بحث التعاون بين الاردن ومنظمة الصحة العالمية بخصوص اللاجئين السوريين

المدينة نيوز - بحث وزير العمل الدكتور نضال القطامين خلال لقائه اليوم الاثنين ممثل منظمة الصحة العالمية في الاردن ورئيس بعثة المنظمة في الاردن الدكتور اكرم علي التوم سبل تقديم خدمات منظمة الصحة العالمية في الاردن للاجئين السوريين.
واكد القطامين "ان واقع الاردن بالغ الصعوبة ما يستدعي تقديم العون وتحمل المسؤوليات الانسانية للاجئين السوريين، وان هناك تغييرات عكست المسارات التي بدأت بها التطورات في تلك البلدان ما فرض اوضاعا اقتصادية مستجدة".
وتحدث القطامين عن مسارات الاصلاح في الاردن بشقيها السياسي والاقتصادي والمترافقة بالإصلاحات في المجالات الاجتماعية واثرها على الاستقرار في الاردن في ضوء التغيرات التي اصبحت احد الاسباب الرئيسية في عدم استقرار المنطقة بالإضافة الى عدم استقرار الحالة الاقتصادية في الاردن، مبينا ان الاردن يعاني من واقع اقتصادي صعب جراء الهجرات القسرية التي تعرض لها خلال السنوات القليلة الماضية والتي اثرت عليه بشكل كبير.
وبخصوص اللاجئين السوريين قال ان تقديرات منظمة الصحة العالمية تتحدث عن عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين معظمهم خارج مخيمات اللاجئين ويعيشون في المدن والقرى الاردنية واصبح وجودهم ذا اثر كبير على حياة الاردنيين كونهم اصبحوا ينافسون العمالة المحلية وكذلك العمالة الوافدة من الجنسيات الاخرى المنظمة المصرح لها بالعمل في البلاد، وان ذلك تسبب في تزايد الضغوطات على البنى التحتية الموجودة والتي كانت توفر للأردنيين الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء والصرف الصحي.
واضاف لا بد للدول والمنظمات الدولية مضاعفة جهودها وخدماتها ومساعداتها للأردن كي يتمكن من القيام بدوره الانساني تجاه اللاجئين السوريين.
واشار القطامين الى عدم امكانية السيطرة التامة على الحدود ومنع دخول اللاجئين الذين يتدفقون الى الاردن بأعداد يصعب السيطرة عليها في المستقبل في حال تفاقمت الازمة في سوريا كما يحدث في الحالات المماثلة، ولذلك كان لا بد للأردن من العمل على استيعابهم في المحافظات القريبة من الحدود السورية بشكل خاص وفي اطار الواجب القومي والانساني والمسؤولية الوطنية.
وبين تفاقم مشكلة البطالة نتيجة للأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد الاردني، مبينا ان الجهود التي تبذل حالياً وحسب الامكانات المتوفرة لا يمكن لها ضبط سوق العمل الا بنسبة لا تزيد على50 بالمئة من حجم العمالة الوافدة فيما تعمل النسبة الباقية بصورة مخالفة للقانون كونهم يقبلون العمل بشروط عمل واجور متدنية مقارنة بما يقبل به العامل الاردني.
من جهته، اكد الدكتور التوم ان العبء الموجود على الاردن هائل جداً في هذا المجال، داعيا الدول والمنظمات الدولية الى تقديم العون والمساعدة له من منطلق واجبها الانساني لتمكينه من تقديم الخدمات الصحية والتعليمية للاجئين، مشيرا الى انه لا ينظر الى هذا الدور على انه امر اعتيادي وانما يتوجب رفع مستوى الخدمات للأردنيين وللاجئين السوريين على حد سواء حتى لا تتفاقم الاوضاع المعيشية في الاردن نتيجة لهذه المشكلة.
ودعا الى إعداد المشاريع لتطوير المناطق المتأثرة مباشرة باللاجئين السوريين مثل المناطق الشمالية من الاردن، مؤكدا انه في حال تفاقمت الأزمة السورية فإن استمرارها قد يستغرق المزيد من الوقت نظراً لحجم الخسائر والدمار الهائل الذي ألم بالبلاد نتيجة للعمليات العسكرية المستمرة منذ حوالي عامين، وان على المجتمع الدولي تقديم المساعدات للأردن لتأمين هذه المجموعات في المستقبل وتوفير ظروف معيشية ملائمة لهم.(بترا)