مشادة كلامية مع المالكي أصابت الرئيس العراقي بجلطة

المدينة نيوز - : نفى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية في العراق، نصير العاني، وفاة الرئيس جلال طالباني، فيما أكدت مصادر كردية مرافقة للرئيس في دار التمريض الخاص بمدينة الطب في بغداد أنه “يحتضر” بعد دخوله في غيبوبة جعلت الأطباء يربطونه بجهاز التنفس الصناعي.
وأوضحت المصادر بحسب تقرير أعده الزميل مازن الشمري من صحيفة (الشرق) أن الرئيس تعرض إلى إغماءة مساء الإثنين بعد ساعة من لقائه رئيس الوزراء نوري المالكي، ورفضت المصادر التعليق على صحة الأنباء التي ذكرت أن طالباني أصيب بجلطة دماغية إثر مشادة كلامية مع رئيس الوزراء.
من جانبها، قالت مصادر طبية في مقر علاج الرئيس إن حالته الصحية حرجة للغاية، وإن رفع جهاز التنفس الصناعي عنه يعني وفاته، وأضافت أن هذا القرار يتطلب موافقة ذويه.
موت سريري
وساءت الحالة الصحية للرئيس العراقي بعد ظهر أمس الثلاثاء، وذكرت المصادر أن الكادر الطبي لم يسيطر على الجلطة الدماغية التي أصابته فتحولت إلى نزف )دماغي ما أدى إلى فقدانه الوعي ودخوله في غيبوية توصف طبياً بـ (الموت السريري.
وتؤكد ذات المصادر أن الكادر الطبي العراقي الذي كان يتولى مهام مراقبة الحالة الصحية للرئيس أفاد بـ “توقف دماغ الرئيس وبعض الأعضاء الحيوية عن العمل رغم محاولات إنقاذه”.
وبيّنت المصادر أن “الرئيس يحتاج إلى معجزة صحية لإنقاذه، ويبقى إعلان وفاته بعد إزالة جميع الأجهزة الطبية التي ثُبِّتَت سابقاً بحاجة إلى قرار سياسي”.
البديل الكردي
في سياقٍ متصل، قالت مصادر كردية في السليمانية، مقر إقامة طالباني ومعقل حزبه السياسي الاتحاد الوطني الكردستاني، إن خبر وفاته لم يؤكَّد رسمياً من أفراد عائلته، وإن قيادات حزبه اتخذت قرارات سريعة بإنهاء عقد أية اجتماعات أو مؤتمرات والاكتفاء بالحفاظ على الأمن في السليمانية بنشر دوريات إضافية من قوات البيشمركة (الجيش الكردي) في انتظار إعلان جديد حول حالة طالباني الصحية.
وعن البديل الكردي لرئاسة الجمهورية حال إعلان الوفاة، أشارت المصادر إلى أن الدكتور برهم صالح يعد المرشح الأبرز لرئاسة الحزب الوطني الكردستاني أما خلافة طالباني في منصبه الرسمي فتبقى محل نقاش داخل حزبه أولاً وضمن كتلة التحالف الكردستاني النيابية ثانياً لتسمية البديل الرئاسي.
وبحسب المادة 67 من الدستور العراقي، فإن “رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة، وينتخبه مجلس النواب بأغلبية ثلثي عدد أعضائه، وتُحدَّد ولايته بأربع سنوات، ويجوز إعادة انتخابه لولايةٍ ثانيةٍ فحسب”.
ويأمل القادة السياسيون أن يتماثل طالباني للشفاء ويتخوفون من أن يؤدي العارض الصحي إلى فقدان “صمام الأمان (الرئيس) في الصراع على السلطة والبحث عن بديل قد لا يكون له التأثير نفسه في الأوساط السياسية”.
وينص الدستور العراقي في المادة 75 على أن “يحِلَّ نائب رئيس الجمهورية محل الرئيس عند خلو منصبه لأي سببٍ كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد خلال مدةٍ لا تتجاوز الثلاثين يوماً من تأريخ الخلو”. ويتضمن الدستور فقرة أخرى تقضي بأن يحل رئيس مجلس النواب محل رئيس الجمهورية في حالة عدم وجود نائبٍ له ولحين انتخاب رئيس جديد خلال ثلاثين يوماً.وكان مكتب طالباني قد أعلن في بيانٍ له ظهر أمس تعرض رئيس الجمهورية إلى طارئ صحي نُقِلَ على إثره مساء الإثنين إلى المستشفى في بغداد، وعزا ذلك العارض إلى الجهود المكثفة التي بذلها خلال الآونة الأخيرة بهدف تحقيق الوفاق والاستقرار في البلاد وإلى الإرهاق والتعب.
مشادة مزعومة
لكن وكالة أنباء محلية أشارت إلى مشادة كلامية بين المالكي وطالباني قبل إصابة الأخير بالوعكة الصحية.
وقالت وكالة أنباء “شط العرب” إن المالكي زار طالباني مساء أمس الأول في مكتبه وناقش معه الأزمة بين بغداد وإقليم كردستان، وأثناء اللقاء حدثت مشادة كلامية بين المالكي والرئيس الذي أبدى أكثر من مرة اعتراضه على أسلوب الحكومة في معالجة الملفات العالقة ولغة التصعيد والتهديد من جانبها ضد معارضيها.
لكن هذا الحديث، وبحسب الوكالة، قوبل برد عنيف من المالكي الذي حمَّل الإقليم مسؤولية النزاع الدائر مع الحكومة وطالب الرئيس بأن يتعامل بحيادية وألا ينحاز إلى قوميته الكردية مما تسبب في انزعاج الأخير بشدة مذكِّراً رئيس الحكومة بمواقفه الداعمة له ووقوفه إلى جانبه في أزمة سحب الثقة عنه وعدم وقوفه إلى جانب حليفه الكردي مسعود برزاني، غير أن المالكي رد بالقول إن عملية عدم سحب الثقة كانت تصب في صالح طالباني قبل أن تصب في صالحه، واتهم الرئيس بالسعي لإضعاف غريمه الكردي واستعادة النفوذ في الإقليم.
وتضيف الوكالة أنه وعقب خروج المالكي، شكا طالباني لمقربين منه إحساسه بالصداع ثم دخل في غيبوبة مفاجئة وعلى إثرها تم نقله إلى مدينة الطب ليلاً.
وكالات