يابا".
في البداية كان الغرض من الزيارة هو الاطمئنان على الطفل "شريف" الذي أثارت قضيته اذاعة "صوت المدينة 88.7" وموقع "المدينة نيوز" قبل شهر ونصف تقريبا الا ان الجو الأسري الحميمي الموجود في الدار جذب "المدينة نيوز" للبقاء بالرغم من انتهاء النشاط الذي دعينا الى حضوره.
وفي حلقة نقاشية وحوارية مع الاخصائيات الاجتماعيات في الدار والادارة والأطفال كانت هناك قصص ترتجف لها الأبدان.
"أسامة" "15" عاما أحد الاطفال المودعين في الدار جاء الى هذه الحياة ووصمة العار تلاحقه فهو نتيجة سفاح بين والدته واخوها.
يتمتع "أسامة" بشخصية قيادية وطموحة فهو متفوق في دراسته، ولديه ميول أكاديمية علمية .
يقول "اسامة" انه يحلم أن يدخل جامعة مؤتة ويتخرج منها ليخدم بالجيش الاردني، كاصدقائه الذين التحقوا مؤخرا بالجيش.
"رامي" "18" عاما من الذين التحقوا مؤخرا في احدى مرتبات الجيش قال انه بدأ يشعر بأهميته في المجتمع، والتحاقه بالجيش الاردني اعطى املا له ولاخته التي تعيش في احدى دور الرعاية للفتيات أن يعيدوا بناء عائلتهم التي تفككت نتيجة طلاق والديهما.
يقول "رامي" انه يزور اخته في عطلة نهاية كل اسبوع حيث وضعا خطة مستقبلية لحياتهما بعد ان اصبح له دخل شهري يمكنه من استئجار بيت صغير يلم فيه شمل عائلته من جديد.
"علاء" "15" عاما لم يلتحق بالمدرسة منذ طفولته، أودع في دور الرعاية منذ نعومة انامله، انتقل منذ فترة الى دار رعاية الطفل حيث كان الطفل الاكثر مشاكسة في الدار، يقوم بضرب زملائه وتكسير محتويات الدار.
يوضح الأستاذ قطيشات أنه احتار كثيرا هو والاخصائيون الاجتماعيون في الدار بكيفية تعديل سلوكياته، فأخضعوه لبرنامج علاجي مكثف اكتشف من خلاله محبته للزراعة والاعتناء في الحدائق فاوكلت اليه مهمة الاعتناء بالحديقة والملعب المحيط بالدار.
يقول قطيشات انه حين تم ابلاغه بقرار مجلس الطلبة في الدار بتوكيله الاعتناء في الحديقة والملعب كان الموقف مضحكا حيث اجاب الادارة بعدم الممانعة اذا أمنت له الادارة خرطوم ماء طوله "50" متر مع رشاشا للماء، فأجابه قطيشات مازحا " ما بينفع 25 متر" قال له "لا أبدا".
"عقول الاطفال بريئة،المهم كيفية ادارة وتوجيه هذه العقول"يقول قطيشات.
وفي جولة للحديقة التابعة للدار ذهلنا من المنظر فقد حول هذا الطفل الشقي حديقة الدار الى جنة مليئة بالازهار والمزروعات .
يوضح قطيشات أنه عندما استلم ادارة الدار كانت نسبة الهروب من الدار تصل الى 80% ، في حين انه يرفض اي طفل مجرد فكرة نقله الى دار اخرى الان .
ويشير الى مشاكل كثيرة واجهها في بداية تسلمه الدار منها معاناة ثمانية من الأطفال من التبول اللاارادي بسبب مشاكل نفسية، قام باخضاعهم الى علاج نفسي .
قصص كثيرة رواها هؤلاء الأطفال للمدينة نيوز، ذكريات جميلة ومؤلمة جمعتهم في هذه الدار التي تناوب على ادارتها العديد من الاشخاص منهم من كان من أهل الهمة على حد تعبيرهم ومنهم من كان خائن للمسؤولية فداقوا خلال ادارته الويل.
ومن الذكريات الجميلة التي لن ينساها الاطفال احدى ليالي الشتاء الماضية عندما فاجئهم مديرهم القطيشات في منتصف الليل وهو يحمل كيس كبير مليء بالكستنا، وجلسوا جميعا حول المدفأة بجو أسري حرموا منه لفترات طويلة.
وفي نهاية زيارتنا اصطحبنا احد الاولاد برفقة مدير الدار للذهاب الى بيت والدته في اجازة لمدة يومين، فذلنا من برودة الاستقبال الذي استقبلته والدته له .
نعم لقد كان القائمون على الدار أحن على هذا الطفل من والدته عليه.
