حزب الله يحشد 11200 مقاتل لإكمال احتلال قرى " القصير " في حمص ( صور )

المدينة نيوز - قدم محلل عسكري أردني تحليلا أمنيا مفصلا لعمليات حزب الله داخل الأراضي السورية، خاصة في قرى القصير السنيّة.
وقال هشام خريسات في حديث خاص لـ " جي بي سي ": أن اصرار حزب الله على بسط سيطرته على هذه القرى السنية لفت نظر اسرائيل إلى أن شيئا ما يحدث، الامر الذي جعل اسرائيل تتحرك استخباريا وتتجهز للتعامل مع أي سيناريو.
لم ينف حزب الله الأنباء التي تحدثت عن مقتل وجرح عدد من عناصره داخل مناطق سورية أكد الجيش الحر أنهم سقطوا بعد محاولة فاشلة للسيطرة على مناطق في مدينة القصير، بدعم طيران النظام السوري.
ويرى خريسات، أن حزب الله يأمل من خلال تأمين موطئ قدم له في ريف دمشق أن يخفف الضغط على النظام المنهار معنويا في عقر داره في العاصمة ، فقد وصلت " هاونات " الثورة لقصر تشرين الثلاثاء .
ويضيف،: "حزب الله فقد دماغه عندما قرر اجتياح مناطق سنية داخل سوريا أوت أكثر من 630 ألف لبناني بحرب تموز التي كانت حرب حزب الله بالأساس مع إسرائيل".
وبحسب التقديرات فإن حزب الله جهز 1200 مقاتل لا أكثر وأسند لهم مهمة احتلال قرى القصير، مع العلم أن مجمل أعداد مقاتلي حزب الله الذي يقاتلون دعما للنظام السوري يبلغ 15 الفا.
ولأن إسرائيل تراقب الحدود عن كثب وترصد كل حركة، لم يستطع مقاتلو حزب الله أن يدخلوا سوريا بأسلحة تمكنهم من إحراز أي نصر على قوات المعارضة السورية التي يقدر عدد مقاتليها بأكثر من 250 الف مقاتل.
لذلك فإن سيطرة حزب الله على هذه القرى الحدودية جاءت أيضا من أجل تامين القرى لإدخال الأسلحة والوقود التي يحتاجها النظام السوري ويعاني من شحها في الفترة الأخيرة.
ويتابع خريسات :" قادة المعارضة المسلحة ليسوا نياما ولا يمكن استغفالهم، فقد أكد الناطق الاعلامي باسم الجيش السوري الحر، في حديث تلفزيوني إن عناصر حزب الله، الذين يتخطى عددهم الألف عنصر، يتمركزون حاليًا في قرى العقربية والغسانية والصفصافة السورية بمنطقة القصير في محافظة حمص.
وأضاف: "حزب الله يعدّ لاجتياح منطقة القصير، وصلتنا معطيات تفيد بأنّه يحشد زهاء 10 آلاف مقاتل لهذه المهمة"، ليصبح العدد المخصص لهذه المهمة أكثر من 11200 مقاتل ، لاجتياح القرى ( قرى القصير البالغ عددها 12 قرية ) وتسبقهم راجمات الصواريخ من قبل النظام السوري".
عمق إستراتيجي
ويأتي دور حزب الله داخل المناطق السورية ترجمة مباشرة للدور الإيراني ومن باب الاحتفاظ بالتواجد الإيراني في سوريا، لأن خسارة الحليف الإستراتيجي " الأسد " تعني انهيار 30 عاما من البناء، بعد ما أكد مسؤولون ايرانيون في مقدمهم الرئيس أحمدي نجاد أن سوريا هي المحافظة 35 من إيران.
ولأجل ذلك، سيطر حزب الله على ثماني قرى حدودية في ريف حمص في إطار مساهمته إلى جانب النظام في تنفيذ خطة لاستعادة المنطقة، أو إبعادها عن أيدي الثوار في سوريا.
والواضح أن حزب الله يعزز وجوده في منطقة " الهرمل" وبدأت تعزيزات الحزب العسكرية تجاه هذه المنطقة بعد خطاب نصر الله الأخير والذي وُصف بالخائف والمحاصر والمرتبك .
والمشكلة الجوهرية التي ستفاجئ حزب الله وإيران، أنهما لا تدركان أن النظام السوري استخدم صواريخ سكود والطائرات والدبابات وكل ما يملك من أسلحة ثقيلة وسبقها فشل 17 فرقة عسكرية تابعة لقواته من أجل السيطرة على هذه المناطق.
ويرى خريسات أن حزب الله بات عاجزا تماما عن تهريب الأسلحة من النظام السوري وإيران إلى بيروت بسبب ان هذه القرى تابعة للجيش الحر وتسيطر عليها اشرس كتائب الجيش الحر(( كتيبة الخضراء" و "جبهة النصرة" وبعض أنصار " كتائب الفاروق".
إضافة لما تقدم، يدرك حزب الله أن اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تراقب الحدود والتهريب عبر طريق دمشق بيروت ولا امل بالتهريب وقام الموساد باغتيال حسن الشاطري جنرال الجيش الإيراني داخل سوريا.
ويتوقع الخبير العسكري الأردني هشام خريسات أن هذا الجيب ( قرى القصير ) والذي تم احتلال جزء منه ويسعى حزب الله إلى احتلاله بالكامل ليس سوى إزعاج واحتلال " إعلامي " يهدف إلى رفع معنويات الجيش النظامي المنهارة وتخفيف الضغط عن دمشق وأحيائها ، مع التذكير بأن الذي يقود قوات حزب الله هم الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس ، وأضاف : إنها مسألة أيام حتى يستطيع الجيش الحر استعادة هذه القرى ، مع العلم أن هذه القرى لا تشكل أي خسارة استراتيجية للجيش الحر وليست ذات قيمة تعبوية تذكر .
وبالمحصلة، يدرك حزب الله أن ساعة الصفر اقتربت بالنسبة لهجوم اسرائيلي بات أمره محسوما، بعد أن تأكدت إسرائيل من صلة حزب الله بتفجير حافلة في بلغاريا مؤخرا أودت بحياة خمسة إسرائيليين ، وهو ما يمنع حزب الله من زيادة أعداد مقاتليه داخل سوريا أو نقل الأسلحة الثقيلة معه إلى الداخل السوري . ( المصدر : خاص بـ جي بي سي ) .
وتاليا قراءة عسكرية بالخرائط للمعارك الدائرة في مدينة " القصير "