المعهد الملكي للدراسات الدينية يبدأ بتنفيذ مشروع نشر رسالة عمان

المدينة نيوز- يبدأ المعهد الملكي للدراسات الدينية بتنفيذ مشروع نشر رسالة عمان وترويجها في داخل المملكة وخارجها إعتبارا من الثلاثاء القادم بالتعاون مع وزارتي الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والتخطيط والتعاون الدولي وبدعم من الاتحاد الاوروبي.
وبين رئيس المعهد الدكتور كامل أبوجابر ، انه سيتم عقد أول ورشة في هذا الاطار يوم الثلاثاء المقبل، في مادبا، كما سيتم عقد العديد من الورش المشابهة الأخرى في بعض العواصم العربية والاوربية خلال فترة المشروع ومدتها سنتان.
وقال ابو جابر إنه سيتم تعميم هذه الورش على المحافظات الأخرى، حيث تتضمن محاورها وموضوعاتها مفاهيم العيش الاسلامي المسيحي المشترك في الاردن والنظرة المسيحية للوئام بين الاديان وتاريخ العلاقة بين المسلمين والمسيحيين عبر العصور.
وأشار ان المعهد الذي عام 1994 ويرأس مجلس امنائه سمو الامير سمو الحسن بن طلال يهدف الى مخاطبة الانسان العربي والمسلم والعالم الغربي بلغة الحوار والاعتدال والوسطية وقبول الآخر، لافتا الى رسالة عمان الى أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني لاسماع صوت العقل والمنطق ونقل الصورة الحقيقية الناصعة للاسلام.
وقال انه تم خلال عهد جلالة الملك عبدالله الثاني اطلاق مبادرة كلمة سواء واسبوع الوئام بين الاديان الذي تبنته الجمعية العامة للامم المتحدة في عام 2010 والتي تهدف في مجملها إلى تغليب صوت العقل والمنطق والاعتدال وقبول الآخر وفتح باب الاجتهاد، مشيرا بهذا الشأن الى دستور المدينة المنورة الذي وضعه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عند قدومه اليها والذي خاطب الاقليات بلغة القبول والتعايش والتفاهم المشترك.
وأشار أبو جابر في هذا الاطار الى قوله تعالى (لا إكراه في الدين) وقوله (لكم دينكم ولي دين).
وحول خطة المعهد الملكي للمرحلة المقبلة بين أبوجابر انه سيتم اطلاق برنامج الماجستير للدراسات الدينية بالتعاون مع جامعة اليرموك إعتبارا من العام الدراسي المقبل، مشيرا انه سيتم توقيع اتفاقية ارتباط أكاديمي مع الجامعة لهذه الغاية يوم الاربعاء المقبل بحضور سمو الامير الحسن في جامعة اليرموك.
وتابع "كما سيتم توزيع نسخ من رسالة عمان على المشاركين في الورش التي سيعقدها المعهد حول رسالة عمان وتسليط الاضواء على المحاور الرئيسة التي تضمنتها خاصة ما يتعلق بمفاهيم الاعتدال والوسطية والتسامح وقبول الآخر"، لافتا إلى ان قائمة المشاركين في هذه الورش تتضمن الوعاظ والواعظات والتربويين وممثلي دائرة الافتاء العام والمؤسسات الاهلية، حيث سيتم التركيز على عدة محاور وقضايا أهمها الحاكمية الرشيدة وحقوق الانسان والحريات الاساسية إضافة الى تحديد الاسباب الرئيسية للارهاب والعنف وتأسيس أرضية مشتركة للحوار والتفاهم والتعايش وقبول التنوع الفكري والثقافي والحضاري.
ولفت أبوجابر إلى ان بدء تنفيذ المشروع وعقد الورش يتزامن مع الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان الذي انطلق في عمان الاسبوع الماضي.
وقال "كما يهدف المشروع الى تعزيز الدور الانساني والحضاري للاسلام من خلال نشر ثقافة الحوار بين الاديان والثقافات الاخرى وايجاد منابر فكرية لتبادل الآراء بين المجتمعات المستهدفة من مختلف الثقافات والاديان، لافتا الى انه تنامت في السنوات الاخيرة بعض التصورات المغلوطة عن المسلمين عموما ومسلمي أوروبا على وجه الخصوص، ويكمن التحدي في اوروبا في طرح صورة اكثر احتراما وتسامحا مع الاسلام في محاولة للحد من المشاعر المعادية للاسلام لدى بعض المجتمعات الاوروبية وبالتالي فان هناك حاجة ملحة لتعزيز الوعي لدى هذه المجتمعات حول الاسلام واعتداله ووسطيته وتسامحه كما تضمنته رسالة عمان".
وبين انه سيتم خلال فترة تنفيذ المشروع تطوير وتأسيس خطاب متعدد المستويات يعالج ابعادا متعددة من أشكال الاختلاف الديني بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغير المسلمين من جهة.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد أطلق رسالة عمان في ليلة القدر المباركة من عام 1425 هجرية الموافق التاسع من تشرين الثاني 2004 ميلادية، بهدف نشر الصورة الناصعة والمشرقة لديننا الاسلامي الحنيف وخاصة فيما يتعلق بمفاهيم وقيم الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش المشترك من غير إفراط ولا تفريط وازالة الصورة النمطية المغلوطة عنه في بعض الدوائر الغربية.
(بترا)