يوميات لاجئة سورية في الزعتري

تم نشره الجمعة 08 آذار / مارس 2013 02:41 مساءً
يوميات لاجئة سورية في الزعتري
مخيم الزعتري للاجئين السوريين

المدينة نيوز - هذه هي المرة الأولى التي تقضي فيها أم فراس اليوم العالمي للمرأة خارج ديارها. فهي من مدينة درعا، التي دفع أهلها مثل باقي السوريين ثمنا غاليا للحرب. ولكن العيش في المخيم رغم صعوبته يظل "أهون" بكثير. يومياتها في مخيم اللاجئين تختصر في نواح الأمهات، وضع النساء لأطفالهن بعيدا عن أزواجهن، رغيف وماء ... وحنين إلى ديار، تركتها مرغمة بسبب النزاع.

 هي واحدة من أكثر من مليون لاجئ سوري هربوا من نيران الحرب إلى أحد المخيمات التي أقيمت في الدول المجاورة لسوريا والتي جعلت الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر الأربعاء الماضي، للضغط على الأسرة الدولية بضرورة مساعدتهم.

في مخيم الزعتري بالأردن حيث "تسكن" أم فراس منذ ثمانية أشهر مع زوجها وخمسة من بناتها، تحاول المرأة التمسك بطعم للحياة رغم الظروف الصعبة التي تعيش في ظلها.

لا تفهم أم فراس بالسياسة ولا بحسابات السلطة الكثيرة، تركت ديارها مرغمة بسبب القصف والدمار الذي حل بمدينة درعا حيث كانت تعيش مع أولادها الثلاثة عشر، البعض هاجر إلى لبنان، الآخر للأردن، وبكرها إلى إحدى الدول الأفريقية حيث يعمل ويعيل العائلة ببعض المال الذي يرسله كل شهر.

يومياتها في مخيم الزعتري الذي يضم نحو 90 ألف لاجئ سوري، معظمهم من النساء والأطفال، تختصرها في "عويل أم جاءها خبر مقتل ثلاثة من أولادها كبيرهم لا يتعدى العشرين، شابة وضعت طفلها الأول بعيدا عن زوجها الذي قتل قبل أسبوع على الحدود السورية، بناتها الأربع اللواتي يملأ الخوف قلوبهن بعدما اغتصبت وقتلت بعض صديقاتهن...

رغم القصف والمعارك، عادت أم فراس قبل 15 يوما إلى درعا برفقة ابنتها الكبرى ذات 13 عاما، عودة لبيتها الذي تهدمت بعض جدرانه "لتخفف" من لوعة حنينها لساعات عادت أدراجها بعد يومين إلى مخيم الزعتري، فلا ماء ولا كهرباء ولا آمان في درعا.

عن اليوم العالمي للمرأة الذي كانت أم فراس "تسمع" بل "تحتفل" به كل عام، هي وبناتها بسوريا تقول "لا عيد بقي لنا اليوم، فالنساء السوريات دفعن ثمن الحرب غاليا، رغم أن عائلتي وأولادي مشتتون في دول عدة لكن بالي يظل مشغولا على البنات أكثر من انشغاله على الذكور، ما نحلم به اليوم هو العودة فقط إلى ديارنا".

"نشكر الأردن وأهلها الذين فتحوا لنا ديارهم وقت الحاجة، لكن ما "يحز" بقلبي اليوم هو الشعور بأن لا أحد يشغله حالنا، فالمنظمات الإنسانية لا تستطيع تحمل أعباء آلاف السوريين الذي يفرون يوميا من الحرب في بلادهم، والحصول على الماء والدواء والرغيف رحلة عذاب يومية خصوصا عندما يكون عندك أطفال".

"فصل الشتاء قضيناه في ظروف لا يمكن لإنسان أن يتصورها، وتضيف كنا نتقاتل فيما بيننا من أجل بطانية".

آلاف النساء مثل أم فراس يعيشون في مخيم الزعتري ومخيمات أخرى للاجئين السوريين، الحرب في بلادهم جعلتهن يدفعن ثمنا مرتفعا...لكن لعل الكثيرات منهن يكتفين بالقول مثل أم فراس "نحمد لله أننا ما زلنا على قيد الحياة".

( ا ف ب ) 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات