الصحافة الإسرائيلية : قبول فلسطين مراقباً بالأمم المتحدة هزيمة دبلوماسية مهينة لإسرائيل

المدينة نيوز - أجمع أبرز المحللين في الصحف الإسرائيلية الصادرة، الجمعة، صبيحة صدور القرار بقبول فلسطين عضواً مراقباً ودولة غير كاملة العضوية بالأمم المتحدة، على انتقاد سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفشل الدبلوماسية الإسرائيلية في مواجهة الخطوة الفلسطينية.
وجاءت التحليلات الإسرائيلية مخالفة لتصريح نتنياهو بأن خطاب عباس قد "اتسم بالكراهية والحقد ضد اسرائيل وروج أكاذيب بشعة ضدها".
ورأى المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" باراك رافيد، أن "التصويت في الأمم المتحدة أمس كان تحذيرا من جانب المجتمع الدولي لإسرائيل ولا يقل عن كونه مظاهرة دعم للفلسطينيين".
وأضاف أن "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ودول صديقة أخرى وجهت رسالة إلى إسرائيل، مفادها أن الصبر انتهى تجاه احتلال الضفة الغربية وسئمت البناء في المستوطنات ولم تعد هناك ثقة بالتصريحات الإسرائيلية حول اليد المدودة للسلام والرغبة في التقدم نحو دولة فلسطينية".
وشدد رافيد على أن "الانهيار السياسي في الأمم المتحدة والهزيمة الدبلوماسية الإسرائيلية المهينة هي نتيجة للسياسة المثابرة التي انتهجها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو" المتمثلة برفض البحث في حل الدولتين "والبحث بجدية في قضايا الحل الدائم وإهداره الوقت ووضع ذرائع وشروط مسبقة والامتناع عن طرح خطة سياسية إسرائيلية أمام الفلسطينيين وأصدقاء إسرائيل في الغرب".
ورأى الكاتب أنه على أثر ذلك "تم جرّ نتنياهو ومعه الدولة كلها إلى التصويت بالجمعية العمومية للأمم المتحدة"، لكن "رئيس الحكومة لن يتحمل المسؤولية عن ذلك ووزير خارجيته (افيغدور) ليبرمان الذي شن حملة تحريض ضد (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس إنما دفع بشكل كبير دولا إلى تأييد الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة".
واعتبر المحلل السياسي – الاقتصادي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سيفِر بلوتسكير، من جانبه، أن "أمم العالم لم تصوت أمس لصالح الفلسطينيين فقط ،وإنما صوتت لصالح إسرائيل أيضا، ومن أجل إسرائيل كدولة ذات سيادة ومستقلة ومنفصلة عن فلسطين والفلسطينيين، وبمنحها اعترافا بدولة الفلسطينيين، منحت الأمم المتحدة مرة أخرى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، اعترافها بدولة اليهود".
وأضاف بلوتسكير أن قرار الأمم المتحدة "ليس معاديا لإسرائيل إلا بنظر الإسرائيليين الذين يعارضون فكرة الدولتين".
ورأى الكاتب أن "العالم ليس ضدنا وغالبيته تؤيدنا، وبواسطة التصويت الجارف بالجمعية العمومية، تسعى دول صديقة لإسرائيل إلى إنقاذها من نفسها، أو بشكل أدق من حكومتها، التي تدفع باتجاه 'حل' الدولة الثنائية القومية، وهذه فكرة مهووسة وخطيرة ومعادية للصهيونية بكل تأكيد".
وتوقع بلوتسكير أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيطالب نتنياهو بدفع ثمن تصويت الولايات المتحدة ضد الخطوة الفلسطينية وأن "الضغوط الأميركية بدأت وحسب".
ورأى المحلل السياسي، دان مرغليت، في صحيفة "إسرائيل اليوم" الداعمة لنتنياهو، أن "الدبلوماسية الإسرائيلية غطت في سبات خلال وردية الحراسة"، وأن ما تسميه إسرائيل بأنه "الأقلية الأخلاقية" في الأمم المتحدة المتمثلة بالدول الغربية "هربت إلى المعسكر الخصم الذي يؤيد الفلسطينيين".
واعتبر مرغليت أنه كان يجب على إسرائيل أن تقول إن "السلطة الفلسطينية خرقت الاتفاقيات التي وقعت عليها، ولكن إسرائيل تعي الوضع الصعب الذي يواجهه أبو مازن عقب تزايد قوة حماس في الشارع الفلسطيني على حساب القيادة في رام الله، وأمام هذه المعطيات ورغم أن إسرائيل ترفض هذه الخطوة لكنها تبدي تفهما لمصلحته بالحصول على قرار كهذا الذي لا يتعدى كونه حركة بهلوانية غايته الحفاظ على بقائه كزعيم لشعبه"، وأن على إسرائيل ألا تعارض الخطوة الفلسطينية وإنما الوقوف جانبا.
والى ذلك، كتب السياسي والصحافي المخضرم، أوري أفنيري، الذي اخترق حصار بيروت في العام 1982 ليلتقي مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، إن قبول فلسطين بالأمم المتحدة كان "يوم فرح للشعب الفلسطيني ولكل من يأمل بالسلام بين إسرائيل والعالم العربي، وبقدر من التواضع، كان يوم فرح شخصي لي أيضا".
ورأى أفنيري في مقال بصحيفة "معاريف" أنه "بنظرية أولية إلى القرار يبدو أنه لن يغير شيئا، ولكن بنظرة أولية وحسب، وما حدث أمس هو أن المجتمع الدولي أكد رسميا الآن أن هدفه هو إقامة دولة فلسطين، وأن حل الدولتين بات الآن الحل الوحيد الموجود على الطاولة وحل الدولة الواحدة، إذا كان موجودا أصلا، انقرض مثل الديناصورات.
وحذر افنيري من أنه في حال عدم إجراء تغييرات على الأرض فإن "جذور الأبرتهايد (نظام التفرقة العنصري) ستتعمق وتتعزز، لكن النضال من أجل السلام،.. السلام الذي يستند على التعايش بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين، تقدم خطوة هامة.
(يو بي إي)