صواني طعام والواح زينكو طرق مبتكرة لتزلج اطفال على الجليد

المدينة نيوز– اخلاص القاضي - اعتلى الطفل بهاء البالغ من العمر عشرة اعوام ( صينية طعام ) بغية التزلج المفترض على الجليد على طريقته الخاصة محاولا تقليد ما يراه عبر شاشات التلفزة لمتزلجين محترفين غير مقدر لاذى محتمل قد ينجم عن ارتطام زلاجته بجسم حاد .
بهاء ليس وحده من فعل ذلك بل هو نموذج لاطفال ابتدعوا طرقا مختلفة للعب بالثلج , حيث استخدموا لما يظنونه تزلجا الواحا من ( الزينكو ) وصواني طعام واخرى مخصصة لفرن الغاز.
كما حاول اطفال اتقاء البرد القارس اثناء لعبهم بالثلج بواسطة لف ايديهم وارجلهم باكياس بلاستيكية وهم يرتدون بطبيعة الحال ملابس غير مخصصة للعب به ولا تمنع تسرب المياه الباردة الى اجسادهم الغضة .
هؤلاء الاطفال وغيرهم من اطفال المملكة ممن تغمرهم الفرحة برؤية الزائر الابيض الذي يغيب لسنوات , كانوا في اي وقت عرضة للاذى البدني لغياب ثقافة التزود بادوات مخصصة للتعامل مع الثلج بحكم قلة تساقطه على المملكة نسبيا , ولارتفاع تكاليفها ان وجدت , وفقا لما قاله عدد من المعنيين.
تقول العشرينية نادين انها منعت طفليها من اللعب بالثلج بسبب خشونة البعض اثناء اللعب به , حيث يضعون احجارا وسط كرة الثلج التي يريدون قذفها على اللاعبين , كما يقوم اخرون بدفع الاشخاص بطريقة مؤذية , معلقة : فضلت الاستمتاع برؤية الثلج انا وصغاري عبر رؤيته من النافذة .
واستمتع صبية باستخدام الواح من الزينكو بغية التزحلق عليها غير مكترثين او مقدرين لاذى محتمل قد تسببه حدة حوافها .
عميد كلية التربية الرياضية في الجامعة الاردنية الدكتور وليد رحاحلة يقول ان المواطنين يفتقدون للادوات الرياضية المخصصة للتعامل مع الثلج واللعب به بسبب غياب مواسم تساقط الثلوج نسبيا ما يعرضهم لاذى محتمل لافتا الى ان بعض طلبة التربية الرياضية اصيبوا بكسور وكدمات اثناء لعبهم به في محيط منازلهم في اشارة الى عدم التهيؤ المسبق لذلك.
ونفتقد ايضا للمساحات الكبيرة الخالية والآمنة المخصصة للعب بالثلج كما يوضح , مشيرا الى ان الخطورة تزداد بسبب طبيعة المملكة الجغرافية بين مرتفعات ومنخفضات , وما يمكن ان تحتويه المسطحات من بقايا علب زجاجية او اي اجسام حادة .
ويبين ان الاطفال الذين يلعبون بالثلج لا يشعرون باي الم اذا تعرضوا لجروح او كدمات الا بعد حين وذلك بسبب تجمد الدماء في العروق , ما يفسر شعورهم بالالم بعد مضي بعض من الوقت .
وفي سياق ذي صلة ينوه الى انه وفي فترة الثلج حتى الرياضيين المحترفين يتأثرون بلياقتهم البدنية حين يمتنعون عن ممارسة التمرينات الروتينية اليومية بسبب عدم وجود صالات مغلقة مجهزة لذلك , ما يعرضهم للخمول خاصة اذا كانوا ينتظرون بطولة ما الامر الذي يقلل الى حد بعيد من لياقتهم البدنية .
وعن غياب الادوات اللازمة للتعامل مع الثلج للمواطنين ينصح الدكتور رحاحلة بارتداء الملابس الصوفية من الداخل والجلدية من الخارج , وعدم اللعب لساعات طويلة بالثلج , وعدم التعرض مباشرة لمصدر حراري , وشرب الكثير من السوائل الساخنة منعا لحدوث اي نزلات برد او امراض الانفلونزا .
وينصح الاطفال اثناء اللعب بالثلج خاصة اذا اجتاحت المملكة موجة جديدة من تساقط الثلوج باختيار المناطق الاكثر سماكة بالثلج لانها تقلل الاصابات , لان "سماكة الثلج تحد من الارتطام بسطح الارض الذي قد يحتوي على مواد حادة " , ولا سيما وانهم غير مجهزين بالادوات اللازمة لافتا الى التكاليف الباهظة لادوات التعامل مع الثلج ان وجدت .
ويؤكد صاحب احد محال الادوات الرياضية على ما ذهب اليه الدكتور رحاحلة حول توفر ادوات مخصصة للعب بالثلج مشيرا الى انه لا يستوردها لغلاء ثمنها ولندرة الطلب عليها .
من جانبه يقول المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين محادين اننا لم نعتد على التعامل مع الثلج بسبب الطبيعة الصحراوية الساكنة في العقل الباطن , وان ثقافة الفرح المرتبطة بتساقط الثلوج نادرة , خاصة ان اللعب بالثلج يعقبه الم وغصة , اذا اصيب احدهم او مرض جراء ذلك .
ويؤكد ان ضعف الادوات بل وندرتها جعل من الاطفال مخترعين ومبدعين في اجتراح الحلول الانية للعب مثل صينية الطعام كناية عن ادوات التزلج المخصصة لذلك اضافة الى اكياس بلاستيكية كناية عن القفازات المصممة للثلج .
ويذهب المتخصص في علم النفس الارشادي الدكتور نايف الطعاني الى ان ثقافة اللعب بالثلج طارئة قياسا الى اللعب التقليدي الذي اعتاد عليه الاطفال تاريخيا مثل ( الحجلة ) او ( الجلول ) او ( الطماية ) وغيرها من الالعاب الشعبية , وهي جميعها تحتاج الى ادوات بسيطة غير مكلفة .
ويزيد : بيد ان الادوات المخصصة للعب بالثلج باهظة الثمن وربما غير متوفرة في الاسواق الشعبية , ما يحفز الاطفال على ابتداع طرق مختلفة يكيفون بها اوضاعهم بشكل لحظي وسط فرح عارم بالزائر الابيض , فلا يفكرون كثيرا بالالحاح على ذويهم من اجل شراء ادوات مخصصة للعب بالثلج .
ويقول ان اللعب بالثلج في ثقافتنا غير موجه او ليس له اسس , الامر الذي يوسع خيال المواطنين لاجتراح وسائل للعب به كل واحد على طريقته الخاصة , ولا شيء ممنوع في هذا السياق الا الابتعاد عن مكامن الاذى واللعب الخشن او العدواني .
( بترا )