رجال يكرهون "الفيس بوك" ونساء يشتكين "الواتس أب"
المدينة نيوز - التكنولوجيا وسوء استخدامها متهمة في إحداث فجوة بين الأزواج؛ هذا ما خرجنا به بعد استطلاع لاراء و»شكاوى» العديد من المتزوجين الذين اجمعوا على أمر واحد وهو ان سوء الاستخدام او الإفراط بالاستخدام، هو سبب من اسباب الصراع الذي اعترف بوجوده على الاقل من أجابوا عن الاستطلاع التالي.
الاستقرار الأسري الأهم
بداية الامر قالت «لانا» متزوجة وام لطفلين: انه يجب الا نلقي اللوم على النت او التلفاز او حتى تطبيقات الموبايل. وتزيد «في القدم، كان اللوم يقع على عاتق الزوجة لانشغالها بشؤون البيت والأبناء من جهة، ومن جهة اخرى كان عمل الزوج وتعبه فيه، سببا اخر في اسباب النزاع والصراع بين الزوجين».
«واليوم «تضيف لانا « أسهم دخول ادوات التكنولوجيا الحديثة من هواتف ونت وتطبيقات خيالية على هذه الاجهزة،في احداث تغيير واضح في العلاقات الاجتماعية عموما والاسرية على وجه الخصوص».
وتقول «برأيي ان سوء الاستخدام هو المتهم الرئيس وليس التكنولوجيا التي اريد بها التطور والتقدم واختصار الوقت والجهد، فعندما يذهب الزوج عن زوجته وابنائه للجلوس ساعات امام جهاز الحاسوب،بهدف التسلية وتمضية الوقت ، يكون بذلك يستخدم سلاحا حضاريا بطريقة خاطئة». وترى الثلاثينية ماري جبران، ان زيادة حالات عدم الاستقرار الاسري لربما تزايدت مع ارتفاع وتيرة استهلاك الناس لوسائل الاتصال الحديثة من هواتف وخلويات وبرامج تواصل واطلاع. وتضيف «إذا كانت هناك مشكلات، فيجب حلها، اولا بأول سواء أكانت ناتجة عن انشغال احد الاطراف بأمور اخرى، ام بسبب قصور
معين من احد الازواج، فقيمنا وعاداتنا تهدف في أساسها إلى تحقيق الاستقرار الأسري».
مجتمع إلكتروني أم أسرة سعيدة؟
«هروب» بهذه الكلمة وصف الزوج الذي اثر عدم ذكر اسمه انشغاله عن اسرته والتفافه اكثر نحو مجتمع الكتروني افتراضي. الزوج اوضح ان زوجته لا تشاطره اهتمامته، وليس اقلها شغفه بمشاهدة برامج تلفزيزنية معينة، وحتى حب السهر؛ الامر الذي ادى ان يكون جلوسهما معا امرا لا ينجم عنه اي انسجام. ويزيد هي تحب النوم باكرا، لذا اسهر بصحبة جهاز الحاسوب وجولات على المواقع الاخبارية واتواصل مع اصدقاء واقارب على الفيسبوك كنوع من التسلية» او قد ألجأ للتواصل مع اصدقائي ع الوات أب» عبر موبايلي.
وعن موقف الزوجة من هكذا وضع، قال: إن الامر لا يعجبها ، ولكنها لم تقدم بدائل له، رغم نقاش حدث بينهما، موضحا انه لا يسيء استخدام هذه الوسيلة فيما يعرض حياته الزوجية للخطر، ولكنه يتسلى بحسب تعبيره».
سوء الاستخدام وليس التكنولوجيا
اميرة توتنجي قالت بضرورة الاعتدال والتوازن لانها الأصل في العلاقات السليمة الطيبة، موضحة في الوقت ذاته ضرورة الأخذ بالجانب الإيجابي في عالم التكنولوجيا. وتقول: «هذه الادوات من نت وهواتف ذكية وحتى التلفاز، جميعها اسلحة ذات حدين، ويبقى الاعتماد على شخصية الإنسان فيما يفعل».
التكنولوجيا ارادت التواصل والبعض اختار الانفصال
العشريني اشرف القيسي، قال: انه في بعض الاحيان تكون هذه الامور سبب في توتر العلاقة الزوجية بين الزوجين، وتتفاقم المشاكل عند البعض ، من وجهة نظره عندما ينسى احد الاطراف واجباته حياله الطرف الثاني.
«المشكله في الاستخدام وليس بالتكنولوجيا» وبهذا اردف القيسي مضيفا «هي تخدمنا وتنفعنا ولا تضرنا . لكن استعمالات خاطئة ولربما بوقت غير منطقي، هو ما يشعر الطرف الغير مستعمل بالاستياء».
وارجح القيسي تعلق بعض الازواج بهذه التقنيات لدرجة تبعدهم عن الشريك على انها بالاساس هروب من الواقع الذي يعيشه من يهرب.
رائد زوج شاطرنا معاناته مع وضع مماثل اذ قال: «عانيت وما زلت، ولكن لم يعد الحديث في هكذا وضع يجدي نفعا «.
ويزيد» زوجتي مدمنة للإنترنت، فبمجرد سكونها من العمل داخل المنزل لا تترك جهاز الحاسوب الا للضرورة القصوى؛ ما اوجد فجوة واضحة بينها وبين جميع افراد الاسرة».
وتابع «هي من عشاق المواقع التجميلية وتسهم بالتعليقات على ما ينشر فيها ، وكذلك هي على تواصل مع كثير من صدقاتها عبر الفيسبوك، حتى اننا اصبحنا نغار من تواصلها معهم وانعدام هذا التواصل بيننا كأفراد اسرة نعيش تحت سقف واحد».
زواجات يعانين ويلات «الواتس اب»
«الواتس اب «هو تطبيق تراسل فوري، محتكر، ومتعدد المنصات للهواتف الذكية. ويمكن بالإضافة إلى الرسائل الأساسية للمستخدمين، إرسال الصور، الرسائل الصوتية، الفيديو والوسائط.
الزوجة «ام عبد الرحمن» ابدت انزعاجها من هوس زوجها بهذا التطبيق سيما انه وصفته بــ»الهوس المبالغ فيه» ، فهو تلجأ الى تصوير كل شيء من أطعمة وملبوسات ومشتريات لتبادلها مع المسجلين على قائمته من اصدقاء في التو واللحظة، بحسب تعبيرها». وبرأي «لارا منيف» فان التكنولوجيا هي السبب، بما تقدمه من مغريات متجددة على نقيض الواقع المعيش «الرتيب» اليومي للازواج. وتؤكد ان «البعض يلجأ الى هذه الوسائل ويدمن عليها أحيانا، هروبا من الواقع الأسري الغير مستقر او حتى الممل».
دور سلبي
من جانبه قال استاذ علم الاجتماع حسين خزاعي: إن التكنولوجيا بشكل عام لعبت دورا سلبيا، نتيجة لسوء ادارة واستخدام من قبل البعض والى حد ما، في تغيير نمط العلاقات الاجتماعية ككل.
ونوه ان التعميم خاطىء سيما ان هناك نمطا آخر من الازواج لا يسيء استخدام التكنولوجيا وادواتها ، فمثلا عندما يجلس البعض أمام الشاشة،بهدف المعرفة ولأغراض مهنية، تختلف الصورة.
ولكنه حذر ان يكون هذا الجلوس او التعاطي مع النت او الهاتف بدافع الهروب من حل مشاكل او مواجهة الشريك او حتى التواصل الفعلي وليس الافتراضي مع من هم حوله؛ ليصبح الامر على حساب حاجات الأسرة النفسية والاجتماعية والإنسانية.
حياتنا شهدت نقلة نوعية
وبين خزاعي ان الايام التي كانت تجتمع فيها الأسرة حول جهاز «التلفزيون» الوحيد في البيت، قد ولت، مشيرا الى ان البعض قد بات يتناول طعامه وحده، في اشارة الى العزلة التي باتت تغلف حياة الافراد مؤكدا في الوقت ذاته انه لا غنى عن استخدام «الكمبيوتر» و»الإنترنت»، والهاتف ولكن المطلوب من الأسرة والأفراد وضع إستراتيجية للتعامل مع هذه الأدوات. " الدستور "
