انشقاقات في صفوف الجيش العراقي بالمناطق السنّية
المدينة نيوز - كشفت مصادر برلمانية عراقية عن تلقي المبعوث الأممي مارتن كوبلر إشارات ايجابية من اطراف سياسية للتدخل في حل المشاكل بين بغداد واربيل من جهة وايجاد قواسم مشتركة للانتهاء مما وصفته المصادر بـ«حلول دستورية» لمطالب المتظاهرين خلال جولته على عدد من المحافظات العراقية، حيث وصل امس الى محافظة كركوك قادماً من محافظة الأنبار التي التقى فيها رجل الدين البارز عبدالملك السعدي، بعد أن التقى في بغداد رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي. وجدد كوبلر خلال اللقاء، قلق الأمم المتحدة «البالغ» من الأزمة التي يمر بها العراق، وأكد ان المؤسسة الأممية «لا ترى نوايا حقيقية لتجاوز المشاكل»، في حين أعرب النجيفي عن قلقه من انحراف جزء من السلطة القضائية في العراق وتزايد حالات التعذيب في السجون. ونقل مكتب رئيس البرلمان في بيان تأكيد كوبلر ان « الأمم المتحدة ترى عدم وجود نوايا حقيقية لتجاوز المشاكل التي تمر بها البلاد»، داعياً الى ضرورة «ايجاد معالجات جدية للخروج من كل هذه الأزمات من خلال اللجوء الى الحوار العاجل بين جميع الكتل السياسية».
واعتبر رجل الدين العراقي عبدالملك السعدي، ان الخروج للتظاهرات والمشاركة بها «فرض عين» على كل عراقي، في وقت عزت القائمة العراقية عدم حضورها الملتقى الوطني الى وجود أطراف داخل التحالف الوطني «غير جادة» في التعاطي بايجابية مع مطالب المتظاهرين.
وقال نجل السعدي والمتحدث باسمه أحمد عبدالملك السعدي في حديث صحافي إن «الشيخ عبدالملك السعدي وجه باستمرار التظاهر على أن يكون شعار الوحدة والتآخي والمحبة بين العراقيين بمختلف أطيافهم الكريمة عنواناً لها»، موضحاً ان «السعدي أكد على ان الخروج للتظاهرات فرض عين على كل عراقي قادر على ذلك لرفع الظلم والحيف عن جميع العراقيين».
إلى ذلك، بدأت أولى مظاهر تفكك الجيش العراقي الجديد الذي اشرفت القوات الأمريكية على تشكيله وتنظيمه وتدريبه وفق المعايير الغربية وفي سياق قيم وتقاليد الجيوش في الدول الديموقراطية، فلقد كشفت مصادرمطلعة في اتصال هاتفي مع (الوطن) من بغداد عن فرار وانشقاق أكثر من 150 ضابطاً وجندياً عراقياً في غضون شهر.
ووفقاً للمصادر نفسها فإن «الوحدات العسكرية المنتشرة ضمن قيادات العمليات العاملة في مناطق الأنبار وصلاح الدين وكركوك ونينوى وديالى سجلت هروب واستقالة أكثر من 150 ضابطاً وجندياً من المؤسسة العسكرية على خلفية اتساع الاحتجاجات في تلك المناطق ضد حكومة نوري المالكي».
ولاحظت المصادر أن «القيادات العسكرية تتكتم على انباء انشقاق الضباط والجنود العراقيين بناء على تعليمات صارمة من مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي».
وربطت المصادر تصاعد حالات الهروب والاستقالة في صفوف القوات العسكرية والأمنية العراقية برفض العديد من الضباط والجنود تنفيذ أوامر عليا باستخدام اساليب ملتوية وخفية لقمع المحتجين والتضييق عليهم لخشيتهم من أن يتعرضوا الى عنف مقابل من عشائرهم ومجتمعاتهم».
الوطن الكويتيه
