" ميغ " سورية تخترق الأجواء اللبنانية والجيش الحر بات يسيطر على 60 بالمئة من حدود محافظة حمص مع لبنان

المدينة نيوز - تخترق طائرة «ميغ» سوريّة الاجواء اللبنانية فوق منطقة مشاريع القاع في شمال سهل البقاع. تحلّق على علو متوسط قبل ان تدخل الاجواء السورية. تعيد «الميغ» الكرّة مرة اخرى وتغير على هدف قرب الحدود مع لبنان ملقية برميل بارود على موقع يُعتقد انه للجيش السوري الحر.
هذا الخرق الجوي السوري ليس الاول من نوعه، وهو حكماً لن يكون الاخير، فالمواجهات العسكرية بين الجيش السوري النظامي ومقاتلي «الجيش الحر» آخذة في التوسع في مناطق مختلفة من ريف مدينة حمص خصوصاً القريبة من لبنان. ويقول ضابط في الجيش الحر ان «اشتباكات بمختلف انواع الاسلحة تحدث يومياً مع جيش الاسد في اطراف جوسية وجوسة الخرايب نزولاً حتى مدينة القصير»، كاشفاً «ان الغارات الجوية من المقاتلات الحربية هي حدَث طارئ على الاشتباكات بين الطرفين بعدما عجزت مروحيات النظام عن تحقيق اهدافها».
ويوضح الضابط المنشقّ وهو برتبة نقيب «ان الجيش الحر اصبح يسيطر على ما نسبته 60 في المئة من محافظة حمص وعلى نحو 40 في المئة من حدودها مع لبنان».
التطورات العسكرية في ريف حمص واقترابها من الحدود مع لبنان، ألزمت قوات جيش النظام برفع السواتر الترابية وإقامة الدشم والتحصينات ورفع متاريس اكياس الرمل، لا سيما في المواقع المتاخمة مباشرة للحدود اللبنانية حيث تنتشر قوات القنّاصة السورية مطلقة الرصاص على اي تحرك مشبوه داخل الاراضي اللبنانية او بالقرب من هذه المواقع. وابلغ شهود عيان : ان قنّاصة الجيش النظامي السوري استهدفت رعاة الماشية وسيارات مدنية كانت قريبة من خط الحدود.
وبالتزامن مع هذه التطورات العسكرية فان مدفعية الهاون السورية قصفت بشكل متقطع من مرابضها في مرتفعات جوسة الخرايب اطراف مزارع سورية تحت سيطرة الجيش الحر قريبة من قرية النزارية ومزرعة النهرية.
وابلغت مصادر في الجيش الحر ان قوات النظام عززت تواجدها القتالي عند معبر جوسة مع لبنان، وان تحصينات اقيمت وحوّلت نقطة العبور المقفلة منذ اكثر من سنة الى ثكنة عسكرية مدعمة بالدبابات.
وقالت مصادر امنية لبنانية متابعة للتطورات عند حدود سهل البقاع الشمالي مع ريف حمص ان الجيش السوري بدأ بتنفيذ خطة انتشار جديدة تحاكي التطورات الميدانية وسيطرة المعارضة السورية على مواقع جديدة.
واضافت ان التعزيزات السورية شملت نقاطاً حدودية تُعتبر استراتيجية للعبور من لبنان وبالعكس، موضحة ان هذه التعزيزات جاءت بعدما نجح الجيش الحر في السيطرة على حاجز استراتيجي يصل ريف دمشق الغربي بلبنان عبر بلدة الطفيل اللبنانية، وان الجيش السوري يتحسب لعمليات مماثلة على طول خط الحدود مع لبنان في مشاريع القاع وصولا الى اطراف مزرعة حوش السيد علي الواقعة شمال شرقي مدينة الهرمل، ولافتة الى ان المعلومات الامنية تحدثت عن سيطرة كاملة للجيش الحر على ريف بلدة القصير السورية.
وفي موازاة هذه التطورات العسكرية، فان حركة النزوح السوري الى لبنان ترتفع تدريجياً وبصورة ملفتة. وقالت معلومات انه سجل دخول اكثر من خمسة الاف سوري نازح من ريفي دمشق وحمص الى الاراضي اللبنانية خلال الساعات الـ 36 الماضية، لافتة الى ان هذا العبور الشرعي وغير الشرعي انتشر في عشرات قرى سهل البقاع.
ويأتي هذا اللجوء ليرفع من اعداد السوريين اللاجئين الى منطقة البقاع، حيث وصل عدد السوريين المقيمين في بلدة عرسال لوحدها الى اكثر من 10 الاف نسمة يعيشون في ظروف صعبة مع تدني درجات الحرارة والبرد القارس. ففي مخيم داخل منطقة مشاريع القاع التابعة لعرسال، يعيش السوريون في خيام نصبت على عجل داخل البساتين، فيما تقف هيئات الاغاثة عاجزة عن تلبية احتياجاتهم لا سيما توفير مادة المازوت لهم للتدفئة.
وفي بلدة عرسال استطاعت الجهات المانحة توفير مبلغ مئة دولار في الشهر لكل اسرة بغض النظر عن عدد افرادها لشراء مادة المازوت. ويقول السوري اللاجئ الى عرسال خالد ح. ان هذا المبلغ لا يسمح لهم بتوفير متطلبات التدفئة طوال الشهر و»نشعل بقايا الاخشاب للتدفئة».
الراي الكويتيه