"تطبيقات" الهواتف الذكية تعبر عن شخصية أصحابها

المدينة نيوز - تقلّب هيفاء علي (33 عاما) صفحات "التطبيق" الخاص بموقع متخصص للشراء عبر هاتفها الخلوي الذكي، والسعادة تغمرها وهي تختار ما يناسبها، خصوصا مع إصابتها بكسر في ساقها منعها من التسوق في الأسواق و"المولات".
تقول هيفاء إنها استطاعت من خلال هاتفها الذكي "الآيفون" تنزيل تطبيق مجاني يتيح لها التسوق وشراء مستلزماتها التجميلية من خلال الجهاز الخلوي، مبينة انها تهوى الأزياء وآخر صيحات الموضة، وساعدها على متابعة هوايتها برنامج يحمّل من خلال أسواق خاصة بتطبيقات الهواتف الذكية.
وتعد التطبيقات عبارة عن برامج متنوعة، يتم تنزيلها عن طريق الانترنت وتستخدم اما بشكل يومي أو دوري، مثل الالعاب أو البرامج الثقافية الدينية والحكم وغيرها من التطبيقات المجانية، وأخرى يتم شراؤها.
ويذهب البعض إلى أن تلك التطبيقات التي تخصص لهواتف (الجلاكسي والآيفون) والأجهزة النقالة الذكية توضّح شخصية حامل الهاتف النقال؛ فترى ياسمين علي (26 عاما) انها تهتم بتنزيل تطبيقات الطبخ والأزياء وما الى ذلك من امور تتعلق بما يخص المرأة وجمالها والعناية بمظهرها، مبينة أن لها صديقات تختلف اهتماماتهن عنها فيما يتعلق بنوعية التطبيقات التي يهتممن بها.
وتضيف أنها تهتم بصحتها من خلال إضافة برامج تتعلق بالرياضة والرجيم، لأنها ترغب في العناية أكثر بمظهرها إلا انها بالوقت ذاته لا تستغني كما تؤكد عن ألعاب الترفيه والتسلية.
في حين يعتبر مؤيد عطا الله (31 عاما) المتخصص في تنزيل التطبيقات على الهواتف الذكية أن برامج التطبيقات التي تتم إضافتها على الهواتف النقالة الذكية مثل؛ (الآيفون، والجالاكسي) وغيرها، تبيّن بالفعل اهتمام الأفراد ورغباتهم.
بالوقت الذي يرى فيه مؤيد الذي يعمل في محل اتصالات وخدمة الهواتف الذكية بأن تلقيه يوميا طلبات لمواطنين يطلبون تنزيل وإضافة برامج مختلفة وفق أهوائهم تتلخص في تطبيقات الالعاب والترفيه والأخبار الرياضية انما تعبّر عن شخصية واهتمام ورغبات كل فرد.
وازداد الطلب مؤخرا، وفق مؤيد، على تنزيل تطبيقات الاخبار اليومية وحالة الطقس، مبينا أنه "لا يملك نسبة عن عدد الافراد الذين يقومون بتنزيل برامج تتناسب مع أهوائهم إلا أنها بالمجمل ترفيهية".
ويتأمل مؤيد أن تقوم الشركات الكبرى في تنفيذ احصائية متخصصة تبيّن اهم التطبيقات التي يقوم الافراد بإضافتها لمعرفة اهوائهم واهتمامهم، والمساهمة من قبل مصممي البرامج بتصميم ما يناسبهم بدل الاعتماد على بعض التطبيقات الأجنبية والتي بالغالب "لا تدعم اللغة العربية".
في حين يعمل طالب التوجيهي خالد العبدالله (17 عاما) على تنزيل تطبيقات ترجمة للاستفادة منها خلال الدراسة، مؤكدا انه يغير بين فترة وأخرى اهتماماته ببعض التطبيقات، ويسعى الى إضافة برامج حديثة تتعلق بتقنيات حديثة مثل شاشات اللمس والدليل الصوتي السريع.
ومن هذا المنطلق فإن تطبيقات الهاتف المحمول تمثل "شخصية" فرد ما، وقد يُستشف من ذلك اهتماماته وطباعه ربما وآراؤه حيال المواضيع المختلفة.
وتقول دراسة حديثة نشرت على المواقع الخاصة بشركات تصنيع الهواتف النقالة الذكية، أن طريقة استخدام الفرد للهاتف وما يحمله هذا الموبايل من تطبيقات مختلفة تدل على شخصية صاحبه أو حامله، وقد أوضح أحد الباحثين انه من الممكن التعرف على شخصية احدهم من خلال التطبيقات التي يحملها هاتفه.
شركة الهواتف المحمولة أخرجت دراسة مفادها "اننا أصبحنا نعتمد على معرفة توجهات الأفراد من خلال التطبيقات، وذلك بفضل عدد كبير من مستخدمى الهواتف الذكية حول العالم والذين يستخدمون تطبيقات كثيرة على هذه الموبايلات".
وتؤكد الدراسة أنه "يتم استخدام التطبيقات كأداة مهمة في الحياة، ومع ارتفاع معدلات الاستعمال تزيد قدرة هواتفنا على التعرف علينا وتصبح أكثر فعالية عند الاستخدام"، مضيفة أنه "لقد اصبح مع توفر عدد كبير من التطبيقات، يمكن للناس أن يختاروا الأهم بالنسبة إليهم، ومن هنا فإنك تستطيع بالفعل بالتعرف على احدهم وما عليك سوى النظر إلى التطبيقات الموجودة على هاتفه وهذا ما يمكن أن يشكل مفاجأة بالنسبة إليك".
ندى محمد (22 عاما) أنها كانت تغيّر التطبيقات من فترة لأخرى، نظرا لسعة هاتفها البسيطة والتي توجب عليها الغاء برامج وتطبيقات وإضافة أخرى بديلة.
غير أنه ومنذ حصولها على هاتف نقال ذكي وسعت مساحة تنزيلها للتطبيقات وعن ذلك تقول:"كنت أهتم ببرامج الحكم والشعر والأغاني، وحاليا لجأت الى تطبيقات الألعاب والاستفادة من تعلم اللغات المتاحة في أسواق ومتاجر برامج الهواتف الذكية"، موضحة أن البرامج بالفعل "تدلل على شخصية الانسان".
وتدلل ندى على رأيها بقولها ان شقيقها لا يهتم ببرامج الاغاني، ويفضّل تنزيل تطبيقات تتناسب مع عمله في القطاع المالي، مثل تطبيقات الاتصالات والأخبار اليومية وأسعار العملات بشكل مباشر.
المرشدة الاسرية مروة حسن تبيّن ان على الأسر مراعاة اهواء ابنائهم والمراقبة بشكل غير مباشر لأهم التطبيقات التي يختارونها، خصوصا إذا كانوا "يافعين"، من خلال الإرشاد ودون تشكيل ضغط ما، لأن بعض تلك التطبيقات تسمح بعمل خصوصية عدم البحث بالتطبيقات والتي قد يلجأ اليها الأبناء.
وتوضح حسن أن على الأهل ان يساندوا أبناءهم بتلك الآليات، ويشجعوهم على تحميل تطبيقات مفيدة تناسب أعمارهم، محذرة من "حرمان الأهل الابناء ما اقتناء التكتولوجيا لما لذلك من نتائج عكسية".
وتقول حسن "إذا كان الاهل لا يستطيعون التعامل مع تلك التكنولوجيات، فعليهم ان يستشيروا احد المختصين بالبرامج المفيدة، ويعززوا لغة الحوار بكيفية استخدام وسائل التكنولوجيا بشكل مفيد مع أبنائهم ليكون الاستغلال الحقيقي للتكنولوجيا يفيد جيل المستقبل. " الغد "