النظام الإيراني يدرس نقل جيش "حزب الله" من لبنان إلى العراق

تم نشره الخميس 28 شباط / فبراير 2013 03:30 مساءً
النظام الإيراني يدرس نقل جيش "حزب الله" من لبنان إلى العراق
النظام الإيراني - حزب الله - أرشيفية

المدينة نيوز - كشف مصدر رفيع في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لـ"السياسة" أن الأفكار التي تداولها مسؤولون إيرانيون وعراقيون وقيادات من "حزب الله" اللبناني قبل أيام قليلة تضمنت للمرة الاولى وضع سيناريوهات لسحب جميع عناصر وقادة الجناح العسكري للحزب من لبنان عبر سورية إلى العراق.

وقال المصدر ان هناك خشية من أن تؤدي وصول شحنات الاسلحة النوعية للمعارضة السورية المسلحة الى تسارع انهيار قوات نظام الاسد في جبهة دمشق, وبالتالي يصبح من الصعب التحرك باتجاه اي سيناريو للتعامل مع مصير مقاتلي "حزب الله" المدعومين بمئات العناصر من "الحرس الثوري الايراني", لأن القناعة تتجه الى انه بمجرد سقوط النظام السوري ستكون كافة عناصر الحزب والحرس معزولين تماماً من الناحية الجغرافية واللوجستية.

واضاف ان الاعتقاد السائد لدى القيادة في ايران وقيادة "حزب الله" أن إمكانية البقاء داخل لبنان بنفس الوضعية السابقة امر شبه مستحيل, ولذلك أمام الحزب خياران إما تسليم سلاحه الى الجيش اللبناني وتسريح مقاتليه وإما الانسحاب من الساحة اللبنانية إلى بلد ثان, لأن المعلومات التي بحوزة الدوائر الاستخباراتية الايرانية تؤكد انه بمجرد انهيار نظام الاسد سيثار ملف سلاح الحزب بالتزامن مع التحضير لضربة عسكرية من قبل قوى كبرى بقيادة فرنسية على الارجح ضد هذا الحزب, إذا رفض او صعد من المواجهة ضد الفرقاء اللبنانيين الآخرين, كما ان الخصوم السياسيين للحزب أجروا محادثات سرية مع دول كبرى وإقليمية بشأن طبيعة التحرك ضده بمجرد ظهور البوادر الجدية والنهائية لسقوط النظام السوري, وهذا ما يؤشر على ان الجناح العسكري لـ"حزب الله" قد يكون أمام خيار تاريخي, بمعنى انه سيودع الساحة اللبنانية بعد نحو عقدين من الجهود الايرانية والسورية الحثيثة لبناء هذه القوة العسكرية الضاربة في المنطقة.

وأشار المصدر الصدري الى مسألة في غاية الاهمية والخطورة وهي ان الحكومتين الاميركية والاسرائيلية تنبهتا قبل اسابيع قليلة الى ان انهيار الاسد سيؤدي الى انسحاب الجناح العسكري لـ"حزب الله" وهو ما يصب في مصلحة أمن اسرائيل, في حين لم تكن هذه الفكرة مطروحة طوال عمر الثورة السورية الذي قارب العامين, وبالتالي كانت فكرة الاميركيين والاسرائيليين قبل هذه الفكرة تسير باتجاه محدد وهو ان سقوط الاسد سيثير خطرين على الأمن الاسرائيلي: خطر السلاح الكيميائي وخطر الجماعات الدينية المتشددة القريبة من تنظيم "القاعدة".

وعلى هذا الأساس, كان اعتقاد القيادتين الاميركية والاسرائيلية ان "حزب الله" سيكون جزءاً من تحرك عسكري ضد اسرائيل او جزءاً من حرب إقليمية بمشاركة ايران للدفاع عن نظام الاسد, غير انه تبين في الفترة القريبة الماضية لواشنطن وتل ابيب أن سقوط الاسد قد يؤدي بالفعل الى ان تفكر قيادة "الحرس الثوري" الايراني بشكل جدي بسحب جيش "حزب الله" الموجود في مناطق على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية ما يريح اسرائيل الى الأبد, وهذا ما يفسر سر وصول اسلحة نوعية الى "الجيش السوري الحر" بدعم اميركي في الاسبوعين الماضيين, كما ان التوقعات تفيد ان شحنات السلاح ستتضاعف لإرغام الايرانيين على انهاء الجناح العسكري للحزب في لبنان وأخذه بعيداً الى العراق.

وحسب المصدر الصدري, فإن القيادة الايرانية تستثمر الخلافات الراهنة والمتصاعدة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبين السنة والأكراد لإقناعه بالموافقة على استقبال الجناح العسكري لـ"حزب الله" اللبناني وبالتالي يمكن الاستفادة من ذلك في مواجهة الخصوم السياسيين داخل الساحة العراقية, كما انه يمكن للمالكي ان يستفيد من مقاتلي الحزب المدربين تدريباً عالياً في مواجهة تهديدات اقليمية مفترضة.

واستناداً الى المصدر, اقترحت القيادة الايرانية على المالكي نشر جزء كبير من مقاتلي "حزب الله" المنسحبين من لبنان على الحدود العراقية - السعودية والعراقية - الكويتية, كما يمكنه الاعتماد على هؤلاء المقاتلين الذين يتقنون حرب المدن في تأمين مدينة بغداد من اي خطر محتمل من المحافظات العراقية السنية.

وقال المصدر الصدري ان المرجع الديني الاعلى في مدينة النجف علي السيستاني من ابرز المعارضين لفكرة استقدام جيش "حزب الله" اللبناني الى العراق, لأن ذلك سيفجر حرباً طائفية جديدة بين المكونات العراقية, مؤكداً أن السيستاني على قناعة بأن وجود الجناح العسكري للحزب يمثل مصلحة ستراتيجية للمرشد الاعلى في ايران علي خامنئي لتقوية مكانة خطه داخل ايران واحتواء تداعيات سقوط الاسد في الصراع الدائر بين خط المحافظين وخط الاصلاحيين, كما ان خامنئي يسعى لتعزيز نفوذه داخل العراق بعد رحيل الاسد وتفكك شبكة النفوذ الايراني في سورية ولبنان, ما يعني ان القيادة الايرانية تلقت ضربتين شديديتين في آن واحد, ولذلك هناك خشية لدى خامنئي ان تتجرأ بعض الاطراف السياسية العراقية السنية والشيعية والكردية على السياسة الايرانية في الداخل العراقي وفي المنطقة.

ومن اجل ضمان أن لا يحدث ذلك ولكي لا يفقد قوته وتأثيره في الساحة العراقية, يأتي بجيش "حزب الله" كقوة عسكرية ضاربة, كما ان علاقة قيادة الحزب ليست جيدة مع السيستاني وبالتالي وجود جيش هذا الحزب سيضعف بالتأكيد مكانة السيستاني وبقية المراجع الدينية الشيعية في النجف التي تؤيدها الكثير من اطراف "التحالف الوطني" الشيعي التي تقود الحكومة العراقية.(السياسه)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات