الأميرة بسمة تفتتح اعمال ندوة المرأة تحدث التغيير

المدينة نيوز - بحثت ندوة متخصصة بقضايا المرأة عقدت الاثنين في الجامعة الاردنية برعاية سمو الاميرة بسمة بنت طلال دور المرأة في إحداث التغيير والإصلاح في الإقليم وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وتهدف الندوة التي نظمها مركز دراسات المرأة بالتعاون مع المؤسسة الدنماركية (كيفنفو) الى توفير ظروف الالتقاء بين الباحثين والباحثات الشباب في العالم وبلدان شمال اوروبا لتبادل الآراء والمقترحات التي تتعلق بالمرأة ومختلف القضايا.
وقالت سمو الاميرة بسمة بنت طلال خلال افتتاح الندوة "ان عقد ندوة (المرأة تحدث التغيير) يأتي في فترة حرجة من تاريخ المنطقة العربية التي تشهد بلدانها سعياً حثيثاً لتحقيق الإصلاح السياسي وترسيخ الديمقراطية وتوسيع الفرص".
واضافت إن تأثير ما أصبح يعرف اليوم (بالربيع العربي) سيبقى لفترة طويلة قادمة موضوعاً للبحث والنقاش، مشيرة الى ان إحدى أكثر النتائج جدلية لهذه الفترة الحاسمة تنعكس في موضوع هذا اللقاء (المرأة تحدث التغيير).
وتساءلت سموها "إلى أي مدى كان دور المرأة عاملا محفزاً، وإلى أي مدى كانت قضايا النوع الاجتماعي عنصراً رئيساً في إحداث التغيير والإصلاح في الإقليم"، مبينة "ان مجال النوع الاجتماعي في الديمقراطيات الأكثر نضجا يشكل القضية الأكثر نجاحاً للجهود المشتركة بين الأكاديميين والباحثين من جهة والناشطين من جهة أخرى، ونشأ عنها صلات قوية بينهم أثرت إلى حد كبير, في نقاشات السياسات القائمة وأسهمت بصورة كبيرة في عمليات تمكين المرأة".
واضافت إن الدور المشترك للبحوث والنشاط كان حاسما، وإن كان هناك بعض التباطؤ في البدء، فالبحث النسوي أتاح المجال لطرح قضايا ونقاشات جديدة.
واشارت سموها الى أن هذا الواقع يزيد من مسؤولية الجهات المعنية مثل (الشبكة الشمال أوروبية /العربية) في مراقبة وضمان أن ينعكس تأثير هذه التغيرات التي تحدث في المنطقة وأن تقيم من حيث تأثيرها على وضع المرأة، وبحث سبل الحفاظ على المكاسب التي تحققت بالفعل، وكيف يمكن الاستفادة من الحقائق والتطورات الجديدة لتصب في مصلحة المرأة بدلا من أن تعمل ضدها.
وتابعت سموها "ان انعقاد هذه الندوة في الأردن الذي يشهد استعداداً لخوض الانتخابات البرلمانية في مطلع العام المقبل يطرح تساؤلا: كيف ستؤثر هذه الانتخابات على أدوار وعلاقات النوع الاجتماعي، ومدى مشاركة المرأة في عملية صنع القرار ومشاركتها في الحياة السياسية".
وعبرت سموها عن املها في ان تسهم البحوث التي تنفذها (الشبكة الشمال أوروبية – العربية) بشكل أكبر في تحديد مبادرات مبتكرة موجهه لزيادة مشاركة المرأة في مختلف المجالات في كل أرجاء المنطقة.
واشارت الى ان هذا التكاتف والصلة الوثيقة بين الباحثين والناشطين ساعد الأفراد العاملين في مجال قضايا المرأة على إيصال صوتهم وأخذها على محمل الجد في الأوساط الأكاديمية، كما ساعد الناشطون والباحثون في قضايا المرأة في أن يتم الاستماع إليهم وأخذهم على محمل الجد من قبل واضعي السياسات وعبر نطاق واسع من القضايا، بما فيها الاقتصاد الكلي، وحقوق الإنسان وصولا إلى المشاركة السياسية.
وتابعت "استطاع الباحثون والباحثات النسويات والناشطون والناشطات في الحراكات النسائية إبراز التغييرات الفعلية الملموسة إن كان على مستوى الخطاب أو السياسات الفعلية"، موضحة ان الخطاب العام في البلدان النامية يواجه صعوبة في التوفيق بين مفاهيم مثل حرية الفكر والتعبير وبين تطبيقها على أرض الواقع.
وعزت سموها ذلك في بعض الحالات إلى التوجهات السائدة التي لا تعد قضايا المرأة من الأولويات أو أن اللفتات والإشارات الرمزية تكفي لتظهر أن قضايا المرأة هي من ضمن التوجهات الواردة.
وقالت سموها عندما تخضع هذه المفاهيم للاختبار يتضح أكثر أن مقاومة تغيير الواقع قائمة وان هناك من لا يزال لديه الاستعداد لعرقلته, ما قد يؤدي إلى استمرار حدوث انتكاسات في هذا المضمار وكما قيل، "إن المؤسسات ذات التأثير تفهم جيدا أهمية السيطرة والتحكم بالخطاب العام".
واضافت إن هذه المواقف المتصلبة غالباً ما تقف عائقاً أمام الباحثات الشابات من طالبات الجامعات، وتؤدي إلى بقائهن في حدود ما هو متعارف عليه وتحد من طموحاتهن وإبداعاتهن ، بدلاً من توجيههن نحو الاعتماد على عقول متفتحة تسعى لإيجاد واختبار العديد من الطرق المبتكرة للتعبير عن الذات التي يوفرها العصر التكنولوجي الحالي.
وتابعت أليس من الأولى الاستثمار في الشابات وتحفيزهن في مراحل مبكرة لتعزيز مسؤوليتهن ولتخطي شعور اللامبالاة تجاه محيطهن المباشر، حتى يكتسبن في وقت لاحق شعورا بالمسؤولية تجاه المحيط الأوسع والعالم ككل، مشيرة الى ان هذه هي نوعية العمليات التعليمية التي ينبغي أن تحظى بها الشابات لاكتساب الثقة بأنفسهن وإيمانهن بقدرتهن للمساهمة في بناء وإحداث التغيير المنشود.
وقالت سموها إن سلامة أي طالبة ووجودها في جو آمن هو أمر غير قابل للتفاوض في بلدنا، أو إن كانت تقوم بإجراء أبحاثها في أجزاء أخرى من المنطقة العربية أو أبعد من ذلك، فلجميع الفتيات الشابات الحق في بيئة تعليمية آمنة ومنتجة.
واكدت "ان الاولوية القصوى ان يحتل التقييم المتواصل أهمية كبرى لهذه المرحلة الحاسمة, التي تحمل روح الإصلاح في العالم العربي وبينما نحافظ على هويتنا وتقديرنا لذاتنا، ونتمسك بقيمنا واستقلاليتنا، علينا في الوقت الحالي كنساء عربيات أن نضمن عدم التراجع عما حققناه بصعوبة من مكتسبات"، مشيرة الى ان الممارسة الفعلية لنيل حقوق المرأة وتلبية احتياجاتها في منطقتنا, هي جزء أساسي من عملية الإصلاح، إن كان للباحثين والناشطين, او لصناع القرار على حد سواء.
وقالت ان هذا الزمن يتطلب وضوحاً وبراعة ومرونة وعلى الأخص قوة البقاء لجميع الساعين لإحداث تغيير في السياسات الاجتماعية، مؤكدة أهمية البناء على ما هو قائم والاستفادة من التاريخ والخبرات السابقة للمؤسسات، وفي الوقت نفسه تبنيها لمبادرات ومنهجيات تحقق الإصلاح.
وقالت "انا على يقين بأن الشبكة ستواصل جهودها لإحداث تأثير واضح من خلال مساهمتها في تطوير البحث في مجال المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية، فضلا عن تعزيز التبادل الثقافي بين الشباب العربي وأكاديميي شمال أوروبا، وتسهيل الاتصالات بين الباحثين المتمرسين والباحثين المبتدئين في هذا المجال".
واعربت سموها "عن املها في أن تحظى المنطقة العربية، التي أفتخر بانتمائي لها، بأن يكون هنالك تغيير وتحول في النماذج الاجتماعية السائدة، وتمهد الدرب أمام النساء من الناشطات أو الباحثات لطرح الأسئلة التي ينبغي أن تسأل"، مؤكدة ان من الهام أن ندرك أن البحث بمفرده أو عمل الناشطات بمفرده لن يحقق بالضرورة تغييراً في السياسات أو كيفية تطبيقها، بل ما قد يكون مطلوبا هو المزج بين البحث وفعاليات الناشطات في ظل الظروف المختلفة، فكل منهم يدعم الآخر ويعزز تحقيقه.
من جهته قال رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة ان النساء في العالم كله يحدثن التغيير في كل الميادين والمجالات، لفاتا الى انهن ثائرات في ميادين الحرية والكرامة وهن جزء اساسي في نهضة المجتمعات وما تشهده من تحولات في بناها العميقة والسطحية.
واضاف حققت المجتمعات بفضل المرأة ورعايتها وحماية حقوقها قفزات واسعة في مجالات الصحة والتعليم والانتاج الصناعي والزراعي والاستثمار السياحي والعقاري والمالي وغيرها من المجالات.
وقالت مديرة مركز دراسات المرأة في الجامعة الاردنية الدكتورة غيداء خزنة كاتبي ان مشاركة المركز في الندوة جاء منسجما مع اهداف المركز في بناء شبكة اتصالات مع المنظمات المحلية والاقليمية والعالمية في مجال المرأة.
وقالت الدكتورة امل الخروف من مركز دراسات المرأة ان الندوة تهدف الى توفير فرص الالتقاء بين الباحثين والباحثات الشباب في العالم العربي وبلدان شمال اوروبا لتبادل الآراء والمقترحات التي تتعلق بالمرأة.
كما تحدثت في حفل الافتتاح الدكتورة فاطمة صديقي من جامعة فاس في المغرب عن التجربة المغربية في مجال تمكين المرأة والدكتورة درود داهليروب من جامعة ستوك هولم الدنماركية عن المرأة وعمليات التحول الديمقراطي.
وركزت موضوعات الندوة على مناقشة العديد من التجارب العربية والاجنبية فيما يخص دور المرأة في إحداث التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلدانها وآليات تمكين المرأة في جميع المجالات ونظرة الاحزاب السياسية والمجتمعات الى امكانيات المرأة وضرورة مشاركتها الفاعلة في جميع الانشطة وآليات تحسين وضع المرأة العربية وحماية حقوقها وفقا للاتفاقيات الدولية.
ويبحث المشاركون في الندوة من دول عربية واجنبية مواضيع العدالة والمساواة والحقوق القانونية للمرأة وامنها الاجتماعي والنفسي والاقتصادي ودورها في الربيع العربي وصراعات السلطة والنفوذ والاتجاهات الجديدة في البحوث الجندرية من حيث النظرية والتطبيق وتأثر المرأة وتأثيرها في وسائل الاعلام ووسائط التفاعل الاجتماعي والفضاء الالكتروني.
--(بترا)