40 ألف مُسلّح من المعارضة السورية يستعدّون لمعركة دمشق
المدينة نيوز - يبدو ان طرفيْ النزاع في سوريا يستعدّان لمواجهة عسكرية كبرى من اجل السيطرة على دمشق، في ضوء ما يجري على الارض من انتشار وكرّ وفرّ و"استطلاعات بالنار" (اشتباكات مسلحة على سبيل الاختبار، حسب المصطلحات العسكرية).
وفي الوقائع، وحسب تقديرات فرنسية فإن نحو أربعين ألف مسلح من المعارضة السورية باتوا على مشارف العاصمة، وهم ينفّذون خطة مبرمجة أعدّها خبراء عسكريون دوليون في اجتماعات عقدت في احدى الدول المجاورة قبل أسابيع، بهدف تفعيل العمليات القتالية. في المقابل رفعت القوات السورية النظامية وتيرةَ وحدَّةَ عملياتها الجوية وقصفها المدفعي والصاروخي في ريف دمشق.
ما هي ابرز المؤشرات الميدانية وترابطها عسكرياً وجغرافياً؟
1 - بعدما تغلغلت قوات المعارضة التي تستخدم تكتيك الميليشيات وحرب العصابات حيث يصعب على قوات النظام كشفها وملاحقتها وضربها، في ضواحي دمشق ومشارفها، فإنها تحاول الآن السيطرة على منطقة جرمانا، وهي نقطة استراتيجية تبعد 5 كلم جنوب شرق دمشق، وغالبية سكانها من الدروز والعلويين والمسيحيين، اذ لا بد للمهاجمين ان يمرّوا فيها اذا ما أرادوا الانطلاق نحو العاصمة.
وقد تفاوضت قوات المعارضة مع ممثلين عن الاهالي في جرمانا، لكنها لم تستطع اقناعهم بالسماح لمقاتليها بالعبور من خلالها، إضافة الى ان النظام السوري نشر هناك مسلحين موالين له من "لجان الدفاع الشعبي".
2 - كسبت قوات المعارضة نقطة مهمة بسيطرتها على قاعدة "مرج السلطان" الجوّية، على بعد 15 كلم شرق دمشق، وفيها رادارات لكشف حركة الطيران الآتي من الجنوب، وبالتالي فقدت قوات النظام امكان رصد أيّ مقاتلة أو هليكوبتر مهاجمة من اسرائيل أو الاردن.
3 - أصبح في متناول المعارضة أسلحة متطورة ثبتت فاعليتها في اسقاط مقاتلتين شمالاً الاسبوع الماضي، وللمرّة الاولى، ومما لا شك فيه ان قواتها ستستفيد من هذه الدينامية الجديدة في اطار خطتها للاقتراب من حصن النظام الدمشقي الذي اثبت تماسكه ومنعته حتى الآن.
4 - فيما يخسر النظام المزيد من الارض في مختلف المناطق، أظهرت عمليات قوات المعارضة ان سيطرته على البنى التحتية أيضاً مهددة، فالمعركة التي شنّها المسلحون الثوار على بعد كيلومترين من مطار دمشق الدولي، البوابة الرئيسية لابقاء النظام على تواصل مع الخارج، اعتبره المراقبون نجاحاً رمزياً لهم، وإن لم يسيطروا عليه لأنه ليس من اهدافهم الحيوية في هذه المرحلة ولأنه يقع في منطقة معزولة يتطلب الدفاع عنها امكانات ضخمة لا تساوي الكلفة الباهظة ولا القيمة العسكرية لها، خاصة وان الثوار يسيطرون على ما يكفي من منافذ ومعابر حدودية للحصول على امدادات من لبنان والاردن والعراق وتركيا.
5 - ان قطع شبكات الانترنت عن سوريا يدخل في صميم المعارك الاخيرة. وعلى رغم ان الطرفين تبادلا التهم حول المسؤولية عن تعطيل الانترنت، لكن ليس واضحاً ما هي مصلحة الثوار في ذلك خاصة وأنهم يتواصلون مع بعضهم البعض ومع العالم الخارجي ووسائل الاعلام وينشرون الصور والمعلومات عبر الانترنت. وتجدر الاشارة الى انه خلال الاحتجاجات التي انطلقت في العام 2011، قطع النظام الانترنت في مناطق الاحتجاج. وهذا ما اعتبره المراقبون ضعفاً اضافياً للنظام.
في المقابل، وعلى رغم هذه الخسائر، يُظهر النظام انه لا يزال يتمتع بقوة عسكرية لا يستهان بها وهو يستعد لهجوم الثوار على دمشق بتكثيف القصف على ريفها لإلحاق الخسائر بالمسلحين المنتشرين في بلداتها وقراها وقطع خطوط الإمداد عنهم، اضافة الى تدعيم جبل قاسيون الذي يشرف على العاصمة.
ولا يستبعد مراقبون ان يستعمل النظام اسلحة كيماوية ممنوعة دولياً في مرحلة معينة اذا ما شعر انه سيخسر عسكرياً لأن المسألة تصبح حينذاك مسألة حياة او موت، لذلك وجه البيت الابيض ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تحذيرات شديدة، خاصة وان الرئيس باراك اوباما اتخذ قراراً بالتدخل العسكري فوراً في سوريا في حال استخدام هذه الاسلحة.
كل المعطيات تقود الى ان دمشق ستكون مسرح العمليات القتالية الاعنف في الاسابيع والاشهر المقبلة.(أ.ف.ب)
