توقعات 2013 : البحث عن أمل في مخيلة العرافين

المدينة نيوز - «تابعوا معنا ابرز توقعات العام الجديد»، «ان كنت ترغب بالحصول على احداث العام المقبل ابعث رسالة على الرقم كذا لتصلك قائمة بابرز الاحداث المتوقعة لعام 2013».
هذه بعض من عبارات جذب الناس واستغلال حب معرفة «الغيب» الذي ينشط السؤال عنه والتعلق بحباله كما مر معنا خلال الايام القليلة الماضية، ولازال البحث جاريا من خلال تصفح مواقع الانترنت لمن فاته حضور حلقات بثت مباشرة على شاشات الفضائيات واثير الاذاعات لمنجمين ادلوا بدلوهم بخصوص توقعات العام الجديد.
كل هذا وأكثر في سبيل وامل الحصول على اجابات لتساؤلات تدور حول العام الجديد وما يحمل من احداث واخبار.
تنامي الاحداث زاد من تعلق الناس
عادة قديمة حديثة، ولكنها نشطت مع تسارع وتيرة الاحداث وتنامي التساؤلات حول الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ذات العلاقة المباشرة بحياة الناس.
هكذا بدأ الاربعيني نصار حوراني، موظف قطاع خاص، حديثه حول انتظار الناس لسماع هذه التوقعات والبحث عنها مع نهاية عام ومطلع اخر.
وزاد «اعرف كثيرين يتسمرون امام شاشات التلفاز ابان عرض هذه التوقعات على لسان من اشتهروا بتقديم مثل هذه الامور، سيما ان العديد من الفضائيات باتت تخصص برنامجا في ليلة الذروة، اي ليلة وداع العام الماضي واستقبال العام الجديد، يتحدث فيها احد المنجمين عن احداث متوقعة في الايام المقبلة».
واضاف «اللافت ان هذه البرامج تستقطب عددا لا بأس به من الناس، والملفت أكثر هو ان محتوى هذه البرامج يصبح فيما بعد حديث الناس ومدار جدالهم ونقاشهم».
ومن وجهة نظره يرى ان «الخطورة تكمن في ان يصبح البعض مؤمنا ان هذه الاحداث ستقع لا محالة، سيما ان بعض البرامج تثبت صحة ما يقال من خلال الاستشهاد بحلقات سابقة تزامنت معها احداث تم الحديث عنها وتوقعها».
اقبال على شراء الكتب
في حديث مع صاحب مكتبة قال نضال سامي ان بداية العام عموما فترة ينشط فيها الطلب والسؤال عن كتب الابراج وتوقعات العام الجديد.
وبين سامي ان البحث على الانترنت لربما قلل من بيع الكتب من هذه النوعية، الا ان البعض وبحسب اطلاعه يشتري الكتب لتبقى المعلومة لديه في كل لحظة. وزاد ان اسماء معينة لكتاب ومنجمين في هذا الاطار هي الاكثر طلبا، موضحا ان عرض هؤلاء على شاشات معروفة يزيد من طلب الناس على منجمهم .
الخوف من المجهول
الى ذلك قالت الاربعينية انصاف ماجد انها لا تبالي بمثل هذه التوقعات، واعتبرت ان البعض يستغل تعلق الناس بحب معرفة الغيب للكسب.
وزادت انها تؤمن ان الغيب بيد الله وحده قائلة» أؤمن بــ «كذب المنجمون ولو صدقوا» ، لذلك لا أعتقد إطلاقا بصدق كلام الأبراج وتوقعات هؤلاء الافراد ، مهما تعددت الآراء».
وختمت بالقول «إن تهافت البعض على شراء كتب الابراج والتوقعات والاصغاء الى محتواها وكلام من يدعون معرفة الغيب، هو تجسيد لخوف الإنسان الدائم من المجهول، وسعيه لاشباع فضوله بما يتنافى مع اصول وقواعد الايمان والتسليم».
حلقة الذروة، وطمأنة النفس
وعلى صعيد مغاير اوضح العشريني طارق ابو العز، انه يتابع هذه التوقعات من باب الفضول وحب المعرفة مبينا انه كغيره لا يمانع مشاهدة عرض لاحد هؤلاء الذين يحظون بأعلى نسبة من المشاهدة ليلة عرض توقعاته». وصنف نفسه على انه واحد من الناس الكثر الذين يتسمرون أمام الشاشات لمعرفة طالعهم في السنة الجديدة وما تخبئ لهم من حوادث». وزاد انه «لا يكتفي بمصدر واحد بل يتنقل من محطة الى أخرى ، لربما بحثا عن مزيد من طمأنة النفس».بحسب قوله.
خطورة على الاطفال وضعاف النفوس
الباحثة الاجتماعية غيداء حسونة اوضحت في معرض تعليقها اجتماعيا على موضوع تعلق الناس بهذه التوقعات بأن الخطر يكمن بعد ان يفرغ المنجم ما في جعبته من توقعات للأيام المقبلة. وترى حسونة ان الخطورة هي بسبب المحتوى الذي تمتد صلاحياته على مدار عام كامل في الانتظار والترقب وحتى ربط الاحداث بما قيل في هذه الليلة من التوقع. وعن جردة حساب العام الماضي وربط احداثه بتوقعات سابقة، قالت انها من الوسائل التي تزيد جذب اهتمام وتصديق المشاهد، بحيث يميل هؤلاء الى كسب مصداقية، وتبرير اختيارها لهذا او تلك من المنجمين.
تجربة مع الاطفال
ومن هذا المنطلق تمنع ربة المنزل ساجدة منصور اطفالها من مشاهدة بث هكذا توقعات مبينة ان العام الماضي عاشت تجربة خوف مع ابنتها البالغة من العمر 11 عاما. وتروي في التفاصيل ان الفتاة سمعت احد المنجمين يقول بتعرض الاردن لهزة ارضية عنيفة؛ ما ولد لدى الطفلة خوفا وترقبا رغم محاولة الاهل طمأنتها بأن الامر برمته يعد تدليسا لا يمت بصلة إلى علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وان التصديق به حرام، ويتعارض مع الدين وتعاليمه. وتمنت منصور ان يصار الى منع عرض مثل هذه البرامج على المحطات التلفزيوينة لما تشكله من تهديد نفسي ينال من بعض ضعاف النفوس وقليلي الايمان والثقافة، وحتى الصغار . وختمت منصور وجهة نظرها بخصوص اقبال البعض على قراءة ومتابعة هذه التوقعات بان الأمر يعتمد على قوة الإيمان بالله وعلم الغيب ، مؤكدة انه من الناحية الأسرية والاجتماعية والدينية، يتطلب توعية وجرعات إيمانية؛ حتى لا يقع من يتداولها في التهلكة. " الدستور "