13 مليون دينار عجز جامعة اليرموك
المدينة نيوز- تُبقي جامعة "اليرموك" على رسومها الجامعية كما هي ولن تقوم بزيادتها هذا العام، بالرغم من أن الرسوم الجامعة الحالية عدا الموازي لا تغطي إلا 26% من الكلفة الإجمالية للطالب الجامعي، فيما تتحمل الجامعة حوالي 74% من الكلفة الحقيقة للطالب من موازنتها العامة، وفق رئيسها الدكتور سلطان أبو عرابي.
وأشار أبو عرابي خلال مؤتمر صحافي للأسرة الإعلامية والصحافية في محافظة اربد عقده أمس إلى أن "موازنة الجامعة تبلغ حوالي 53 مليون دينار للعام الحالي منها واردات بما يعادل 31 مليون دولار ودعم حكومي يبلغ حوالي 9 ملايين دينار، بعجز يبلغ 13 مليون دينار".
وفيما يتصل بخفض مديونية الجامعة من 23 مليون دينار إلى 13 مليون دينار، أوضح أبو عرابي أن "ما تحقق تم من خلال الاقتراض من صندوق استثمار الجامعة باعتبار فائدته أقل من فائدة البنوك"، إلا انه أكد أن "هذه الآلية وإن ساهمت في خفض المديونية، إلا أنها ليست إجراءات مجدية وإن تمت بحسن نية كون الحكومة هي المسؤولة عن مديونية الجامعات نهاية المطاف".
ودافع أبو عرابي عن سفراته الخارجية إلى عدد من الدول العربية والأجنبية إثر توجيه انتقادات له من قبل عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بكثرة سفراته بالرغم من مضي 3 شهور على تعيينه في الجامعة، مؤكدا أن "تلك السفرات جاءت لخدمة أهداف الجامعة وتوقيع اتفاقيات مع الجامعات الخارجية بهدف ابتعاث الطلبة للحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراة".
وأشار إلى أن "التميز الذي تنشده الجامعة حتم علينا القيام بزيارة عمل بمشاركة عدد من العمداء بالجامعة إلى الولايات المتحدة الأميركية شملت جامعات بردج واتر وأركنساس وتكساس لبحث آفاق التعاون العلمي وإمكانية ابتعاث عدد من طلبة اليرموك للدارسة في تلك الجامعات في التخصصات العلمية التي تحتاجها الجامعة".
وأوضح أنه "تم خلال الزيارة توقيع اتفاقية تعاون وتفاهم مشترك بين اليرموك وهذه الجامعات تضمنت تعزيز التعاون في مجالات التبادل الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس واستضافة الطلبة للمشاركة في ورش عمل وتدريب ميداني وخاصة في مجال الآثار والتعاون في البحث العلمي وتحديث وتطوير المناهج العلمية في بعض التخصصات الأكاديمية".
وأشار إلى أن "اللقاءات التي أجريت مع رؤساء الجامعات الأميركية أثمرت عن تخصيص عدد من المنح الدراسية من تلك الجامعات لطلبة اليرموك والموافقة على خفض الرسوم الجامعية المقدمة لليرموك واستعداد الجامعات الأميركية لزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة في بعض التخصصات العلمية التي تطلبها الجامعة مستقبلاً".
وعول أبو عرابي على الاستثمار في التعليم العالي لرفع مستوى المعيشة للمواطنين باعتباره من أقوى الاستثمارات في المملكة مما يحتم اتخاذ إجراءات للحفاظ على أعداد الطلبة الوافدين والتهيئة لزيادتها بهدف تعزيز ما أسماه "السياحة التعليمية"، لافتا إلى أن "الجامعة التي تضم 30 ألف طالب وطالبة يشكل الوافدون منهم 2500 طالب وطالبة".
وأشار إلى أن "الدراسات تؤكد أن الطلبة الوافدين يشكلون رافدا مهما على الصعيد الاقتصادي للجامعة ومحافظة اربد بشكل عام"، مؤكدا أن "الفترة المقبلة ستشهد توسعا عاموديا في مجالات برامج الدراسات العليا وفتح تخصصات مطلوبة في السوقين المحلية والعربية، علاوة على التوسع الأفقي في مجال الأبنية والكليات والبنى التحتية".
وقال أبو عرابي إن "الفترة المقبلة ستشهد استقطاب الجامعة لأعضاء جدد للهيئات التدريسية من خلال التعيين وفقا لأسس شفافة وموضوعية تشمل الإعلان في الصحف المحلية عن التخصصات المطلوبة وخضوع المتقدمين للجان انتقاء الكفاءات العلمية من خلال مجلس العمداء في الجامعة".
وأضاف أن "الجامعة ستعمل على التوسع في عمليات ابتعاث الطلبة إلى الخارج، في إطار الحرص على ضخ دماء جديدة شابة من أصحاب المؤهلات، بالنظر إلى كبر سن العديد من أعضاء الهيئة التدريسية الذين اقتربوا من إنهاء خدمتهم"، مؤكدا أن "حاجة الجامعة للخمس سنوات المقبلة ستكون ما بين 200 و300 طالب مبعوث".
وأكد أبو عرابي استمرارية التوجه نحو تطبيق نظام منح الشهادة المزدوجة لطلبة الجامعة والذي بمقتضاه يستطيع الطالب الحصول على درجتي بكالوريوس وفقا لأنظمة وتعليمات تجري دراستها حاليا تمهيدا لإقرارها في حال الانتهاء منها.
وأشار إلى "استمرارية العمل على إنشاء فرع للجامعة في إحدى الدول الخليجية رجح أن تكون إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة على أن يقتصر عملها على الدراسات العليا مبدئيا لتمكين طلبة هذه الدول الذين درسوا في اليرموك من إتمام دراساتهم العليا فيها".
وقال إن "الجامعة تسعى للمحافظة على تميزها وسمعتها العلمية داخل الوطن وخارجه وهذا التميز يحتم علينا ابتعاث العديد من طلبة الجامعة المتميزين في مختلف التخصصات الأكاديمية وذلك بهدف زيادة تواصلهم العلمي في العلوم المختلفة والمتطورة ورفد الجهاز الأكاديمي بدماء شابة، مما يصب بالتالي في تميز الجامعة بمسيرتها العلمية".
وردا على سؤال حول العقوبات التأديبية بحق عدد من طلبة الجامعة مؤخراً، أكد الدكتور أبو عرابي أن "سير العملية التعليمية وتوفير الأجواء المناسبة لتحصيل الطلبة هما هدفان استراتيجيان للجامعة، ولن نسمح لأي كان بالتصرف بما يعكر صفو هذه المسيرة العلمية وسمعة الجامعة، ولن نتوانى عن اتخاذ العقوبات المناسبة بحق أي طالب وبعد تحقيق مؤسسي وفقاً للأنظمة والتعليمات المعمول بها".
