دول ناشئة تتعثر من ضمنها جنوب السودان

المدينة نيوز - ومن أسوأ الدول الجديدة أداء طبقاً للكثير من القياسات اليمن، بعد اندماج شطريه باقتصاده المتداعي وغياب الحكومة الفعالة. وفي حين يحاول اليمن الاستفادة من احتياطيات الغاز الطبيعي من المرجح أن يتسبب الفساد والنمو السكاني السريع في استمرار الفقر.
لكن الصورة ليست بالغة السوء، فكثير من أفقر الدول الحديثة العهد شهدت تحسنا في الدخل والصحة خلال الـ20 عاما الماضية. حتى في الحالات التي عجزت فيها المساعدات الدولية عن إشاعة الاستقرار فإنها كثيرا ما كانت تنقذ أرواحاً.
فقد شهد اليمن واريتريا، وهما من أكثر الدول اضطراباً، تحسناً ملحوظاً في متوسط الأعمار. كما تراجع معدل الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة في كل الدول الـ31 الأحدث عهداً وتقلص معدل التسرب من التعليم. حتى في الصومال الذي يعتبر بصفة عامة أكثر دول العالم اضطراباً حالت المساعدات الدولية دون حدوث ارتفاع كبير في معدل الوفيات بين الأطفال.
لكن حتى الأصدقاء المخلصين لا يضمنون النجاح.
فرغم كل الدعم الذي تتلقاه على سبيل المثال جمهورية كوسوفو اليوغوسلافية السابقة من الغرب ورغم نموها الاقتصادي السريع، فإنها تعاني الفساد والجريمة المنظمة.
ومن العوامل السلبية الأخرى حالة الغموض القانوني التي تحيط بها وعدم اعتراف موسكو أو بكين بها واعتمادها بشدة على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في الحصول على المساعدات والحماية.
وفي حالة جنوب السودان دعمت الولايات المتحدة وقوى أخرى ميلاد الدولة الجديدة ليس لاعتقادها بأن لها مستقبلاً مشرقاً، بل لأن الاستقلال بدا أفضل من البديل، وهو استمرار حرب أهلية امتدت لعقود وسقط فيها نحو مليوني قتيل.
وقدم المتمردون الجنوبيون ومؤيدوهم الغربيون حجة مقنعة مفادها أن جنوب السودان يستحق أن يكون حراً.
يقول جون تمين، وهو عامل إغاثة محنك سابق ويترأس الآن مشروع السودان، «المجتمع الدولي لا يمكنه بناء الدول، بل يتعين على الدول أن تبني نفسها، نحن نقدم المساعدة فقط، ونحقق نتائج جيدة جدا في الحيلولة دون فقد الأرواح، لكننا لا نجيد بناء المؤسسات».
الامارات اليوم