2012/12/12: متفائلون يعانقون الفرح ومتشائمون يتملّكهم القلق

المدينة نيوز - روجت السينما في العديد من الافلام على ان نهاية العالم سيكون في هذا العام وهو عام يتميز بتاريخ لن يتكرر (12-12-2012) الامر الذي وجد فيه بعض الناس فرصة للاحتفال بمناسباتهم.
والمتفائلون بهذا التاريخ استغلوه في الاحتفال بأعراسهم أو إنجابهم مولوداً جديداً أو غيرها من المناسبات السارة التي تبقى محفورة في الذاكرة.
فسامر عياش وخطيبته ليندا هاشم حاولا جاهدين حجز موعد زفافهما في هذا التاريخ، منذ عدة أشهر وهو أمر دفعهما للبحث المضني عن صالة فارغة في هذا اليوم.
عياش أعرب عن سعادته لأنه وجد حجزا في إحدى القاعات "بعد عناء"، وفق قوله، منوها إلى أن "هناك ضغطا كبيرا على الصالات في هذا اليوم بسبب رغبة معظم المقبلين على الزواج من استغلال هذا التاريخ المميز الذي لن يتكرر أبدا".
خطيبته ليندا تشير إلى أن هذا التاريخ "لا ينسى" وأن "الحجز في قاعات الصالات والفنادق بدأ قبل 5 أو 6 أشهر".
ولأن سميرة حسين ترى في هذا اليوم "تاريخا خالدا"، ارتأت أن تحجز فيه بالمستشفى لتضع مولودها في هذا اليوم، مبينةً أنه "لا يوجد شيء مميز أكثر من أن يكون ابني مولودا في تاريخ مميز".
قرار سميرة جاء بعد استشارتها لطبيبها الذي لم يمانع، وفق قولها، كما أنها في الشهر التاسع، وبكل الأحوال تترقب في أي لحظة أن تلد،
غير أنها آثرت اختيار 12/12 ليكون تاريخ ميلاد ابنها بعد أن تعطى طلقا اصطناعيا.
وأكدت عدة مستشفيات خاصة في العاصمة عمان أن هنالك "تهافتا وضغطا غير مسبوقين" من قبل الحوامل اللواتي حجزن لعمليات قيصرية فقط لإنجاب الاطفال في هذا التاريخ.
وأكدت مسؤولة التمريض في قسم الولادة سميرة حسان في أحد المستشفيات الخاصة، أن هنالك نحو "14 عملية ولادة في هذا التاريخ"، مبينة ان اليومين الماضيين شهدا "هدوء ما قبل العاصفة" على حد تعبيرها.
اختصاصي علم الاجتماع د.حسين الخزاعي يرى أن الانسان دائما بطبيعته "يتعلق بالمجهول والمستقبل والأيام القادمة، ويرسخ جل تفكيره على تلك الامور".
ويعتبر أن الناس لديهم حب الاطلاع خصوصاً في المترادفات مثل 12/12/2012 لهذا السبب فقد يصدق البعض الأقاويل التي قد تجد في مثل هذه التواريخ "إبداعات أو ألغازا ما يجعلهم يؤمنون في أي شيء يقال عنها".
ويضيف الخزاعي أن تلك المعتقدات "قد تكون أمورا ليس لها أساس من الصحة، ولكنها أحياناً تتداول على ألسنة أناس ثقة وتضخم وتأخذ أكثر من حجمها".
من جهة أخرى يرى الخزاعي أن هناك أشخاصا تعنيهم هذه التواريخ بأنها "لن تنسى ومناسبة أخذت طابع التميز من خلال تاريخها، بالرغم من أنها مجرد أرقام عادية"، لافتا الى ضرورة "العمل على جعل الحياة نفسها مهمة ومميزة بتفاصيلها".
ورغم أن البعض يرى في 12/ 12/ 2012 "تاريخا مميزا" للاحتفال به بالزفاف أو وضع مولود جديد أو غيره، فإن آخرين يرون العكس تماما كون مجموع أرقام هذا التاريخ هي (11) وهذا رقم في علم الأرقام يوصف بأنه "رقم سيئ الحظ".
وفي ذلك يقول الاختصاصي النفسي د.جمال الخطيب إن الانسان بشكل عام "يتأثر بالأشياء التي تبحث عن المجهول"، متابعا "كون الناس تمر في ظروف قلقة وهناك الكثير من الأمور التي تحدث غير متوقعة وليست في الحسبان فإنهم يميلون الى تصديقها".
ويشير الخطيب إلى أن الناس الذين "يميلون للقلق والتوتر هم من يخافون ويحسبون للترويج لنهاية العالم حسابا"، أما من ليس من سماتهم التوتر "فلا يهمهم الأمر على الإطلاق".
العشريني مراد عبدالله واحد من الشباب، اعتقد كثيراً بفكرة نهاية العالم، خصوصاً بعد حضوره لبعض الأفلام التي تصور ذلك واطلاعه على بعض المواقع ما جعله يقتنع تماماً بالأمر وهو ما أثر على الكثير من جوانب حياته.
ويقول "أصبحت أفكر بعمل كل شيء قبل هذا التاريخ وفي حال دعوتي إلى أي مكان أو مناسبة بعد هذا التاريخ أخبرهم بأن ينتظروا حتى نرى اذا كنا موجودين بعد ذلك"، متابعا "ذلك جعل كثيرين يأخذون حديثي باستهزاء"، مبررا أنه لم يؤمن بتلك الفكرة إلا "بعد أن قرأت وحسبت وعرفت جيداً أنه أمر معقول جدا".
وكانت هوليود منذ أعوام عديدة عكفت على إنتاج أفلام تشير بمضمونها أو دلالاتها إلى اقتراب نهاية العالم.
وهذا ما تناقلته الكثير من الكتب، والمواقع الإلكترونية التي تضع على صفحاتها ساعات توقيت تنازلي ليوم 21 كانون الأول 2012، وهو اليوم الموعود.
اختصاصي علم الطاقة عبدالناصر جرار يقول إن هناك أشخاصا لديهم جهل في الأمور بسبب عدم اطلاعهم بشكل كاف، مبينا أنه "قد ورد أن صف الكواكب بطريقة معينة سيحدث منه شيء ما وهي الطريقة التي ستصطف فيها الكواكب من تاريخ 21 - 27/12".
وتبين الدراسات، بحسب جرار، أن نهاية العالم ستكون في اليوم الذي يكون مجموع الأرقام فيه 9 ومجموع 21-12-2012 ليس كذلك بل 11، وهذا يعني أن الحياة ستستمر ولكن بصيغة جديدة.
وفي حضارة المايا يذكر أن نهاية العالم ستكون في 2012 الا أن جرار يرى أنه ليس بالضرورة "أن تكون نهاية بل قد تكون بداية النهاية أو بداية
لأمر كبير سيحدث"، لافتا الى أن كل الدلالات تقول بأن "هناك شيئا ما سيحدث لكن لا أحد يعرف ما هو ولا مفر من الحقيقة". " الغد "