في حديث مطوّل ومعمّق على هامش مشاركته في ندوة الاستثمار في البرتغال التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة دبي في إطار زيارة له في المنطقة شملت ثلاث دول خليجية، عن تفسيره لسعي الولايات المتحدة والغرب والأطراف الدولية الأخرى لإيجاد مخرج سلمي للرئيس بشار الأسد في وقت بات الجيش الحر على أطراف العاصمة دمشق، فرد بالقول إنّ «وراء عرقلة اتخاذ أي قرارات دولية تجاه نظام الأسد إسمين: روسيا والصين». وقال إنّ المجتمع الدولي، والغرب تحديداً، يسعي عبر المحادثات والمبادرات إلى تجنب الحرب «غير المعقولة في سوريا»، معتبراً أنه «كلّما تأخّر اتخاذ المجتمع الدولي الموقف أقوى تجاه ما يحدث في سوريا كلما تدهورت الأوضاع على الأرض أكثر فأكثر» وسقط المزيد من الضحايا من الشعب السوري وأعرب عن اعتقاده بأنّ «الأسد أصبح أكثر انعزالاً دولياً ووضعيته على الأرض أصبحت أضعف مقارنة بشهور ماضية»، وأكّد على أنّ «نظام الأسد سيسقط لا محالة».
وتابع قائلاً: «علينا أن نحضر من الآن لفترة ما بعد سقوط نظام الأسد والعمل على إعادة بناء سوريا التي لحق بها الدمار» وأن «نساعد سوريا وتعزيز التسامح الديني هناك».
الشأن الفلسطيني
وفي الشأن الفلسطيني، أكد بورتاس لـ «البيان» على حق فلسطين في أن تكون دولة مستقلة، لافتاً إلى أنّ بلاده رحبت كثيرا بزيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لشبونة الأسبوع الماضي لشكر البرتغال التي كانت في مقدمة البلدان الأوروبية في التصويت لصالح قبول فلسطين دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.
ورداً على سؤال لـ «البيان» عن موقف بلاده من الإعلانات الإسرائيلية المتلاحقة عن بناء مستوطنات في القدس وإنْ كان الإصرار على هذا البناء مزيد من المستوطنات سيصيب أية فرصة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مقتل، قال بورتاس إنّ على المجتمع الدولي أن ينتظر أسابيع قليلة لسببين رئيسيين: أولهما، حملة الانتخابات الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية التي ستفرزها والتي «عليها أن تواجه الواقع». وثانيها، مباشرة الرئيس الأميركي باراك أوباما ولايته الرئاسية الثانية. وهنا أمل وزير الخارجية البرتغالي في أن يكون هناك «مبادرة سلام أميركية أوروبية مشتركة مع جامعة الدول العربية»، وركّز على أنّه «لا يمكن حل المشكلة الفلسطينية دون مفاوضات مباشرة.. والحل الجيد في وجود دولتيْن: فلسطين وإسرائيل مستقلتان تعيشان بسلام جنباً إلى جنب». وكرّر القول إنّه «لا يوجد حل أفضل من اتفاق مباشر على حل الدولتين ولكن سياسة بناء المستوطنات وإذا ما استمرت بعد انتخاب حكومة إسرائيلية جديدة فستخلق مشكلة هائلة لحل الدولتين» لأن الدولة الثانية (فلسطين) تحتاج للاستمرارية وتواصل جغرافي لأراضيها والمستوطنات تمنع تحقيق ذلك من التحقق و«بالتالي سيقتل أي أمل أو إمكانية سلام، وعلى المجتمع الدولي أن يكون قوياً جداً وواضحاً للغاية تجاه هذه القضية. وإذا غاب هذا الحل، فما الذي سيكون أمامنا؟.. دولة واحدة وشعبين. ما يعني فصلا عنصريا ونحن لن نقبل بذلك».
أوروبا واضحة
وسألت «البيان» بورتاس عمّا إذا كان الغرب مستعداً لمزيد من الضغوط على إسرائيل بما فيها وقف تصدير الأسلحة العسكرية فرد بالقول: «أوروبا كانت واضحة جداً في موقفها.. والحكومة الإسرائيلية التي ستأتي بها الانتخابات عليها أن تواجه الواقع الذي يقول بأن فلسطين اليوم دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، وبالتالي كل الضغوط الآتية من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ومن الجامعة العربية مرحب بها».
وتابع بورتاس حديثه قائلا إنّ بإمكان أوروبا «أن تقول وتفعل أشياء ليس بإمكان شركاء آخرين فعلها.. لذلك نحن في الوضع الصحيح الذي يمكننا من الضغط من أجل تحقيق حل سلمي».
وأمام الحاح «البيان» على التساؤل إن كان حظر تسليح أوروبا لإسرائيل وارداً كنوع من تلك الضغوط رد قائلاً: «علينا أن ننتظر لنرى».
لا فرض للسلطة
وفي ما يتعلق بالربيع العربي، قال بورتاس إنّه ينبغي النظر إلى كل حالة على حدة، داعيا الغرب أن لا يحاول فرض سلطته على حكومات الربيع العربي و«إنما التعاون مع تلك الحكومات واحترام شرعيتهم الديمقراطية».وأكد بورتاس على العلاقات التاريخية والممتازة لبلاده مع البلدان الخليجية، قائلا إنّ الجانبين «متفقان في مواقفهم تجاه القضايا السياسية الرئيسية الدولية». وقال إنّ البرتغال «تتمتع بسمعة طيبة في هذه المنطقة لأسباب تاريخية وبسبب وضوح مواقفها تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية حيث أن لديها سياسات قوية وطموحة تجاه العالم العربي وهي مساحة مهمة وضرورية لاستقرار أوروبا والاستقرار الدولي والاقتصاد العالمي».وشدّد على أنّ بلاده أكثر دولة في أوروبا «تفهم جيداً طبيعة ووضعية منطقة الشرق الأوسط»، مؤكداً لـ «البيان» على أن البرتغال «تريد أن يكون لها سياسة قوية ونشطة وطموحه تجاه العالم العربي وخاصة المنطقة الخليجية».
موقف من إيران
وفي الشأن الإيراني، قال وزير الخارجية البرتغالي إنّ بلاده تحترم إيران ولكن ينبغي على إيران عدم انتهاك المعايير الدولية، مشيراً إلى إنّ إيران تهدد جيرانها وتعرض الاستقرار الدولي للخطر، داعياً إلى ضرورة تكثيف الضغوط الدبلوماسية على إيران.
وأكد بورتاس على أهمية استقرار منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لأوروبا وأمنها واستقرارها وكذلك العالم والاقتصاد العالمي. قائلاً إنّ «الاستقرار في المنطقة يعني إيجاد حل دبلوماسي مع إيران بشأن طموحاتها النووية من خلال الدبلوماسية الواضحة». " البيان "