تألق واضح للإسبان في إنجلترا

المدينة نيوز- شهدت السنوات الأخيرة، تألق اللاعبين الإسبان، ليس على مستوى منتخب بلادهم ومسابقاتهم المحلية وحسب، بل تعدّى ذلك إلى الدوري الإنجليزي لكرة القدم، فقد عَرَضَ سانتياغو كازورلا ومواطنيه لوحاتهم الخاصة في مسرح "البريمر ليغ" الذي يعتبره كثيرون أقوى وأجمل المسارح الكروية في العالم.
وهذا ليس الموسم الأول الذي يفوح فيه عِطر اللاعبين القادمين من شبه الجزيرة الإيبيرية إلى إنجلترا، لكنه بالتأكيد واحد من أكثر المواسم التي يظهر بها بشكل جلي تألق الإسبان، الذين غَدَوا أحجار زاوية في فرقهم.
كازورلا صانع متعة آرسنال
استغرب البعض جلب آرسن فينغر للاعب تخطى عمره الـ25، لأن ذلك ليس من عادة المدرب الفرنسي، لكن حاجة آرسنال إلى صانع ألعاب وقائد مهاري يعوّض غياب سيسك فابريغاس المُنتقل قبل موسمين، جعلت المدرب المُلقب بالثعلب يبحث عن لاعب بمواصفات كازورلا (28 عاماً).
ولم يُخيّب نجم ملقا السابق مخططات مدربه، بل زاد عليها من بريقه الخاص، ما فاجأ فينغر نفسه، ودفعه للإعتراف أنه منذ زمن لم يرَ لاعباً يستخدم كلتا القدمين بهذه التقنية الرائعة.
ولم يكتفِ كازورلا بالأهداف السبعة التي سجلها للمدفعجية منذ قدومه لندن، بل ترك أثراً على شكل اللعب في الفريق ونجح بتقديم جودة اللاعب الإسباني بأفضل صورة.
إلى جانب كازورلا، يضم آرسنال ميكيل أرتيتا (30 عاماً) الذي يعرف الدوري الإنجليزي جيداً، فقد أمضى 8 مواسم في إيفرتون، وسجل لاعب خط الوسط 4 أهداف من ضربات جزاء التي على ما يبدو ستصبح من تخصصه.
ميتشو جوهرة إسبانيّة اكتُشفت في إنجلترا
يَعرف الدنماركي ميكايل لاودروب مدرب فريق سوانسي الإنجليزي طينة اللاعبين الإسبان جيداً فقد خَبرهم لاعباً ومدرباً وفي عصرين مختلفين.
لذلك لم يحتاج مدرب ريال مايوركا السابق لكثير من التفكير حين استقدم معه من الليغا ميتشو، فالأخير ظهرت موهبته بشكل واضح مع رايو فايكانو الإسباني في أول موسم له في الدرجة الأولى بعدما مثل سيلتا فيغو، وريال أوفيدو ناديه الأم في دوري الدرجة الثانية.
ومنذ قدومه إنجلترا خطف لاعب سوانسي الأضواء من أسماء لها وزنها في الدوري، فتصدّر عليهم لائحة الهدافين بـ13 هدفاً، لعل أغلاهم هدفي الفوز في مرمى آرسنال وهدف التعادل في مرمى مانشستر يونايتد.
وبهذا الرصيد التهديفي العالي تفوّق ميتشو (26 عاماً ) على رموز في الدوري الإنجليزي في السنوات الأخيرة أمثال واين روني (7 أهداف) والأوروغوياني لويس سواريز (11 هدف) والأرجنتينيان سيرجيو أغويرو (6 أهداف) وكارلوس تيفيز (7 أهداف)، حتى الهولندي روبن فان بيرسي لم يستطع تخطي رصيد ميتشو فتشارك معه في صدارة الهدافين.
لاعب سوانسي أصبح تحت أنظار كبار المدربين أبرزهم السير أليكس فيرغسون الذي أشاد به في أكثر من مناسبة، ما جعل مدرب "لا روخا" فيسنتي ديل بوسكي يضمه مؤخراً لزمالة تشافي وإنييستا.
ماتا وتوريس تألق متفاوت
بات تألق خوان ماتا وفيرناندو توريس الذي سبقه بعام إلى تشيلسي أمراً متوقعاً ينتظره عشاق البلوز في كل ظهور لهما، فهاذين اللاعبين وعلى اختلاف أدوارهما ومستواهما، يُعدان من أهم العناصر التي يعتمد عليها أي مدرب يتسلّم زمام الأمور في الفريق اللندني.
مع العلم أن توريس ( 28 عاماً) وفي الأشهر الأولى لانتقاله إلى تشيلسي كان محط انتقادات واسعة جداً بسبب مستواه المتراجع، وحتى مع المدرب الرتغالي آندريه فياش بواش ومن ثم الإيطالي روبيرتو دي ماتيو لم يستعد النينو كامل بريقه، غير أن البعض يرى أن مواطنه رافايل بينتينز يعمل على هذا الأمر وهو ناجح حتى الآن.
وسجل توريس 7 أهداف حتى الآن بزيادة هدف عن مجموع ما أحرزه الموسم الماضي، ومع سعيه الحثيث لبذل المزيد من الجهود في القميص الأزرق، لا يزال كثيرون من النقاد يرون أن موهبة لاعب ليفربول السابق بدأت تنضب منذ سنوات، ولكن أرقام توريس وإنجازاته كأنها تقول إنه إذا كان بأسوأ حالاته هو هدّاف فكيف إذا عاد لتوريس أتلتيكو مدريد 2004 ولا روخا 2008؟.
أما ماتا (24 عاماً) فيثبت من مباراة لأخرى أنه من أفضل صفقات البلوز وهذا الموسم (الثاني له) أحرز 7 أهداف أيضاً في الدوري حتى المرحلة الـ19 متفوق بهدف واحد على مجموع ما سجله في 34 مباراة في البريمر ليغ الموسم المنصرم، ما يدل على زيادة نضجه، وضلوعه بأدوار رئيسة في الفريق.
سيلفا يسعى للأفضل
ولأن فريقه ليس في أفضل أحواله انعكس ذلك على أداء ديفيد سيلفا لاعب مانشستر سيتي الذي لم يسجل أكثر من هدف حتى الآن، بعكس المستوى الثابت الذي يقدمه مع منتخب بلاده خصوصاً في يورو 2012، ويخوض سيلفا حالياً الموسم الثالث له مع سيتي.
دي خيا يتطوّر لكن يعاني من دفاعه
من جانب آخر، يحاول ديفيد دي خيا في موسمه الثاني مع يونايتد أن يصبح واحداً من أعمدة الفريق، وجميع من تابعه لاحظ تطور أداءه بين الخشبات الثلاث، غير أن دفاع الشياطين الحمر وباعتراف السير نفسه مسؤول بشكل كبير عن كمية الأهداف التي دخلت مرمى الفريق، والتي بلغت 28 هدفاً، مع العلم أن دي خيا لعب في 10 مباريات وتلقى 17 هدفاً مقابل 9 مباريات للحارس البديل الدنماركي لأنديرس لينديغارد و11 هدفاً.
ويخوض خوسي مانويل رينا حارس ليفربول موسمه الثامن في الدوري الإنجليزي وقد لعب هذا الموسم 15 مباراة في الدوري حتى الآن تلقى فيهم 22 هدفاً، مقابل أربع أهداف دخلت في أربع مشاركات للحارس البديل في الريدز الآسترالي براد جونيس.
وفي ليفربول ايضاً برز اسم لاعب خط الوسط الشاب سوسو (خيسوس جوكين) البالغ من العمر 19 عاماً ومن المتوقع أن يثبت أقدامه في النادي أكثر إذا ما استمر بالعطاء ذاته.
يذكر أن الدوري الإنجليزي للدرجة الممتازة يضم 29 لاعباً من أصحاب الجنسية الإسبانية، موزعون على الشكل التالي: 5 في ويغان، 4 في كل من ليفربول، وتشيلسي، وسوانسي، وآرسنال، و3 في مانشستر سيتي، ولاعب واحد في كل من مانشستر يونايتد وكوينز بارك رينجرز، ونوريتش سيتي، ونيوكاسل يونايتد.
وبحسب موقع الاتحاد الانجليزي فإن 6 لاعبين من إسبانيا من بين أفضل 22 لاعبا حتى الآن في الدوري وهم: (كازورلا، وماتا، وميتشو، وسيلفا، وتوريس، وأرتيتا).
(الجزيرة الرياضية)