التدخين يكبد الأردن أكثر من 500 مليون دينار سنويا
المدينة نيوز - كشفت الجمعية الاردنية لمكافحة التدخين عن ان 15% من الاردنيات من المدخنات بينما تصل النسبة لدى الذكور حوالي 25%.و بين الشباب من عمر 13 الى 15 عاما الى حوالي 20% وفق دراسة اجرتها الجمعية.
وحذر مقرر الجمعية م. عبد الناصر حماد بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين والذي يقام بشعار كلنا بلا تدخين من ارتفاع نسبة التدخين بين الاردنيين خاصة بعد ان اصبح تناول النرجيلة امرا مقبولا اجتماعيا مؤكدا ان جميع منتجات التبغ كالسيجار والغليون والنرجيلة مختلفة في الشكل لكنها متشابهة بالضرر مشيرا الى إن تدخين النرجيلة في جلسة تستغرق 2-3 ساعات تعادل تدخين 20-50 سيجارة.
حجم المشكلة
وقال حماد إن التدخين يكبد الأردن أكثر من 500 مليون دينار سنويا منها 200 مليون دينار ثمنا للسجائر وأشكال أخرى من الدخان والباقي على شكل أضرار صحية تتحملها الدولة والمجتمع
واوضح بان التهريب يشكل 30%من قيمة الاستهلاك المحلي وفق استبيان نفذته الجمعية مشيرا ان التبغ يزرع في الأردن في أجود الأراضي الزراعية وبمساحة 30 الف دونم يعمل في قطاع زراعته في الأردن 1500 مزارع, بينما توجد في الأردن 6 شركات محلية تصنع التبغ.
اما حول العالم فقال حماد تقديرات تكاليف التبغ على الصعيد العالمي تزيد على مئتي مليار دولار في السنة ويبلغ عدد المدخنين في العالم مليارا ومئة مليون مدخنو 800 مليون يعيشون في الدول النامية و300 مليون يعيشون في الدول المتقدمة ويتسبب التدخين بوفاة 5 ملايين إنسان سنوياً في العالم فالتدخين يقتل 13700 شخص يومياً في العالم وبمعدل وفاة شخص واحد كل 5,6 ثواني في العالم.
وقال إذا لم يكافح التدخين فإن عدد الوفيات سيزداد إلى 10 ملايين شخص سنوياً في عام 2020 في العالم, منها 7 ملايين وفاة في الدول النامية و سيتسبب بوفاة شخص واحد كل 3 ثوان في العالم.
مكونات السيجارة
وحول مكونات السيجارة قال حماد ينتج عن التدخين أكثر من 4000 مركب كيماوي من المواد الخطرة السامة والمسرطنة من أهمها النيكوتين وهو مادة كيميائية سامة تسبب الإدمان و 60 مليجراما منه قادرة على قتل إنسان بالغ إذا أعطيت له دفعة واحدة عن طريق الوريد و يسبب ضيقا في الأوعية الدموية خاصة الطرفية منها موضحا ان السجائر المتداولة في الأسواق تحتوي على كمية من النيكوتين تتراوح من (3-8) ملجرامات.
وكذلك القطران الذي ينتج من احتراق نبات التبغ وسائر محتويات السيجارة.وهو من المواد الاساسية المسببة للسرطان لاحتوائها على أكثر من 50 مادة تسبب السرطان. بالاضافة الى غاز ثاني اكسيد الكربون الذي ينتج من الاحتراق غير الكامل للتبغ بأنواعه والذي يؤدي استنشاقه إلى عدم استفادة الجسم من الأكسجين نتيجة تكون مادة كاربوكس هيموجلوبين اضافة الى ساينيد الهيدروجين الذي يعتبر من أشد المواد السامة القاتلة.
الاضرار
ويقول حماد بان اضرار التدخين كثيرة جدا ومنها جلطة القلب والموت المفاجئ وجلطة الاوعية الدموية للمخ وما ينتج عنها من شلل واضطراب الدورة الدموية في الاطراف وجلطتها اما على الجهاز العصبي فيضعف التحصيل الذهني لدى الطلاب وانخفاض القدرة العضلية للرياضيين بنسبة 20% (نتيجة تكوين كاربوكسي هيموجلوبين) بنفس النسبة ورعشة الأطراف وحالات من الفتور والاسترخاء في الجسم.
اما اضرار التدخين على الجهاز التنفسي فتتمثل بالتهاب الاحبال الصوتية والسعال والبلغم والنزلات الشعبية والتمدد والانتفاخ الرئوي (الأمفيزيما) وسرطان الشفة واللسان والحنجرة والرئة وإفساد لون الاسنان والتسريع في تساقطها وإلحاق الضرر باللثة لونا ًوفاعلية.
كما حذر من اثار التدخين السلبي - هو الدخان الذي يستنشقه الشخص غير المدخن دون ارادته- ويسمى أيضا التدخين غير المباشر والتدخين السلبي والتدخين اللاارادي والتدخين البيئي, وانتشار دخان التبغ بأشكاله المختلفة يؤدي للتدخين السلبي.
وحول اثر التدخين غير المباشر على الصحة قال يتمثل في تهيج الاغشية المخاطية في العين والأنف والحنجرة بسبب الغازات المنبعثة من دخان التبغ والانزعاج ويقترن بالإحساس بالروائح الكريهة المنبعثة من المكونات الغازية مثل الاكرولين, الفورمالدهايد, وغيرها والحساسية في العيون, والصداع, والغثيان, والدوخة وأضرار حادة في وظيفة القلب والدورة الدموية نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون الموجود في دخان التبغ, وهذا الغاز السام أشد التصاقا بهيموجلوبين الدم (كاربوكسي هيمو جلوبين) مما يؤدي إلى انخفاض قدرة الدم على تقبل الأكسجين اللازم لحيويته.
الوقاية والتشريعات
واشار حماد ان حماية المجتمع من الاثار السلبية للتدخين ممكنة اذا قامت الحكومة بتفعيل القوانين والتعليمات المتعلقة بالوقاية من أضرار التدخين وحظر التدخين في وسائل النقل والاماكن العامة واماكن العمل وان يقوم الوالدان بالتوقف عن التدخين في البيوت والسيارات الخاصة حول الأطفال, ويستطيعون الطلب من الزوار والأقارب عدم التدخين.
وحول التشريعات الخاصة للوقاية من التدخين في الأردن قال ان التشريعات موجودة لكن يبقى التطبيق فهناك نظام وقاية الصحة العامة من أضرار التدخين رقم 64 لعام .1977 المعطوف على قانون الصحة العامة رقم 21 لعام 1971 وينص على منع التدخين في الأماكن العامة ووسائط النقل العام ومنع صنع أو بيع مقلدات التبغ في المملكة وعدم جواز طبع أو عرض أو نشر أي إعلان عن السجائر وإلزام شركات التبغ بوضع عبارة تحذر من مخاطر التدخين على علب السجائر.
واضاف ان قانون مراقبة سلوك الأحداث لعام 2001 يحظر على الحدث(كل من يقل عن 18 عاما) شراء التبغ أو المشروبات الروحية أو المواد المخدرة والمؤثرات العقلية أو المواد الطيارة من أي جهة سواء له أو لغيره و تدخين التبغ أو النرجيلة أو تعاطي المشروبات الروحية أو المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية.
واضاف ينص قانون مراقبة سلوك الاحداث 51 لعام 2001 على الحبس مدة لا تتجاوز (6) أشهر أو غرامة لا تزيد على (500) دينارا أو العقوبتين معا لكل من باع الحدث تبغا أو كلفه بشرائه وقدم له الأرجيلة وغرامة (20) دينار للحدث وتضاعف في حالة تكرار المخالفة وإغلاق المحل أو المقهى أو المطعم لمدة 1- 3 أشهر في حال تكرار المخالفة وتضاعف العقوبة في حال تكرار المخالفةويعاقب القانون بالحبس مدة لا تقل عن اسبوع ولا تزيد على شهر او بغرامة لا تقل عن 15 دينارا ولا تزيد على 25 دينارا أي شخص يقوم بالتدخين في مكان عام ولمن يبيع سجائر بالتجزئة ولموزع مقلدات التبغ او بائعها كما يعاقب القانون مدير اي مؤسسة او المسؤول عنها بنفس العقوبة في حالة عدم الالتزام بتطبيق القانون.
ويعرف قانون الصحة العامة المكان العام بانه المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ودور السينما والمسارح والمكتبات العامة والمتاحف والمباني الحكومية وغير الحكومية العامة ووسائط نقل الركاب وصالات القادمين والمغادرين في المطارات والملاعب المغلقة وقاعات المحاضرات واي مكان آخر يقرر الوزير اعتباره مكاناً عاماً على ان ينشر قراره في الجريدة الرسمية.
