إضراب عام يشل تونس واستعداد لجنازة شكري بلعيد

المدينة نيوز - شل إضراب عامل، الجمعة، كافة القطاعات في تونس، فيما بدأت الاستعدادات للجنازة الوطنية التي ستقام للمعارض اليساري شكري بلعيد الذي اغتيل، الأربعاء الماضي، وسط تونس العاصمة.
وأغلقت المؤسسات الحكومية والمحلات التجارية والخدماتية أبوابها، كما توقفت حركة النقل البري والحديدي والبحري، وذلك استجابة لقرار اتخذه الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية تونسية) بتنفيذ إضراب عام وطني عام حدادا على مقتل بلعيد.
وبدت شوارع تونس خالية باستثناء عدد قليل من السيارات، التي تؤمن نقل العمال في بعض القطاعات المستثناة من هذا الإضراب مثل المخابز، والصيدليات وأقسام الطوارئ بالمستشفيات.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل دعا، أمس الخميس، إلى إضراب عام اليوم الجمعة في كافة أنحاء البلاد، وحمّل الحكومة التونسية مسؤولية تفشّي ظاهرة العنف السياسي والاجتماعي في تونس.
واغتيل شكري بلعيد المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، والقيادي في التحالف اليساري الجبهة الشعبية، صباح يوم الأربعاء، برصاص مجهولين أمام منزله وسط تونس، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في تونس منذ ستينات القرن الماضي.
وسيتم اليوم تأبين شكري بلعيد في جنازة وطنية رسمية بحضور قادة الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية ومكونات المجتمع المدني تحت حماية الجيش التونسي.
وتخشى السلطات الأمنية اندلاع أعمال عنف على هامش هذه الجنازة، حيث نشرت تعزيزات أمنية لافتة وسط تونس العاصمة وبقية المدن، فيما توالت الدعوات إلى الحفاظ على الطابع السلمي والمدني لهذه الجنازة والإضراب العام.
وكانت تونس العاصمة وغالبية المدن في جنوب وشرق غرب وشمال البلاد شهدت، أمس الخميس، مظاهرات واحتجاجات تخللتها أعمال عنف ومواجهات مع قوات الأمن تواصلت لساعات متأخرة من ليلة الخميس -الجمعة.
وتم خلال هذه المواجهات حرق وتخريب مراكز أمنية مقرات لحركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد، وسط انفلات أمني خطير وصل إلى حد انسحاب قوات الأمن من بعض المدن.
ودفعت هذه التطورات الخطيرة الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات الأهلية إلى إصدار بيانات دعت فيها إلى إنجاح الجنازة الوطنية لشكري بلعيد، والإضراب العام، من خلال الالتزام بالطابع السلمي والمدني للاحتجاجات، كما حذرت من الانزلاق نحو العنف.(بوابة الشروق)