الجامعة الهاشمية تؤبن الأستاذ الدكتور حسن الشاعر

المدينة نيوز - أكد أكاديميون ومتخصصون في اللغة العربية وآدابها خلال حفل تأبين الأستاذ الدكتور حسن الشاعر الذي أقامته كلية الآداب في الجامعة الهاشمية على مكانة الدكتور الشاعر في اللغة والنحو على مستوى الوطن العربي والأردن، كما أشادوا بجهوده الكبيرة في خدمة نحو الحديث النبوي الشريف.
ونظم التأبين لجنة كلية الآداب الثقافية برعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني، وحضور نائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد مسمار، والأستاذ الدكتور نهاد الموسى أستاذ النحو في الجامعة الأردنية، وأنجال وذوي الدكتور الشاعر، والعمداء وعدد من المديرين في الجامعة الهاشمية وجمع غفير من طلبته وتلامذته.
وأكد الأستاذ الدكتور كمال بني هاني رئيس الجامعة خلال رعايته حفل التأبين على مناقب الفقيد وتفانيه وعطاء وما قدم للجامعة من أعمال جليلة، وقال: إن الجامعة ستستمر كما عهدها للراحل في التطوير والتحديث حيث سَتَطرح برنامج للدكتوراه في كلية الآداب سيكون الأول في الجامعة، وأكد على أن نتجسد أخلاقه الرفيعة في المحافظة على الوحدة الوطنية، أو نستمر على طريقه في العطاء والانجاز والتفاني في العلم والعمل من أجل رفعته، والارتقاء بالجامعة.
كما ألقى الدكتور عبدالباسط الزيود عميد كلية الآداب كلمة قال فيها: "هذا يوم حزين من أيام كلية الآداب، نلتقي فيه لنتحدث عن مآثر زميل فاضل وأستاذ كبير، اختطفته يد المنون منا وهو يقدم للعلم وطلبته إخلاصه المعهود وأمانته وهذا جزء قليل من بعض الوفاء" الذي يستحقه فقيدنا.
كما تحدث الأستاذ الدكتور محمد حور قائلاً: أن السيرة العطرة للأستاذ الجامعي تتجسد في ثلاث، أولها: آثاره، وثانيها: تلاميذه، وثالثهما: زملاؤه. وأضاف نقرأ في سيرة فقيدنا الشاعر العالم الباحث في اللغة العربية والشاهد النحوي في الحديث النبوي الشريف من خلال مؤلفاته وأبحاثه، كما يتجسد في أثره في نفوس طلابه وطالباته وانعكس ذلك من حزنهم ودموعهم على فقد أستاذهم الكبير، كما كان مثالا يحتذى في المعاملة مع الزملاء قائلا: "لا تسمع منه إلا ما يفيد"، كما أنه كان بعيداً عن الضوضاء والغثاء وسفاسف القول.
وأشار الدكتور جمال مقابلة رئيس قسم اللغة العربية وآدابها خلال عرافته الحفل إلى جهود الفقيد في الحرص على العربية ودعوة طلبته إلى التعرف على معاني الكتابة والتأليف، وجهوده في وصل الطلبة بالعربية، كما عرّجَ إلى مرحلة مرضه الأخير وإصراره على العطاء حتى في أحلك ظروف المرض والألم حيث تجلت روح الأستاذية لديه في كثير من المواقف والمواقع.
وألقى نجله أحمد حسن الشاعر كلمة آل الفقيد قال فيها: "باسمي وباسم آل الشاعر أتقدم بالشكر الجزيل للجامعة الهاشمية ممثلة برئيسها وأساتذتها وموظفيها وطلابها على هذه الندوة، فهي تمثل احترام الجامعة للعلم وأربابه وطلابه". وأضاف أن والدي قد أمضى (47) عاما في التعليم والبحث والتوجيه منها (15) عاماً في الجامعة الهاشمية، قد لمست أسرته حُبهُ لهذه الجامعة فقد كان ابنا لعلمها، وأخا لأساتذتها، وأبا لطلابها". وأضاف أن وصيته كانت لأبنائه وطلابه تتمثل في أمرين أساسين هما: طاعة الله تعالى، والتزام سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من جهة ثم الحرص على العلم ومدارسته فقد كان يرى العلم هو صانع الحضارة وسر رُقيها وهوية ثقافتها". كما كان من محبي العربية وشاعرها الكبير المتنبي.
الأستاذ الدكتور ماجد القرعان من كلية الآداب قال فيه: "كان احد الأستاذة الأجلاء، والإنسان التقي النقي الخلوق، أنه فارقنا بجسده إلى الدار الآخرة غير أن آثاره الطبية باقية تدل عليه، يذكرها الناس من بعده، ليستمر أجره وثوابه وفضله وعلمه إلى ما شاء الله". وأضاف أن من كان يتلقي بالدكتور الشاعر ويتعامل معه يلحظ وداعته، وتواضعه، فكان رحمة الله عليه من أولئك الذين لا تلقى منها ضررا، بل تجد فيه حسن النية والمعاملة الحسنة، ما عرف عنه الانحياز أو المحاباة قط". وقال: "إن الفقيد كان من الذين يقدمون لجامعتهم ومجتمعاتهم الكثير دون أن ينتظروا منها المقابل أو التكريم".
وألقت الدكتور خلود العموش كلمة قالت إن الحياة لوحات فإحدى لوحات الدكتور الفقيد كانت الإحسان في العلم والعمل هو أن نأتي من كل شيء أتمه وأحسنه، وأضافت أن الفقيد تمثل الإحسان في علمه وخُلقه، كما كان درس في اللين والرفق والتسامح، إضافة إلى نبله ورفعة أخلاقه الأكاديمية فالبرغم من أن التراث النحوي كان بين أصابعه إلى أنه كان متواضعا، معتنيا بتلاميذه موصيا بهم في أحلك ظروف المرض. وتأكيده على الوحدة الوطنية والمحافظة عليها.
وقال الدكتور عمر فجاوي :"في هذا الأوان ننتدي فيه وفاءً لأخ كبير وتكرمة لأستاذ نبيل، وفم الزمان يخبرنا بأن الشُهماء القابضين على جمر الوفاء قد رحلوا، وما بقي منهم سوى هذه الطائفة الشماء وأمثالها ممن يرعون العهد".
وقدم الدكتور محمود قدوم أحد طلبة الشاعر كلمة أشار فيها إلى أن الدكتور الشاعر كان عالما وإنسانا، وقد كان يقدم لطلبته النموذج الأعلى في حب العربية والدفاع عنها والمحافظة عليها.
كما ألقى الطالب هشام محمد خليل الذي كان الدكتور الشاعر يشرف على رسالة الماجستير التي يعدها أن الراحل قدم له كل المساندة والدعم وبقي متواصلا معه حتى أخر لحظاته.
وكانت لجنة كلية الآداب الثقافية بإشراف الدكتور رائدة اخو إزهية قد قدمت فيلما قصيرا عن مسيرة عطاء الدكتور الراحل أعده مجموعة من طلبة الكلية.
وعَمِلَ الأستاذ الدكتور حسن موسى الشاعر أستاذاً للنحو والصرف في الجامعة الهاشمية لمدة تزيد عن (15) عاما حيث باشر عمله فيها أيلول عام 1997، وتقلد موقع رئاسة قسم اللغة العربية خلال الأعوام (1999-2002) في الجامعة الهاشمية.
والدكتور الشاعر مواليد عام 1942م في قضاء القدس، وحصل على بكالوريوس لغة عربية من جامعة بغداد عام 1965م، وماجستير اللغويات (النحو والصرف) من جامعة الأزهر عام 1973م، ودكتوراه في اللغويات في تخصص النحو والصرف من جامعة الأزهر عام 1978م.
ولديه سجل زاخر بالمؤلفات العلمية من الكتب النحوية ومنها: النحاة والحديث النبوي، وإعراب الحديث النبوي، وكتاب ابن الحاج النحوي، واختلاف الرواية في شواهد سيبويه الشعرية وغيرها من المؤلفات، إضافة إلى عدة أبحاث ومشاركات علمية في المؤتمرات والندوات، الإشراف ومناقشة العديد من أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير في عدة جامعات.