جبهة النصرة : كتائب انتحارية ضاربة وضارية ( الحلقة الأخيرة )

المدينة نيوز - نشرت  جي بي سي نيوز تحليلا عسكريا عن نشأة جبهة النصرة ومقاتليها في سوريا ، وتبعها نشر الجزء الثاني والأخير من تحليل الخبير الأمني والعسكري الأردني هشام خريسات حول هذه الجبهة التي شغلت العالم :

برزت عمليات جبهة النصرة في سوريا ، حيث تعد من اقوى الهجمات التي تعرض لها النظام السوري خلال احداث الثورة السورية .

ابرز عمليات"جبهة النصرة لأهل الشام

قامت الجبهة بعدة عمليات كبرى ضد النظام السوري أبرزها تفجير واقتحام مبنى قيادة الأركان في العاصمة دمشق في أوائل أكتوبر ٢٠١٢، وكذلك تفجير مبنى المخابرات الجوية في مدينة حرستا .

كما قامت الجبهة بنسف مبنى نادي الضباط في ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب.

وللجبهة مشاركة قتالية وثيقة مع باقي القوى المسلحة مثل الجيش الحر وكتائب احرار الشام في العمليات المشتركة مثل معركة حلب ، والسيطرة على معرة النعمان ، بالاضافة الى معركة مطار تفتناز والهجوم على ثكنة هنانو ومعارك الغوطة .

كما قامت جبهة النصرة بالمشاركة في السيطرة على الفوج 46 بعد تدميره وحصلوا على اقوى القذائف المضادة للدروع التي غيرت كفة المعركة لصالح الثوار.

الخصائص التي يتمتع بها جنود النصرة

وتعرف جبهه النصرة بانها تضم عناصر من اشجع المقاتلين على الخطوط الاماميه للمعارك حيث انهم يتميزون بوجود دافع ديني والتزام مرتبط بتوجيهات العقيدة الإسلامية.

كما ان الجماعات الاصولية تركز حاليا علي برامج الاعانات الانسانية ، وهو الامر الذي يكسبهم تعاطف السكان ، حيث تعاطف معهم المدنيون سريعا وتبدى ذلك في حلب ، حيث ركزوا في ذلك على اهم مبادئ حرب العصابات الا وهي كسب ود السكان" .

الجذور الحقيقية لجبهة النصرة ومواقع الانتشار

تعتبر "جبهة النصرة" الجماعة المسلحة الأكثر تنظيما والأكثر انتشارا في سوريا، وهي تتواجد من الحدود الشمالية مع تركيا الى الحدود اللبنانية، ومقاتلوها هم الأكثر تدريبا وتسليحا بين الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد الدولة السورية، فضلا عن امتلاك هذه الجبهة لإمكانيات مالية أضعاف ما لدى الجماعات الأخرى الامر الذي يدل على حجم القوى التي تمولها .

وعين مصطفى عبد اللطيف صالح الملقب بـ"أبي أنس الصحابة" خلفا لإياد الطوباسي الملقب بـ"أبي جليبيب" الذي تضاربت المصادر حول مقتله او اعتقاله من الجيش السوري .

وأكد القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي بالأردن محمد الشلبي الملقب بـ "أبو سياف" أنباء تعيين أبو أنس الصحابة، لكنه قال إن مصير الطوباسي لم يعرف حتى الآن.

والطوباسي هو صهر زعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل عام 2006 في غارة أميركية.

" أبو أنس الصحابة " في سطور

ويعتبر القائد الجديد لجبهة النصرة - التي تتهمها الولايات المتحدة والحكومة السورية بأنها ذراع تنظيم القاعدة في بلاد الشام - أحد أبرز قيادات التيار السلفي الجهادي بالأردن وكان مشرفا على الملف الإعلامي خلال وجوده في الأردن قبل انتقاله لسوريا قبل عام ونصف تقريبا.

وكان القائد الجديد لجبهة النصرة مساعدا رئيسيا للشيخ أبو أنس الشامي الذي عمل مستشارا للزرقاوي في العراق قبل مقتل الأول بغارة أميركية عام 2004.

وغادر الصحابة العراق إلى سوريا بعد مقتل الزرقاوي حيث اعتقلته قوات الأمن السورية لمدة ثلاث سنوات قبل أن تقوم بتسليمه للأردن عام 2010، حيث خضع للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة ليفرج عنه بعد نحو سنة وشهرين من الاعتقال بعد الحكم عليه بالبراءة من تهم أسندت إليه. 

واعتقل الصحابة آخر مرة في الأردن عام 2011 فيما عرف بأحداث الزرقاء التي شهدت مواجهات بين المئات من السلفيين الجهاديين وقوات الأمن الأردنية في أبريل/ نيسان من نفس العام.

نقطة نقف عندها

الحقيقة أن العارفين بتأسيس "جبهة النصرة" والقيمين الحقيقيين عليها يسخرون من محاولة نسبها لتنظيم القاعدة رغم دخول أيمن الظواهري على خط تبنيها عبر خطاب صوتي بثته قناة الجزيرة القطرية .

مصادر السلاح " المتطور " لدى جبهة النصرة :

أحد التقارير ذكرت أن أهم مصادر السلاح التي تمد مقاتلي جبهة النصرة بالسلاح هي ما يسمى " مافيا السلاح الألبانية " التي تقف خلف إرسال هذه الشحنات وخاصة صواريخ الكورنت وصواريخ فاغوم، والقناصات عديمة الارتداد بالغة القوة.

كما انه لأول مرة خلال السنتين التي تدور فيها الحرب في سوريا ليست هناك رقابة على الأسلحة التي تصل إلى الجيش الحر ولا الى جبهة النصرة لا من قبل الجهات الغربية أو العربية.

4- معظم هذا السلاح يصل إلى جبهة النصرة هي حركة من المساندين للجيش الحر التي تنتسب إلى تنظيم القاعدة حيث أعلنت من قبل الولايات المتحدة في شهر يناير كمنظمة إرهابية.

جبهة النصرة وموقفها من حزب الله

فيما يقوم حزب الله بضرب الاراضي السورية التي يسيطر عليها الجيش الحر يجري الحديث الان عن إن الجيش الحر يرد على قوات حزب الله في في منطقة الهرمل بلبنان والغسانية والصفصافية والعقربية في سوريا، والأمرالمؤكد أنه يوجد في المنطقة حوالي 1200 من أعضاء حزب الله مهمتهم حماية القرى الشيعية في المنطقة ومن أجل تخفيف العبء على الجيش السوري ، وهنا ، تعد جبهة النصرة العدة للرد على حزب الله داخل لبنان بعد وصول شحنات من صواريخ الكورنت 14 وفاغوم الروسي الصنع القادم من البلقان .

هناك مناطق أخرى في سوريا يتولى حزب الله حمايتها وعلى الأخص الجيوب الشيعية (ليس العلوية وإنما الشيعية الصرفة) ، فيما تقوم جبهة النصرة بالتجهيز للرد على حزب الله في اماكن تواجدة داخل سوريا .

خلال الأشهر العشر الأخيرة يرسل التنظيم - جبهة النصرة - وحدات كوماندوس صغيرة مجهزة بصواريخ متطورة، وهذه المجموعات تهاجم ليلا القواعد ومواقع الحراسة والرصد المنعزلة التابعة لحزب الله، وكذلك تهاجم قوافل لحزب الله تتحرك في حمص وقرب الحدود اللبنانية.

ظهور مصطلح " جهاديو سوريا "

يقول آرون زيلين الباحث في العلوم السياسية في جامعة برانديز الأميركية، والذي يدير مدونة "جهاديولوجي" المتخصصة في رصد المجموعات الجهادية المسلحة، إنه " لن استغرب إن أعادت هذه الشبكات نشاطها في سوريا حالياً " .

وطالما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية سوريا بغض الطرف عن حركة المتشددين نحو العراق آنذاك.

ورغم تلاقي مصالح هؤلاء والنظام السوري في تلك الحقبة الا أن القطيعة بين الطرفين عميقة.

وبالمقابل يرى آرون زيلين، أنه من المهم الانتباه إن كانت هذه المجموعة "الجهادية"، أو غيرها في سوريا، ستربط نفسها بالقاعدة في العراق، أو ما يعرف بـ "دولة العراق الإسلامية".

ويذكر أن " الفاتح أبو محمد الجولاني " قال في كلمته الصوتية، في الاصدار المرئي، إنه قدم إلى " أرض سوريا من إحدى الساحات الجهادية "، التي لم يسمها، مع مجموعة من رفاقه "بعد شهور من إندلاع الثورة نصرة لأهل الشام في ثورتهم ضد النظام".

وخرجت مظاهرات - مسجلة صوتاً وصورة - تدعم النصرة وكل المقاتلين على الأرض وتطالب المعارضة السورية توضيح موقفها من اعتبار فصيل يدافع عن الشعب السوري إرهابياً .

" ما فعلته الولايات المتحدة زاد من تعاون "الحر" مع "النصرة" وجعلهما يلتحمان بشكل أكبر لمواجهة النظامي، وضرب المصادر مثلاً حصار مطار "منغ" في حلب، الذي تحاصره النصرة يدعمها فصائل من الحر.

وعدد النصرة ليس كبيراً مقارنة ببقية فصائل المعارضة والجيش الحر، إذ يتراوح عدد عناصرها بين 3000 إلى 5000 مقاتل من جنسية سورية مدرب سلفا و15 الف مقاتل من جنسيات اخرى وفقا لما قدّمته دراسة بحثية لمركز كويليام لمكافحة التطرف.

وعلى الرغم من أن عددهم ليس ضخماً، إلا إن مقاتلي النصرة يحاولون استمالة سكان المناطق التي تقع تحت سيطرة الثوار في الشمال السوري.

وقد أعلنت جبهة النصرة عن قيامها بتوزيع مساعدات إغاثية للمحتاجين في المناطق المنكوبة نتيجة المعارك، مما يشير إلى رغبتها في استمالة المواطن العادي إلى صفها بدل تنفيره منها، وهو درس ربما تعلمته مما حل بفرع القاعدة في العراق نتيجة ممارساته ضد المواطنين في السنوات الماضية.

لكن محاولة النصرة التقرب من السكان "المحتاجين" لا يمكن أن يخفي حقيقة أن أسلوبها وأجندتها يبدوان مختلفين إلى حد كبير عن أسلوب وأجندة كثير من فصائل المعارضة السورية، كما أن رؤيتها لمستقبل سوريا لا تبدو متوافقة مع رؤية بقية المعارضين ولا حتى مع رؤية شرائح واسعة من سكان هذا البلد.

فأسلوب جبهة النصرة في محاربة النظام يختلف مثلاً في شكل واضح عن أسلوب بقية المعارضة كونه يتضمن عامل العمليات الانتحارية حيث يتم تفخيخ سيارات أو شاحنات يقودها أشخاص مستعدون لتفجير أنفسهم بعناصر قوات الأمن النظامي، بالاضافة الى عمليات اقتحام المقار الامنية شديدة التحصين والمطارات الحربية التي توصف جميعا بالاهداف عالية المخاطر وانتحارية التنفيذ وهو ما اثار اعجاب قادة المعارضة بالداخل والخارج.

لكن ما يميز التفجيرات الانتحارية هي أنها تحصد كثيراً من المواطنين العاديين حتى ولو كان هدفها قوات النظام. وكان لافتاً عند بدء جبهة النصرة في القيام بهذا النوع من التفجيرات في بدايات العام 2012 أن بعض مقاتلي المعارضة سارعوا إلى النأي بأنفسهم عنها، خصوصاً بعدما كان واضحاً أن أعداداً كبيرة من المدنيين كانوا يُقتلون نتيجتها.

دوافع أيديولوجية مختلفة

جبهة النصرة تقود علناً حربها ضد النظام انطلاقاً من دوافع أيديولوجية، وهي ليست بالضرورة الدوافع نفسها التي دفعت بكثير من المعارضين إلى المشاركة في الاحتجاجات السلمية ضد نظام الأسد قبل ان تتحول إلى عمل مسلح.

فالنصرة تقول علناً إن حربها تستهدف الدفاع عن "أهل السنة" في مواجهة نظام علوي "نصيري"، كما تصفه، وأنها تسعى للإطاحة به من أجل إقامة خلافة إسلامية في مكانه.

وكانت الجبهة قد أعلنت منذ آذار/مارس الماضي أنها تقوم بعمليات التفجير التي تقوم بها ضد مقرات أمنية للـ "الانتقام" مما يقوم به النظام ضد السنّة.

إذ قالت الجبهة في بيان بعنوان "القصف بالنسف": "نقول له أوقف مجازرك ضد أهل السنة، وإلا فإنما عليك إثم النصيريين (العلويين)، والقادم أدهى وأمر بإذن الله تعالى".

ولكن إذا كان المعارضون جميعاً يشتركون في مطلب تغيير النظام، فإن ما دفع بشرائح واسعة منهم إلى ذلك لم يكن بالضرورة الانتماء الطائفي للرئيس السوري بقدر ما كان رغبتهم في تغيير نظام ديكتاتوري واستبداله بنظام ديموقراطي يمنحهم حقوقاً وحريات حرموا منها طويلاً.

وشريحة لا بأس بها من هؤلاء المعارضين قد تكون تأمل في قيام حكومة ذات توجهات إسلامية على أنقاض النظام السابق، لكن الفرق بينها وبين النصرة أن الأخيرة تسعى إلى "فرض" رؤيتها للدولة الإسلامية فرضاً في سوريا، في حين أن المعارضين الآخرين بما في ذلك الإسلاميون يقولون إنهم يريدون أن يتم ذلك من خلال استشارة الشعب الذي يكون له القرار النهائي عبر صناديق الاقتراع.

كما أن التهديدات الأخيرة التي أطلقتها جبهة النصرة بقتل الجنود العلويين قد تكون مصدراً آخر للاختلاف بينها وبين بقية فصائل المعارضة التي تسعى إلى بث الاطمئنان في أوساط أبناء هذه الطائفة لمساعدتهم على التخلي عن النظام الذي يخيفهم مما يمكن أن يحصل لهم إذا ما انهار.

ولعل هذه الفوارق بين أسلوب وأيديولوجية جبهة النصرة وبقية فصائل المعارضة هو ما دفع الباحثين في معهد كويليام، الجهادي الليبي السابق نعمان بن عثمان ورويزن بليك، إلى التحذير من أنه في أعقاب سقوط الأسد، فإن النصرة ستقوم فورا بالهجوم على قوى المعارضة الأخرى أو "باحتلال مناطق استراتيجية كي تساوم عليها في تحقيق مآربها".

ويقول الباحثان في دراسة أخيرة لهما: "جبهة النصرة بالغت في تقدير الولاء الديني للشعب السوري، تماماً كما فعل تنظيم القاعدة في العراق في العقد الماضي. الثقافة السورية لا تفضي في شكل طبيعي إلى (قيام) حكم إسلامي، نظراً إلى التعددية الدينية وتاريخ الحرية الدينية نسبياً والتسامح" في بلاد الشام.

"جبهة النصرة بالغت في تقدير حجم التأييد الشعبي لها في سوريا. يرون أنفسهم على أنهم ممثلون للسنة السوريين، وهذه كذبة كبيرة. فحتى في وسط الثوار، أقلية فقط تشاركهم في الأيديولوجية والأهداف، في حين أن هناك كثيرين، عشرات الآلاف من الناشطين، يدعون إلى نظام حكومي ديموقراطي وليس إلى دولة إسلامية".

تلاقي المصالح يصل الى التحالف بين حزب الله والولايات المتحدة في مواجهة جبهة النصرة :

الحديث عن التحالف بين حزب الله وواشنطن واقعي وفعلي في سوريا، فالطرفان يتفقان على امرين رئيسيين:

الاول: عدم انتصار الثوره السورية لان الجولان كانت من اهدأ الجبهات على جميع الواجهات مع الدول العربية ، بل ان مصر وعلى الرغم من اتفاقية السلام مع اسرائيل كانت جبهة غير مستقرة .

والثاني: محاربه جبهه النصره الاسلامية، فامريكا ادرجت جبهة النصرة على قوائم المنظمات الارهابيه كالحزب تماما ،ولكن مقاتلين من حزب الله يقاتلون الجبهة على الارض السوريه بالسلاح والرجال ، بل ان ايران وحزب الله والنظام السوري يقاتل بالوكالة عن امريكا وهم يعرفون ذلك جيدا.

وهو ما تفاخر به نائب الرئيس الايراني الاسبق محمد علي ابطحي بقوله: " لولا المساعده التي قدمتها ايران لامريكا ما سقط صدام وطالبان بهذه السهوله ".

تلتقي المصالح الامريكيه الايرانيه وحزب الله في سوريا ويتكرر نفس التحالف ضد الثوره السوريه، بحجه التهديد الذي تشكله "جبهه النصره" ضد الطرفين، ومجهولية مرحله ما بعد الاسد.

روسيا تزود النظام السوري بالسلاح والخبراء"" وايران وحزب الله”” ونوري المالكي يزودونه بالمقاتلين.، هذا التحالف الكبير والواسع ضد الثوره السوريه الذي يختبئ خلف شعار "التصدي لجبهه النصره"، يشكل خطرا وجوديا على الثوره السورية ومستقبل الشعب السوري وحقه في تقريرمصيره .

ماذا تخشى امريكا وحزب الله

خوف حزب الله وامريكا من ان تنتقل عدوى جبهة النصرة الى دول الجوار ومنها لبنان

المد السني يقلق امريكا اكثر من ايران والمد الشيعي ، اذ تفضل امريكا بشار الاسد مليون مرة على ان ترى مدا سنيا عسكريا مدمرا ممثلا في تنظيم القاعدة ومن يدور حوله او يحذو حذوه لان امريكا تحسب تنظيم القاعدة على العلم السني .

ولادة جديدة لجبهة النصرة في لبنان

بعض الفصائل الاسلامية في مخيم عين الحلوه تتجه خلال الاسابيع القليله المقبله، الى توحيد قواها، لاعلان ولاده "جبهه النصرة" بالنسخة اللبنانية للتصدي لحزب الله.

انتهى 

( هشام خريسات - جي بي سي )

لمتابعة الجزء الأول من التحليل انقر هنا