مسرَّب: رسالة "اعتذار" الخطيب إلى "الائتلاف السوري المعارض"

المدينة نيوز - سرَّب ناشطون نص رسالة رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب المرسلة إلى أعضاء في الائتلاف الوطني، والتي يعتذر فيها عن حضور اجتماع الثلاثاء القادم الذي كان من المفترض أن يقرر فيه تسمية رئيس حكومة أو هيئة تنفيذية.
وقد جاء نص رسالة رئيس الائتلاف الوطني المعارض معاذ الخطيب على النحو التالي:
(الإخوة والأخوات الأكارم:
سلام الله عليكم جميعًا، وبعد:
أرجو أن تكونوا بخير، وأعتذر منكم جميعًا عن حضور الاجتماع القادم، والذي لم أسأل عنه أصلاً، وذلك لوجود ضغوط شديدة في الوقت، وأفوض الأخت السيدة سهير الأتاسي برئاسة الاجتماع.
سأكتب رسالة مطولة لشرح بعض الأمور لاحقًا، ولكني أضع بعض النقاط على الحروف هنا.
يقول الحكماء: من صحت بدايته صحت نهايته.
أكرر ما ذكرته لاحقًا: الدول الكبرى والصغرى يهمها شيء واحد هو مصالحها، وليس هناك جدية بحجم الخطر لإنهاء المشكلة في سوريا.
السبيل الوحيد لتفادي آثار هذا الأمر هو الالتصاق بالناس، وهو ليس كافيًا فلابد من رؤية صحيحة معه.
هذا أمر يحتاج إلى عمل طويل نتساعد به كلنا.
بعض الخطوات العجولة تعطي نتائج ظاهرية إيجابية، ولكنها تحمل في أعماقها بذور سلبيات عديدة.
الذي أراه صوابًا ما يلي: أن ما نقوم به اليوم شيء خطير جدًّا (بمعنى هام جدًّا) في مصير سوريا كلها، والحماسة المفرطة لا تغني عن التفكير الدقيق، وحرصًا على استقرار سوريا التي هي في الخلاصة أهم من أي شيء آخر؛ لذا أقترح ما يلي:
- التشاور الدقيق حول الأولويات ضمن مصلحة السوريين، وليس الدفع من قبل أي طرف، فنيل مقعد في الجامعة مهم كمكسب سياسي، ولكنه ليس هدفًا، فتأجيله أسابيع لن تكون معه خسارة، وليس صحيحًا أن نندفع وراء تشكيل الحكومة.. بحيث ننسى ما هو أهم: إذا لم تشكلوا حكومة فلن تحصلوا على المقعد!! وإذا لم تشكلوا الائتلاف لن تحصلوا على كذا مليون دولار من أموال النظام.. ويمكنكم سؤال العسكريين عن التعامل المالي معهم.. يجب أن نرتب نحن أولوياتنا.
- موضوع الحكومة نفسه مشكل، فمن يمثل كل من في الائتلاف ليشكل حكومة باسم كل السوريين؟ هذا الأمر يمكن تجاوزه بضم عشرات القوى الإسلامية والوطنية والعلمانية، والتي ستحصن أي عمل سياسي، وكلنا نعرف أن لجنة العضوية لم تجتمع يومًا ولم تدرس أي حالة، لذا فالبداية من عندها.
- لابد من وجود ممثلين مدنيين عن الجسم العسكري وإنهاء حالة الانفصام الموجودة، فنحن جسم ثوري يحيط بهم.
(مطلوب التصويب لقبول أو رفض الجهات الاعتبارية أو الشخصيات الوطنية التي ترغب بالانضمام للائتلاف).
كما أن تمثيل المرآة معيب حقيقة ومن أول يوم ونحن نتحدث عن ذلك، ولولا المرآة السورية لما وقفت الثورة على قدميها أصلاً، وهناك العشرات من القوى النسائية من الداخل يجب أخذها بعين الاعتبار.
- بعد ذلك لابد من هيئة سياسية، فليس مقبولاً هذا الوضع بحال، إذا تصرف رئيس الائتلاف انهال عليه اللوم، وإذا لم يتصرف بقينا في وضع حرج، وإذا طالب من أول يوم بوجود هيئة تم إفشالها 3 مرات ثم الرابعة في آخر اجتماع. (مطلوب تحديد هيئة سياسية).
- وجود سلطة مهم جدًّا ولكن من قال إنها فقط يمكن أن تكون باسم حكومة؟ فلتكن باسم السلطة التنفيذية أو الوطنية أو غير ذلك مما يحقق الهدف منها وهو دفع الفوضى والتفلت عن المناطق المحررة، والابتعاد عن محذوراتها كالفشل الذي لا يجوز أن يحصل، والأخطر هو حصول تقسيم لسوريا. (مطلوب إعادة التصويت على ذلك).
- من هم جميع المرشحين؟ وأين هي سيرهم الذاتية؟! هل سنعمل بطريقة السلق؟!! وخلال ساعات سيتم التصويت على عدة أشخاص لا يدري الكثيرون عنهم شيئًا.. ( لا يجوز إدراج أي اسم لم يرسل اسمه من قبل، للتفكير في صلاحه قبل الجميع).
- هذه السلطة لا يجوز بحال أن تبقى من دون هيئة تراقب أعمالها، وهي هيئة الائتلاف السياسية على الأقل وإلا صارت تحت رحمة من سيدفع رواتب أعضائها. ولا أريد أن أشرح الآن أكثر.
- الخطاب السياسي يجب أن يأخذ دوره ويدعم الأرض ولا يغرق في التنظير الثوري، ويجب إحراج النظام به، وتجنيب البلد المزيد من الخسائر والدماء. (ما هو الخطاب للداخل؟).
- جلسة اختيار السلطة أو ما يدعوه إخوة آخرون حكومة (وهو اقتراح لم أصوت معه) هي حق للشعب السوري، ولا يجوز أن تتم بغياب عنه وهي ليست أمرًا داخليًّا ولا سريًّا، وبالتالي فيجب أن يعرف السوريون كل دقائقها ويجب دعوة الإعلام العالمي لحضورها (يطلب اعتماد هذا البند).
أطلب من الأمانة العامة إدراج البنود أعلاه في جدول لضرورتها...
وأخيرًا، أقول: إننا جميعًا أو أكثرنا عملنا في الليل والنهار، وأعرف أن البعض لا ينام إلا قليلاً من أجل إنجاح الائتلاف، والذي لا يجوز أن يخفق ولا يلغى، فقد تعبنا جميعًا في صناعته وتثبيته، وأقول: إن أي طرف وأنا أولكم عندما يخالف ما يجري في الائتلاف قناعاته، فليتمسك بما يراه الحق وليفسح لباقي إخوانه الطريق.
أرجو لكم كامل التوفيق مع وافر الاحترام والتقدير.
(مفكرة الاسلام)