شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي تطلق مرصدها الإلكتروني "سند" لتوثيق الانتهاكات من القاهرة

المدينة نيوز - أعلنت شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي "سند" عن إطلاق موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت والذي يعنى برصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلاميين والصحفيين العرب، وذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته مساء الأحد في فندق كونراد بالقاهرة.
ويأتي إطلاق الموقع وعنوانه sanadnet.net ضمن أعمال الشبكة التي يشرف على إدارتها مركز حماية وحرية الصحفيين ومقره الأردن، فيما يتولى الإشراف على إدارة موقعها الإلكتروني مركز صحفيون متحدون بمصر.
ويعمل في المرصد الإلكتروني مراسلون صحفيون من بلدان عربية يقدمون المعلومات أولاً بأول لحظة وقوعها، في حين تنضوي تحت مظلة شبكة "سند" العديد من مؤسسات المجتمع المدني العربية.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور أن "شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي "سند" تساهم برصدها وتوثيقها للانتهاكات الواقعة على الإعلام في تعزيز حريته وتطوير حالته المهنية وتوفير مظلة حماية للإعلاميين الذين يشعرون بأنهم مستهدفون من أطراف مختلفة لا تريد لهم أن ينقلوا الحقيقة للناس".
ودعا منصور الإعلاميين في العالم العربي خلال المؤتمر الذي عقد على هامش مؤتمر أريج للصحافة الاستقصائية إلى عدم السكوت عن الانتهاكات التي يتعرضون لها والإفصاح عنها حتى لا يفلت المنتهكين من العقاب.
وقال أن "الانتهاكات ضد الصحفيين متنوعة ومختلفة، تبدأ بمنع الوصول للمعلومات والتغطية المستقلة، مروراً باتصالات التهديد والسجن والاختطاف، وقد تنتهي باستهداف الإعلاميين وقتلهم".
وأكد على أن السكوت عن أي انتهاك مهما كان يدفع المنتهكين إلى مواصلة انتهاكاتهم لتكميم أصوات الصحفيين.
وأشار منصور إلى أن الإعلاميين خلال ثورات واحتجاجات الربيع العربي توسع دورهم وغادروا مساحة الخوف وقرروا أن يكونوا ركيزة أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، ولعبوا دوراً رئيسياً في تسليط الضوء على مجريات هذا التحول الديمقراطي، مؤكداً بأن "هذا الموقف وضعهم في مواجهة مع الحكام الطغاة الذين لا يقبلون بحرية المجتمع ولا بحرية الإعلام".
وقال أن أزمة الإعلام بعد الربيع العربي لم تنته بسقوط الطغاة، فقد جاء حكام جدد يحاولون احتواء الإعلام والوصاية عليه ولا يقبلون بدوره في الرقابة والمساءلة ونقل الحقيقة للناس.
وبين أن "المرصد الإلكتروني لشبكة سند يسعى إلى الكشف عن الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون وفضح المنتهكين".
ونوه بأن المرصد الإلكتروني "سند" سيضع آليات للتدخل السريع لمساعدة الصحفيين الذين يتعرضون لانتهاكات في العالم العربي، وسيعمل على تقديم التوعية القانونية وعرض واقع الحريات الإعلامية.
وناشد منصور الإعلاميين إلى التفاعل مع "سند" ورفده بالمعلومات أولاً بأول وخاصة الانتهاكات التي تقع على الصحفيين.
ومن جانب آخر أعلن منصور أن مركز حماية وحرية الصحفيين بشراكة مع المجموعة المتحدة وبدعم من الخارجية البريطانية بدأ بتأسيس وحدة المساعدة القانونية للإعلاميين "ميلاد" بمصر والتي ستبدأ أعمالها في الدفاع عن الصحفيين والترافع عنهم أمام المحاكم مجاناً اعتباراً من الشهر المقبل.
وقال أن "عمل شبكة المدافعين عن حرية الإعلام "سند" يتكامل مع عمل وحدات المساعدة القانونية للإعلاميين "ميلاد"، فالرصد والتوثيق يحتاج إلى متابعة قانونية أيضاً لمساءلة المنتهكين".
من جهته قال مدير مركز صحفيون متحدون سعيد شعيب أن "الدفاع عن حقوق الصحفيين أصبح أولوية وعملاً رئيسياً بعد التطورات التي شهدها العالم العربي وخاصة المجتمع المصري بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير"، منوهاً بأن "السلطة الجديدة في مصر تسعى إلى التضييق على حرية التعبير والإعلام".
وأضاف شعيب أن "المرصد الإلكتروني سيرصد بمهنية كل الانتهاكات مهما كان مصدرها وجهتها دون اعتبار للمواقف السياسية وسيشكل رافعة لدعم حرية الإعلام وقوة فاعلة لحماية الصحفيين".
وحث الإعلاميين العرب إلى التفاعل مع المرصد وتزويده بالمعلومات، مبيناً أن الموقع سيخضع لفترة تجريبية من أجل تطوير أدائه.
وتضمن المؤتمر الصحفي عرضاً لنسخة تجريبية للموقع الذي يحتوي على خط ساخن لتلقي شكاوى الإعلاميين والصحفيين المعتدى عليهم، وكذلك كافة الأخبار المتعلقة بالانتهاكات الواقعة على حرية الإعلام، وبيانات التضامن والتدخل العاجل، والدراسات والتقارير والمعلومات ذات الصلة بالحريات الإعلامية، إضافة إلى المعلومات التي تهم العمل الصحفي وتعزز من قدراته.
وسيعمل القائمون على شبكة "سند" إلى تطوير الموقع الذي يعنى بتلقي شكاوى الصحفيين العرب أو المؤسسات الإعلامية التي تتعرض لأي نوع من أنواع الانتهاكات على امتداد جغرافيا العالم العربي.
وتسعى الشبكة إلى توحيد الجهود وبناء قاعدة موحدة للمساندة والتضافر بين جميع المؤسسات والأشخاص المدافعين والمؤمنين بحرية الإعلام في العالم العربي.
وتأسست الشبكة تنفيذاً للتوصيات التي خرج بها ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي الأول والذي نظمه مركز حماية وحرية الصحفيين في عمّان خلال ديسمبر من العام 2011، حيث أطلق الملتقى بالتعاون والشراكة مع مؤسسات مجتمع مدني عربية ومؤسسات إعلامية وصحفيون وناشطون حقوقيون مبادرة لتأسيس هذه الشبكة.
وعملت على تكوين فرق وطنية لرصد وتوثيق الانتهاكات التي قد تقع على الصحفيين والإعلاميين أثناء قيامهم بواجبهم المهني، وذلك طبقاً لمعايير علمية ومنهجية تستند للمعايير الدولية للحريات الإعلامية وحقوق الإنسان.
ورغم أن الشبكة التي بدأت أعمالها بدعم من السفارة النرويجية في العاصمة الأردنية عمّان قد عملت على تأسيس فرق وطنية للرصد والتوثيق في كل من مصر وتونس والأردن كمرحلة أولى، إلا أنها ترصد بشكل عام كافة قضايا الحريات الإعلامية في باقي الدول العربية، حيث يأمل المشرفون على الشبكة تأسيس فرق وطنية أخرى في دول عربية أخرى مستقبلاً.
وتعمل شبكة "سند" على إنجاز تقرير عربي موحد عن حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي سيعلن عنه خلال الملتقى الثاني للمدافعين عن حرية الإعلام والذي سيعقد في الفترة ما بين 18 وحتى 21 أيار من العام القادم 2013 في عمان.