المرجع الشيعي اللبناني النظام السوري سقط وتبقى إسقاط فكره

المدينة نيوز - اعتبر العلامة الشيعي اللبناني هاني فحص أن "النظام السوري الذي يمثل الباطل سقط، ويتبقى إسقاط قيمه وأفكاره".
وقال فحص، في لقاء خاص مع مراسل وكالة الأناضول، إن "التحدي الحقيقي اليوم هو كيف يتم إيجاد نظام جديد في سوريا بقيم وأفكار جديدة".
وفي الوقت نفسه دعا إلى "الحذر الشديد من إنتاج نظام جديد يكون أشد ظلما من سابقه"، معتبرا أن "هذا التخوف هو تخوف عقلاء يجب أن يكون ضمن الحسابات المطروحة".
واعتبر فحص أنه "في حال سلكت سوريا الطريق عينه الذي سلكته مصر وتونس بعد الثورة، فسيكون وضعها أشد تعقيدا".
وفي تقدير العلامة الشيعي فإن "مصر لم تستفد من الانتقال السياسي"؛ حيث ما زالت تمارس في هذا البلد "ذات القواعد التي مارسها الآخرون في السابق مع تفاوت في التطبيق" .
وحث السوريين على "بناء دولتهم الجديدة على أسس الشراكة والتعاون لبناء دولة مدنية تعددية ديموقراطية، تحفظ كل المكونات الاجتماعية والثقافية في سوريا".
وعن مواقف الحكومة اللبنانية من الأزمة في سوريا، قال فحص: "كنت أتمنى أن تنأى الحكومة اللبنانية عن الأزمة في سوريا، وتمنع حزب الله وغيره من اللبنانيين من التدخل في هذه الأزمة".
وقال فحص إن "الثوار في سوريا ليسوا بحاجة لا إلى قتالنا ولا إلى سلاحنا".
وحول موقف حزب الله اللبناني، توقع فحص أن "سقوط النظام السوري سيجبر حزب الله على إجراء حسابات دقيقة وعميقة جدا".
واعتبر أن "عضلات الحزب كبرت أكثر مما كبر عقله؛ وهذا ما جعل رغبته بالسلطة تتفاقم يوما بعد يوم".
كما اعتبر أن "ما يقوم به حزب الله اليوم حمّل الشيعة في لبنان وفي العالم العربي عبئا كبيرا وقاسيا".
وأكد في الوقت نفسه "استعداده للنصح والحوار وتبادل الأفكار مع قادة الحزب لما في الخير والازدهار للجميع".
وعن احتمال نشوء صراع طائفي في المنطقة العربية على خلفية الأزمة السورية، أبدى فحص تخوفه الشديد من "اندلاع هذا الصراع" الذي وصف احتمالات وقوعه بالكبيرة جدا، داعيا الى "الحوار والاندماج من أجل إطفاء نار الفتنة في المنطقة".
وعن الأزمات السياسية التي يعاني منها لبنان، رأى فحص أن "حلها مرتبط بحل الأزمة السورية"، داعيًا إلى "تسويات سلمية لتجنب الخسائر الضخمة".
وفي سياق الحديث، اعتبر فحص أن "التجربة التركية الحديثة استطاعت أن تستوعب البعد المدني والديموقراطي في العلمنة، واستطاعت أن تضيق مسافة الاختلاف بين الدين والدولة"، متمنيًا لهذه التجربة "الاستمرار والنجاح".
ورأى فحص أن سبب نجاح حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا هو "كونه سخر كل قدراته لخدمة الرؤية التي يحملها وليس العكس".